أنا فتاة عمرى ستة وثلاثون عاما، ومن ذوى الاحتياجات الخاصة، وأستخدم كرسيا متحركا، وأمى بطبعها قلوقة جدا، وتخشى علىّ أنا وأخوتى من أى شىء، ولم أعرف المستحيل أبدا برغم إعاقتى، والفضل فى صلابتى يرجع لأمى، فبفضلها أتممت تعليمى، والتحقت بعمل مستقر، وإنى أبرها وأقدر صنيعها معى، وقد نسيت نفسي حتى بلغت السادسة والثلاثين من عمرى، ونسيت أننى أنثى ومن حقى أن أتزوج مثل زميلاتى، وأن تكون لى أسرة وزوج وأولاد، فعندما أحمل طفلا من أبنائهن يشدنى الأمل فى أن يكون لى بيت وأولاد، وقد تعرفت على شخص يعانى نفس ظروفى عن طريق وسائل الاتصال الحديثة، وهو يعيش فى منطقة بعيدة عن مسكننا، ولا أخفيك سرا أننى أحببته، وتقدم لخطبتى لكن أمى ترفض زواجى رفضا تاما، ولا تدع له فرصة للحديث معها برغم أنه لا يعيبه شىء، فلديه كل ما يؤهله للزواج، وعندما ألححت عليها أن تدرس الأمر، قالت لى: إذا أردت الارتباط به، تزوجا وأقيما معى، فكيف يقبل هو ذلك إذا كنت أنا لا أقبله.. إن أمى تقول إنها خائفة علىّ، وأنا الأخرى خائفة إن تزوجته أن أتسبب فى مرضها أو موتها كما تقول لى، علما بأن لى أخوة يعيشون معنا فى البيت نفسه.. إننى حائرة بين حب عمرى وإرضاء أمى، فماذا أفعل؟.
ولكاتبة هذه الرسالة أقول:
لا أرى سببا مقنعا لرفض أمك زواجك من الشخص الذى ارتضيته شريكا لحياتك، فأنت ناجحة، وتستطعين أن تقيمى أسرة مستقرة، وبرغم إعاقتك فإن حالتك النفسية على ما يرام، فالشخص المعاق الذي ينشأ في بيئة تحيطه بالرعاية والحب والاهتمام، وتحاول أن تخفف معاناته النفسية والجسدية الناتجة عن الإعاقة؛ يصبح إنسانا ناجحا نافعا لوطنه ومستقبله، ولا ننسى أبدا أن الكثيرين من المشاهير والعلماء في العالم كانوا معاقين، والواجب أن تهيأ لهم الفرصة في الدراسة والعمل والإنتاج، وإحاطتهم بالظروف التي تعينهم على التغلب على تلك الإعاقة، ولقد توافرت كل هذه العوامل لك، ومن ثمّ فإنك قادرة على النجاح فى حياتك الزوجية، وإنى أربأ بأمك أن تقف ضد سعادتك، بل إن عليها أن تكون مطمئنة تماما إلى أنك سوف تكونين زوجة ناجحة وأما لأبناء يقهرون المستحيل فى سبيل أن يكونوا مثل أمهم فى الكفاح والنجاح، وأنتظر منها أن تبادر إلى لقاء هذا الشاب الذى أرجو أن يكون عند ظنك به، وسوف يتضح لها كثير من الأمور الغائبة عنها بشأنه، وأرجو أن تنالى موافقتها، وأن تسعدى بحياتك، والله فعال لما يريد.
رابط دائم: