رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

تحليل إخبارى..
أمريكا والصين فى «عالم مابعد كورونا»

فايزة المصرى

أمريكا والصين فى «عالم مابعد كورونا»

 

تغيرات عميقة تحدث الآن، لكنها لن تظهر بصورة جلية إلا بعد أن يزول فيروس كورونا. مايظهر حاليا أن الصين انتصرت على كوفيد ــ 19، وأن وضعها عالميا صار أفضل مما كانت عليه قبل تفشى الوباء.

ككثير من الأمريكيين، يرى البروفسور تشارلز ليبسون، الأستاذ الفخرى للعلوم السياسية بجامعة شيكاغو، أن الصين رغم اضطلاعها الآن بمساعدة العالم فى مواجهة الفيروس، إلا أنها المسئول الأول عن تفشيه وقتل ملايين الأبرياء حول العالم. طبيعة النظام الشيوعى فى الصين، كما يقول البروفسور ليبسون، تتسم بعدم الشفافية وتميل للسرية والتمويه والدعاية. ورغم ظهور الفيروس، ظلت بكين ترسل وفودا رسمية لدول العالم، ولم تتوقف حركة الطيران بل واصل الصينيون رحلاتهم المعتادة ناشرين العدوى أينما ذهبوا. وحال الإعلان المتأخر عن الفيروس دون تنبيه دول العالم للخطر واتخاذ الاحتياطات الواجبة لتفاديه فى الوقت المناسب

لايثق البروفسور ليبسون فى الإحصاءات الرسمية، ويعتقد أن عدد الوفيات جراء كوفيد ــ 19 فى الصين تفوق بكثير الأرقام المعلنة. ولايرضى كذلك عن أداء منظمة الصحة العالمية، بل يشتبه فى وجود تواطؤ حيث ردد مسئولو المنظمة الدولية تصريحات المسئولين الصينيين من أن المرض لاينتقل بالاتصال المباشر بين إنسان وآخر. كما ضللت تصريحاتهم خبراء الصحة الأمريكيين وجعلتهم يعتقدون أن فيروس كورونا شبيه بفيروس سارس من حيث كونه خطيرا لكن يمكن السيطرة عليه، ثم تبين أنه أسوأ بكثير وأشد عدوى.

من المتوقع أن تظهر تغييرات لاحتواء أوجه القصور التى كشفت عنها الأزمة. من ذلك إنشاء منظمة صحية عالمية جديدة تضم عددا من الدول الحليفة بقيادة أمريكا. ومنها أيضا أن تقلل أمريكا من اعتمادها على الصين وتتجه نحو مزيد من الاكتفاء الذاتى فى التصنيع، من المجال الصحى إلى التكنولوجيا المتقدمة وغيرها.

كل هذه التغيرات قد تعنى تدهورا حتميا فى العلاقة بين واشنطن وبكين، لكن هذا مايحذر منه «بول هير» الباحث بمركز ناشيونال انترست.

ينبه الباحث إلى أن أمريكا لاينبغى أن تتصرف بوحى خبرتها السابقة فى الحرب الباردة مع الاتحاد السوفيتى. فالصراع مع بكين، كما يقول، ليس وجوديا ولا أيديولوجيا، إنما هو منافسة حادة يسودها كثير من مشاعر الكراهية وعدم الثقة المتبادلة. وتقدم نظريات المؤامرة التى ظهرت أعقاب تفشى فيروس كورونا خير تفسير لذلك. فقد روج دبلوماسى صينى لفكرة قيام عنصر عسكرى أمريكى بإدخال الفيروس إلى ووهان فى أكتوبر 2019، بينما قال عضو بمجلس الشيوخ الأمريكى إنه تم تخليق الفيروس داخل معمل للأسلحة البيولوجية فى ووهان.

قدم فيروس كورونا المسبب لمرض كوفيد ــ 19 للصين فرصة للترويج لنظامها السياسى باعتباره الأمثل حيث صمد واستطاع كبح الوباء، كما أتاح لبكين أن تزيد مساحة تأثيرها ونفوذها العالمى بتقديم المساعدة للدول الأخرى. ومع ذلك فواشنطن مضطرة للتعاون مع بكين لمساعدتها فى احتواء الوباء، ولاستئناف التفاوض على المسائل المعلقة بين الجانبين قبل الأزمة.

يقول الباحث إن التعايش بين واشنطن وبكين أمر ضرورى وممكن رغم التنافس، إذا تفهم كل طرف طموحات ومصالح الطرف الآخر، وإذا كفت أمريكا عن إتهامها المستمر للصين بمسئوليتها عن انتشار فيروس كورونا، أو فيروس ووهان كما يطلقون عليه.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق