الحوامل من الفئات التى لاشك تشعر بقلق مضاعف هذه الأيام فى ظل انتشار فيروس الكورونا، خاصة مع تضارب الأقوال والمعلومات عنه، فتدور برأسها كثير من الأسئلة التي
تبحث لها عن إجابته تطمئنها مثل إمكانية إصابة الحامل وخطورة الإصابة والذهاب للمستشفى للولادة وإمكانية الرضاعة الطبيعية..
يجيب على هذه الأسئلة د.عمرو عباسى استشارى النساء والتوليد والحقن المجهرى بالمركز القومى للبحوث مخاطبا السيدات الحوامل أنه لا داعى للهلع بسبب انتشار الفيروس، فنسبة إصابة الحوامل قليلة جدا فى مصر والعالم، كما أنهن لسن أكثر عرضة من غيرهن للإصابة بالكورونا، ولكنه سيمر كأى دور برد عادى وربما لا تشعر بأى أعراض إلا فى حالات بسيطة إذا هاجمها الفيروس بشدة، ولكن يجب الإشارة إلى أن السيدات الحوامل اللاتى تعانين من أمراض مزمنة الضعط والسكر من الفئات الأكثر عرضة للإصابة لذلك يجب الحفاظ على مستويات معتدلة، وفى حالة ظهور أعراض الفيروس فيجب إبلاغ طبيب النساء المعالج والبقاء فى المنزل لمدة لا تقل عن أسبوعين وفى حالة وجود صعوبة فى التنفس يجب الانتقال إلى المستشفي.
ويضيف: بناء على توصيات الجمعية الملكية للنساء والتوليد فإن المرض ينتقل عن طريق الملامسة والهواء، ولا ينتقل من الأم إلى المولود، ولا يستدعى أيضا الولادة القيصرية إلا إذا كانت هناك ضرورة لذلك ترجع لأسباب أخرى بعيدة عن الإصابة بفيروس الكورونا، ونوكد أيضا أنه لايوجد أى أبحاث حتى الآن تدل على الطلق المبكر ولا الإجهاض، وحالة الإجهاض الوحيدة التى تم تسجيلها هى لمريضة فى إنجلترا حيث تم الإجهاض فى الآسبوع الـ 34 نتيجة مشاكل صحية أخرى غير الإصابة بالمرض.
وهناك إرشادات عامة للسيدة الحامل يوضحها د.عمرو حتى تمر فترة الحمل بسلام إلى حانب المتابعة الدورية مع الطبيب ولكن على فترات متباعدة إلا فى حالة الطوارى، وأولها النوم عدد ساعات كافية والبعد عن الإجهاد، والتقليل قدر الإمكان من التوتر الذى يقلل المناعة، كما يؤكد أهمية النظافة الشخصية للحامل، وغسل اليدين باستمرار لمدة ثلاث دقائق، واستخدام الكحول %70 إذا اضطرت للخروج من المنزل مع الحفاظ على المسافة الآمنة، ويفضل التقليل من المخالطة بقدر الإمكان، وبالنسبة للمرأة العاملة يمكنها العمل من المنزل، أما إذا لزم الخروج للعمل فيمكن التقليل من ساعات العمل، واتباع طرق الوقاية المعروفة، كما يجب الاهتمام بالصحة العامة كشرب كثير من الماء والسوائل الدافئة كالنعناع والينسون وغيرها من الأعشاب الطبيعة، ولا صحة مطلقا لمقولة أن السوائل الدافئة تؤدى للإجهاض، مع الاهتمام بالتهوية الجيدة بالمنزل، والغرغرة بالماء وملح باستمرار مع ضرورة الابتعاد نهائيا عن التدخين وكذلك عن المدخنين المحيطين.. ولا شك أن زيادة الوزن بمعدلات كبيرة أمر مرغوب فيه لذلك ننصح باتباع غذائى متوازن يحتوى على الفيتامينات والمعادن المهمة خاصة للسيدات اللاتى تعانين من الأنيميا و هى من أكبر مشاكل الحمل مثل الأطعمة الغنية بالحديد كالتفاح والكمثرى والرمان والجرجير والعسل الأسود بالإضافة إلى الأطعمة المضادة للأكسدة مثل الفلفل الرومى والفلفل الملون كما أنها عنية بنسب كبيرة من فيتامين سى، ونفس الشيء بالنسبة للموالح بالإضافة إلى كل ما سبق لا غنى عن العسل الأبيض الذى يساعد على تقوية المناعة بشكل طبيعى و لا مانع من تناول المكملات الغذائية لتقوية المناعة ولكن تحت إشراف الطبيب.
وعن موعد الولادة يقول هناك بعض الإجراءات يجب اخذاها فى الاعتبار قبل الذهاب للمستشفى وهى تقليل المدة التى تقيم فيها السيدة لتجنب العدوى، لذلك فى حالة الولادة الطبيعة يمكن للأم أن تغادر بعد الولادة بست ساعات، أما فى حالة الولادة القيصرية فيمكن المغادرة بعد 24 ساعة وفى هذه الحالة نفضل التخدير الموضعى عن الكلى، وفى حالة وجود مشاكل صحية لدى السيدة تستدعى بقاءها فى المستشفى وقتا طويلا سنلجا للولادة القيصرة . وننبه إلى أهمية منع أى زيارات للأهل والأقارب والاكتفاء بالأب والأم فقط، ولا داعى لإقامة سبوع للرضيع خلافا للعادات والتقاليد لأننا فى ظروف استثنائية.
بالنسبة للرضاعة الطبيعة فلا يوجد موانع لها فلا توجد أى أبحاث حتى الآن تشير إلى أن الكورونا تنتقل إلى الجنين عن طريق الرضاعة مع ضرورة الحذر بارتداء كمامة وغسل الحلمة جيدا كما يمكن اللجوء لبعض أوضاع الرضاعة التى تحافظ على مسافة آمنة.
رابط دائم: