رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

«فيروس القلق» ينافس «كورونا»

تحقيق ــ هالة أبوزيد ــ ريهام رجب
الحماية من فيروس كورونا

  • د. منن عبدالمقصود : نقدم الدعم النفسى للأطباء بمستشفيات الحجر والمرضى وذويهم
  • د. هبة عيسوي:أخذ قسط كبير من الراحة يساعد على شحن البطارية النفسية
  • د. وليد رشاد:الشائعات مصدر أساسى لتزايد معدلات القلق فى ظل ضغوط وسائل التواصل الاجتماعى
  • د. جمال حماد: الوعى هو المسئول عن تشكيل الصلابة النفسية ودواعى القلق

 

 

بعد تفشى الحديث عن فيروس كورونا سادت حالة من القلق والتوتر بين أفراد المجتمعات، لا فرق بين الدول المتقدمة والنامية، لقد وصل الأمر فى حالات كثيرة إلى الشعور بالهلع والفزع مع فقدان السيطرة على المشاعر والتصرفات بدرجة تجعل كثيرين يخشون ظهور وباء جديد يمكن تسميته «وباء القلق النفسي». كيف نتحكم فى ردود أفعالنا وتصرفاتنا فى ظل تزايد

الخوف بسبب كورونا؟ وهل يؤدى مزيد من التفشى للفيروس الى مزيد من المشاعر العدوانية والعنف؟ كيف نتغلب على التبعات النفسية للوباء وكيف نخرج من الأزمة بدون أمراض نفسية؟ والاهم من كل ما سبق ماذا الدعم النفسى الذى تقدمه وزارة الصحة للاطباء والتمريض فى مستشفيات العزل؟

الاجابة عن كل هذه التساؤلات وغيرها حملتها هذه السطور والى التفاصيل..

 

العلامات النفسية التى يجب أن نلاحظها على أنفسنا أثناء التعامل مع الأزمة بعضها علامات نفسية وأخرى جسمانية، ويمكن لكل فرد أن يحدد حالته بنفسه ويعرف إذا كان رد فعله تجاه الأزمة طبيعيا أم أنه يحتاج مساندة نفسية، وقد يحتاج فى بعض الحالات إلى تعلم مهارات جديدة تساعده على اجتياز هذه المرحلة دون مشاكل نفسية، هكذا تقول الدكتورة هبة عيسوى أستاذ الطب النفسى بكلية طب جامعة عين شمس، مضيفة أنه من أهم العلامات الى يجب أن نلاحظها لوم الذات وتأنيب الضمير على انشغالنا بالأمور الحياتية وعدم الاهتمام الكافى بالصحة، ونربط ذلك بزيادة فرص إصابتنا بالأمراض والفيروسات، ثم نلقى اللوم الدائم على النفس والمحيطين بعدم أخذ احتياطات النظافة والتعقيم اللازمة لمنع الإصابة، ومن العلامات النفسية الأخرى صعوبة التركيز وضعف الذاكرة أثناء ممارسة أى عمل، بالإضافة إلى الشعور بأعراض حساسية مفرطة تظهر فى عدم احتمال الشخص لأى كلمة أو نقد من المحيطين به، ويصاحب ذلك عصبية زائدة لأتفه الأسباب، وفى كثير من الأحيان تصل إلى العنف والعدوان والانفعالات الشديدة، مشيرة إلى أنه من العلامات النفسية الواضحة أيضا الخوف الشديد ونقيضه الإنكار الشديد فكلاهما غير طبيعى سواء المخاوف الشديدة من الوباء والمبالغة فى أخذ احتياطات الوقاية أو تقليل حجم الأزمة والتهاون فى أخذ احتياطات التعقيم والوقاية، وكذلك توجد علامات جسمانية تظهر على كثير من الناس نتيجة القلق من وباء كورونا، مثلاً من أهمها سرعة ضربات القلب ورعشة فى اليدين تمتد لكامل الجسد ويصاحبها دوخة ودوار وصداع دائم، أو قيء وتعب شديد وعرق غزير، وقد تصل الأعراض إلى توهم الإصابة بالفيروس.

روشتة نفسية 

وعن كيفية التعامل الأمثل مع الأزمة، كما تقول الدكتورة هبة عيسوى يشمل مرحلتين: الأولى التقبل، والثانية التكيف، وحتى نصل إليها يجب أن نبدأ فى عمل تدريبات الاسترخاء، وتتضمن تمرينات التنفس والتى تتم من خلال أخذ نفس عميق جدا ثم إخراجه ببطء، وقد توصلت أحدث الأبحاث الأمريكية إلى طريقة للتدريب النفسى عن طريق تشابك اليدين خلف الظهر ثم التنفس بشكل طبيعى فيساعد هذا الوضع على تمدد الرئة مما يضغط على المعدة ومن ثم يتم الضغط على العصب الحائر الموجود خلف المعدة مما يساعد على تسكين وتهدئة العصب الذى يعد السبب الرئيسى وراء الإحساس بالتوتر والقلق، ويوجد طرق أخرى للتأقلم والتكيف النفسى عند أزمة كورونا، من أهمها الاطلاع على تاريخ الأوبئة على مستوى العالم مثل الكوليرا، سارس، أيبولا وغيرها ويفيد ذلك أننا نعرف أن هذا الوباء سوف يكون له نهاية، مثل باقى الأوبئة السابقة، كما يتجسد فى السيطرة على فيروس كورونا فى الصين.

حلول بديلة

وأضافت الدكتورة هبة أنه من المهم أيضا حتى نتجاوز الأزمة بدون أى ضرر نفسى تشجيع المحيطين بنا على التحدث عن مشاعرهم السلبية والإيجابية، وإذا تطلب الأمر أخصائيا نفسيا لابد من تحديد سبب المخاوف، هل هى من المرض والعزل الصحى أم ترك الأهل أو نقص المال؟ وتحديد سبب المخاوف يساعد بشكل دقيق فى وضع حلول بديلة وبالتالى نتعامل مع الخوف بصورة ايجابية، ويجب أخذ قدر كبير من الراحة حتى من الكلام مع المحيطين حتى يمكن شحن البطارية النفسية، كما يمكننا استغلال وقت العزلة الاجتماعية والبقاء فى المنزل بصورة إيجابية تنعكس على تحسين حالتنا النفسية وإشاعة جو من الود والدفء بين أفراد الأسرة، وذلك من خلال تعلم مهارات جديدة، سواء فى طهى الطعام أو الأشغال اليدوية، أو تعلم لغات جديدة وغيرها من المهارات المفضلة لكل شخص، مما يساعد على تحسن حالته النفسية.

وتضع الدكتورة هبة عيسوى برنامجا يوميا يمكن اتباعه فى هذه الازمة تبدأ فيه الأسرة صباحا بعمل تمرينات رياضية، ثم تتناول الإفطار وبعده يتابع كل فرد عمله أو دراسته من خلال شبكات الإنترنت، ثم يشترك الجميع فى تحضير الغداء، وفى المساء يتم تحديد وقت للحديث المفتوح بين أفراد الأسرة، واسترجاع ذكريات مبهجة ويعبر كل فرد من الأسرة عن مشاعره وما استفاد منه خلال اليوم، ومهم جدا أن نختم اليوم بمشاهدة فقرات كوميدية بالتليفزيون قبل النوم أو عمل حركات رياضية على إيقاع الموسيقى التى تساعد فى خروج الطاقة السلبية.

الإفراط فى الخوف

وحول الدور الذى تقوم وزارة الصحة فى تقديم الدعم النفسى للأطباء والمرضى وذويهم، تقول الدكتورة منن عبدالمقصود رئيس الأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الادمان بالوزارة إن الصحة تقوم بدورها لدعم الجانب النفسى لدى المواطنين وتعمل على توعيتهم بأعراض القلق والتوتر أثناء أزمة «كورونا»، وذلك من خلال فيديوهات ومنشورات يتم عرضها على الصفحة الرسمية لها، هذا بالإضافة إلى التواصل المباشر مع الأطقم الطبية داخل مستشفيات الحجر الصحى لمتابعة حالتهم وتقديم الدعم النفسى لهم، كما أنها تتواصل من خلال الطاقم الطبى بمستشفيات الحجر مع المرضى وذويهم لتقديم الدعم النفسى لهم عند الحاجة، مشيرة إلى أن هناك مبادرات كثيرة من أقسام الطب النفسى من جامعات مختلفة مثل عين شمس والقاهرة وطنطا وغيرها ومن مؤسسات دولية ومحلية لتوفير الدعم النفسى، ويأتى دور الأمانة العامة للصحة النفسية هنا فى التواصل مع هذه المبادرات والتنسيق معها، مشددة على ضرورة تطبيق التدابير اللازمة التى أوصت بها وزارة الصحة لمكافحة الفيروس والاهتمام بقواعد النظافة الشخصية، لأنها من الوسائل المتاحة والمعروفة التى نتبعها جميعا حتى نحمى أنفسنا من المرض ولسنا فى حاجة إلى أكثر من ذلك إلا إذا أعلنت وزارة الصحة أو منظمة الصحة العالمية عن تدابير وقائية اخرى.

وتضيف الدكتورة منن عبد المقصود أن القلق هو أحد المشاعر المرتبطة بفطرة الإنسان ووظيفته حمايته من المخاطر لأنه يدفعه لاتخاذ التدابير اللازمة لحماية نفسه، ولكن إن زاد القلق عن حده سيؤثر عليه بالسلب من حيث الحالة النفسية، وقد يؤدى القلق الزائد إلى تعطيل أو فقد الرغبة فى القيام بالمهام الوظيفية المكلف بها أو الإصابة بالاكتئاب، كما أن له تأثيرا سلبيا على الحالة المناعية للجسم، ولهذا يجب أن يكون القلق من تفشى فيروس «كورونا» دافعا لاتخاذ التدابير اللازمة للحماية من مخاطر المرض، محذرة من الإفراط فى مشاعر الخوف والقلق لما له من تأثير سلبى قد يقع ضرره على المجتمع ككل وليس الفرد فقط.

القلق والجهاز المناعي

فيما يؤكد الدكتور عبد الهادى مصباح استشارى المناعة وزميل الأكاديمية الأمريكية للمناعة أن هناك اتصالا مباشرا بين المخ والجهاز العصبى المركزى، وجهاز المناعة الذى يعمل بأمر القيادة العليا الموجودة فى المخ، وذلك من خلال خلايا مستقبلات، وهرمونات ومواد كيميائية، وموصلات عصبية ومناعية، وأن كل ما يؤثر بالسلب على الجهاز العصبى المركزى والحالة النفسية للإنسان يؤثر أيضاً بالسلب على جهازه المناعى، ويسبب الأنواع المختلفة من الأمراض بدءا من حدوث العدوى بالإنفلونزا وحتى أمراض الحساسية والمناعة الذاتية وغيرها.

ويضيف مصباح أنه عندما يتعرض الجسم لأى توتر يبدأ بتغيرات فسيولوجية يصاحبها تغيرات معرفية واخرى انفعالية وكذلك سلوكية، مشيرا إلى أن الانفعال والتوتر يزيدان من إفراز الكورتيزول فيترتب عليه تثبيط تكوين الأجسام المضادة وخلايا الالتئام والالتهاب وزيادة استهلاك البروتينات والدهون واستنفاذ مخزون الطاقة من مخازن الجسم المختلفة، وكذلك زيادة استهلاك البروتينات والدهون، واحتباس الصوديوم فى الخلايا وتورم الأنسجة، وكذلك ارتفاع نسبة السكر فى الدم كل هذا يؤثر بالسلب على المناعة.

وينبه الدكتور عبد الهادى إلى أن الطاقات السلبية بداخلنا التى تنتج من التوتر وعدم الرضا والانفعال، ينتج عنها موجات وهالات تشعرنا ومن حولنا بحالة من عدم الارتياح والتنافر والكراهية، وتنعكس بالضرورة على صحتنا النفسية والجسدية، وعلى علاقاتنا بالآخرين، ويعد أكثر من 90% من تفكيرنا السلبى يتركز فى الأفكار والأحداث التى نخشى من حدوثها مثل القلق على الصحة والأبناء ونقص الرزق والخوف من المستقبل.

 

القلق وعلم الاجتماع

وأوضح الدكتور وليد رشاد أستاذ مساعد علم الاجتماع بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية أن القلق المرتبط بفيروس كورونا ليس قلقا محليا بل عالمى، ويرجع ذلك لتزايد معدلات الإصابة بالفيروس بشكل كبير على مستوى العالم، مشيراً إلى ان القلق له ثلاثة أنماط من الشخصيات فنجد الشخصية «الموسوسة» ويكون قلقها مرتفعا بدرجة كبيرة، و«المعتدلة» ويكون قلقها هادئا مع توخى الحذر، أما النمط الثالث فيكون قلقه ضعيفا فقد يصل عنده قمة القلق إلى حد اللامبالاة ولكنه يتعامل ويختلط بشكل طبيعى جدا وتلقائى، والقلق فى ظل انتشار فيروس كورونا له مبرراته خاصة بعد انتشار الأخبار على الصعيد العالمى والتى تؤكد تفشى الفيروس بشكل كبير، فالعالم كله أصبح كتلة واحدة على الرغم من أن حدوده باتت مغلقة فى ظل توقف حركة الطيران فى العديد من الدول وإغلاق معظم الدول لحدودها، إلا أن الأخبار على وسائل التواصل الاجتماعى لم تنقطع وتصلنا أولاً بأول، وارتفاع معدلات الإصابة بها كما حدث فى إيطاليا وامريكا واسبانيا وبريطانيا وغيرها من الدول يؤدى إلى رفع معدلات القلق، مبالتان مكمن القلق ليس داخليا ولكنه خارجى، وفى المقابل نجد أن الإعلام يبث الطمأنينة بين المواطنين، وذلك لان معدلات الإصابة تحت السيطرة وإدارة الأزمة تسير بخطى سليمة، وعلى الرغم من أن هذه الإجراءات ليست لمواجهة خطر واقع إنما هى احتياطات لتلافى الخطر إلا أنها تمثل مصدر قلق لدى البعض، كما أن الشائعات على المستوى العالمى ايضا تلعب دورا كبيرا فى زيادة القلق لدى البعض خاصة من تكون مستويات قلقهم مرتفعة. 

ويرى الدكتور وليد أن مواجهة القلق تكون بنشر الوعى لدى المواطنين وهو الدور الذى يقوم به الإعلام فى إدارة الأزمة، وكان من تداعياته الحد من ارتفاع معدلات القلق، باستثناء بعض الناس مِمن لديهم الاستعداد لذلك، بالإضافة إلى كبار السن لأن الشائع انهم أكثر عرضة للإصابة والرجال أيضا حيث يقال إن معدلات الاصابة عند الرجال أكثر من النساء، كما أن هناك عوامل متداخلة تلعب هى الأخرى دوراً فى زيادة معدلات القلق مثل ارتباط المرض بالنوع او السن او البيئة، بالاضافة إلى أنه من ضمن اسباب القلق ظهور بؤر للمرض كما حدث فى محافظة الدقهلية، لنجد ان معدلات المرض أصبحت مرتبطة ايديولوجيا بالبيئة أو المكان، إذن فالقلق مرتبط بالبؤر التى ظهر فيها المرض وبطبيعة الشخصية والاخبار العالمية والشائعات وثقافة الناس ومدى درجة الوعى لديهم، ولتجاوز هذه الأزمة علينا تطبيق ثقافة التباعد الاجتماعى فلدينا آليات لذلك من خلال مواقع التواصل المتاحة مع الحد من التواصل فى الواقع وذلك لفترة مؤقتة.

ولفت أستاذ علم الاجتماع إلى أنه على الدولة دعم ثقافة العمل والتعليم عن بعد والاتجاه الكامل للتحول الرقمى، فكل هذا يستخدم فيه وسائل التواصل وليس التفاعل وجها لوجه، ومواجهة القلق تكون حسب درجة القلق فإذا كان مرضيا يكون بحاجة لعلاج، وصنف رشاد حالة القلق لدى المصريين بالمعتدلة، فمن الطبيعى أن يكون هناك قلق حيال اى أزمة أو مشكلة، والدليل على ذلك تفاعل الناس بشكل طبيعى كنزولهم للأسواق وذهابهم للعمل وعلى الرغم من تطبيق الإجراءات الاحترازية إلا أن الحياة مستمرة لأن الأزمة مازالت تحت السيطرة.

مراحل متغيرة

ويقول الدكتور جمال حماد استاذ علم الاجتماع الاقتصادى بكلية الآداب جامعة المنوفية إن القلق شعور طبيعى فمنذ بداية الأزمة حتى هذه اللحظة ونحن نعيش مراحل متغيرة بمعنى أن بداية الأزمة لها اعتبارات وأثناء الأزمة لها اعتبارات اخرى، وتداعياتها تتمثل فى ان المعلومات كانت شبه مشوهة ولم يكن هناك شفافية ووعى صحى لدى المواطنين ولم تكن الدولة وقتها قادرة على توعية المواطنين بشكل سريع، أما الآن فقد اتضحت الامور، حتى اننا شعرنا بأننا على شفا دائرة الخطر وبدأ الناس يدركون أهمية الوعى الصحى ويعرفون أكثر عن فيروس كورونا الذى زلزل العالم وعن أعراضه وعندها بدأ المواطنون فى الهدوء، أما فكرة القلق فستظل مستمرة لأننا أمام أزمة على المستوى العالمى وليس المحلى فقط، فكل دول العالم تواجه هذا الخطر منعزلة ومنفردة، ولذلك فالقلق أمر طبيعى وستمر الأزمة ولكن ستترك فينا اعتبارات نفسية غاية فى الصعوبة، وستظل معنا فترة زمنية، فكثير من الناس تعطلت مصالحهم وتوقفت أرزاقهم حيث ظن البعض أن الأزمة ستمر خلال أسبوع أو اثنين على الأكثر ولكن الواقع أن نهايتها غير معلومة.

تفسير بالفطرة

وأضاف الدكتور جمال أن معدلات القلق من شخص لآخر حسب درجة وعيه، فنجد الفئة البسيطة التى مازالت درجة وعيها بخطورة الموقف قليلة يفسرون الموقف بشكل فطرى، قائلين: «اللى ربنا عاوزه هيكون»، ويرجع ذلك الى المكونات النفسية لكل انسان والاستيعاب النفسى لدى كل شخص، فهناك من يستطيع ان يمر بالأزمة وآخرون يرون الخطر ولكنهم «سايبنها على الله» ويأخذ فقط بالأسباب، والبعض الآخر يمكن ان يؤدى شعوره بالخطر الى الانهيار، موضحاً ان الفرق بين الصلابة النفسية وعدمها هى فكرة الوعى، حيث انه ليس له متغير وحيد اى انه لا يقتصر على معرفته معلومات اقتصادية أو سياسية أو ثقافية أو طبية فقط، وفى النهاية هذا المجمل هو الذى يشكل الصلابة النفسية للناس ودواعى القلق من عدمه لديهم.

فوبيا كورونا فى عيون الغرب

 

 

 

حالة من القلق اجتاحت العالم وسيطرت على افراده حتى بات الناس فى انتظار للمصير المجهول الذى قد يصيبهم، فالانتشار الواسع لفيروس كورونا خاصة فى الدول العظمى أدى إلى تفشى الرعب والقلق فى دول العالم، ولكن مع اختلاف تلك المظاهر من دولة إلى أخرى بدءا من تخزين السلع وصولا للانتحار. فمثلا فى استراليا تمثلت مظاهر القلق فى تكالب المواطنين على شراء المناديل الورقية بكميات كبيرة، وأفرغت الأرفف فى دقائق معدودة فى سيدنى، ولم يقتصر هوس شراء المناديل الورقية على أستراليا فقط، فهناك مواقف مشابهة فى دول أخرى أكثر تأثرا بانتشار فيروس كورونا، مثل سنغافورة، واليابان، وهونج كونج. كما أفقد القلق من كورونا بعض الدول رشدها فجعلها تلجأ إلى ممارسة القرصنة حيث قامت دولة التشيك بقرصنة شحنة من الكمامات الطبية، قد أرسلتها الصين كمساعدات إلى إيطاليا، وبنفس الطريقة اعترضت ايطاليا باخرة محملة بالكحول الطبى متجهة إلى تونس، وقرر البعض الهروب من فيروس كورونا بالانتحار كما فعل «توماس شيفر» وزير المالية الألمانى بعد أن ترك رسالة تعبر عن قلقه من تفشى فيروس كورونا وتأثيره الكارثى على اقتصاد البلاد، أما ايطاليا وهى الدولة الأكثر تضررا فشهدت أكثر من حالة انتحار حيث أقدمت الممرضة دانيلا تريزى على الانتحار بعد أن أصيبت بالفيروس، خوفا من نقلها العدوى للآخرين، بالإضافة إلى حالة مماثلة حدثت قبل أسبوع فى البندقية، وانتحار شاب إيطالى بعد وفاة أسرته بكورونا. ومن مواقف القلق الطريفة فى البرازيل قام عدد من العصابات بفرض حظر تجوال على المواطنين بعد تزايد أعداد المصابين فى المستشفيات وتجاهل السلطات اتخاذ الاجراءات اللازمة، كما أدى تزايد أعداد المصابين بإسبانيا إلى عقد رئيس الحكومة الإسبانية اجتماعا مع رؤساء البلديات عبر موقع التواصل «سكايب» مطالبا إياهم بتمديد حالة الطوارئ. 

أما الصين فدفع قلق وخوف المصابين بكورونا من الموت وحدهم إلى نشر العدوى وقد ظهر ذلك فى عدة مقاطع من الفيديو الملتقطة فى عدة مدن صينية وهم يقومون بالعطس عمداً، وكذلك البصق على الأسطح الصلبة بشكل متعمد لنشر العدوى.

وفى أمريكا نشبت مشاجرات حادة بين الزبائن فى المتاجر، بعد إعلان حالة الطوارئ فى البلاد حيث توافد المواطنون إلى المحال لتخزين المواد التموينية ومواد التنظيف، ولم تقتصر موجة الشراء على متاجر الغذاء فقط بل امتدت لتشمل متاجر الأسلحة والذخيرة مع اشتداد حالة الذعر.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق