يقال إن القلق والتوتر هما الوباء الموازي، الذي يجب علي العالم أن يخشاه ويحاربه بينما يقاتل ضد فيروس كورونا المستجد، «كوفيد-19». وماجري مع « قاتل العزل» الروسي، كما تسميه الصحافة المحلية في بلاده، يثبت أن الضغوط العصبية التي بات كثيرون يعانونها قد يكون لها أيضا عدد لا يستهان به من الضحايا.
فمع اتباع روسيا التوجيهات الخاصة بالعزل المنزلي وقواعد التباعد الاجتماعي التي تتبعها أغلب دول العالم، بات البقاء في المنزل إجباريا لا اختياريا. ولكن عزلة أحد مواطني روسيا تبدد هدوؤها وتحولت مجرياتها إلي كارثة وجريمة دموية سقط خمسة أشخاص ضحايا لها. جرت وقائع الجريمة في قرية «ياما» في إقليم «ريازان»، وذلك في المناطق الغربية من روسيا، فقد استجاب مواطنو إقليم «ريازان» لتوجيهات البقاء بالمنزل، ومنهم الفاعل. ولكن في أحد الأيام تنامي إلي سمعه أصوات صاخبة ترد من الشارع الذي يطل عليه منزله. المسألة كان مصدرها مجموعة من خمسة شباب، أربعة رجال وسيدة، كانوا يمرون بالشارع غير عابئين بتوجيهات «البقاء في المنزل» صاخبين في محاولة منهم لتبديد وحشة أيام العزل ومخاوف تفشي الوباء الجديد، فطالبهم الجاني بخفض أصواتهم، ولكنهم لم يستجيبوا، فدخل معهم في جدال عنيف من قلب شرفته.
ولكن الجدال لم ينته بتفاهم بين الطرفين، وإنما باندفاع الجاني إلي قلب بيته، ليحمل بندقيته المرخصة ويعود مصوبا فوهتها ونيرانها نحو الجمع الصاخب، فيقتل الجميع. ووفقا لوكالة «تاس» الروسية للأنباء، فإن الشرطة الروسية سارعت إلي موقع الجريمة، حيث تم إلقاء القبض علي الجاني ونقل جثث الضحايا، وسط صدمة وفزع القاطنين بالمنطقة. وحتما ستظل هذه القرية تتحاكي لسنوات ما كان من جريمة ارتكبها شخص أراد العزلة في هدوء، فقتل غيره.
رابط دائم: