رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

جنود الجيش الأبيض ضحايا «الجراح الأخلاقية»

هناء دكرورى

كثيرا ما يرجع الضباط والجنود بعد انتهاء الحروب وقد أصابتهم، بخلاف الإصابات البدنية،اضطرابات نفسية عميقة تعرف بـ «صدمة ما بعد الحرب».وفى اطار تلك الاضطرابات هناك ما يسمى «الجرح الأخلاقى» وهو نوع من الصدمة محاط بقدر كبير من الشعور بالذنب وذلك وفق دراسات نشرها موقع ادارة شئون المحاربين القدامى الأمريكى على الانترنت.

وعادة ما يصاب الشخص بـ «الجرح الأخلاقى» اذا ما ارتكب،أو فشل فى الحيلولة دون ،أو شهد فعلا ما يتعارض بشدة مع معتقداته الأخلاقية.ويشبه الخبراء النفسيون «الجرح الاخلاقى» بـ «الصدمة النفسية» التى تعقب التعرض لأحداث مؤلمة أو غير متوقعة وتترتب عليها حالات من الصراع الداخلى والاضطراب.

وفى الوقت الراهن يعكف الباحثون الأمريكيون المهتمون بدراسة «الجروح الأخلاقية» على إلقاء الضوء على عدم اقتصار تلك الجروح على المحاربين ولكنها تنطبق على مواطنين آخرين، وفى مقدمتهم العاملون بالقطاع الصحى خاصة فى ظل تفشى وباء كوفيد 19.

فوسط الأنباء المتدفقة حول الضغوط الكبيرة التى تواجهها خدمات الطوارئ،وكفاح المستشفيات حول العالم لتوفير أجهزة التنفس يلقى على عاتق الأطباء والممرضين عبء اتخاذ القرار المصيرى :من الأولى بالرعاية؟من يستحق الإنقاذ ويلحق بجهاز التنفس ؟والذى وصفته احدى الممرضات بأنه «أعظم المخاوف».هذا إلى جانب معايشتهم اليومية لوفاة الآلاف بين أيديهم ومواجهتهم لما يصفونه بسيناريوهات مرعبة لم يتوقعوها.

وفى حديث لموقع «بى بى سى «على الإنترنت،أكد أحد الأطباء البريطانيين أن حجم التوتر فى المستشفيات وبين صفوف الفرق الطبية هائل.. موضحا أن «رؤية أشخاص يموتون ليست هى المشكلة، فالعاملون فى المجال الصحى مدربون على التعامل مع الموت ...ولكن المعضلة هى الاضطرار للتخلى عن أشخاص ما كان ليتم التخلى عنهم فى الأحوال الطبيعية».

ويؤكد آرثر ماركمان،أستاذ الطب النفسى بجامعة تكساس أن «قلة فقط من العاملين بمجال الرعاية الصحية فى الوقت الحالى اختبروا «عمليات الفرز» التى يتم من خلالها اتخاذ قرارات متعلقة بالحياة والموت نظرا لنقص المعدات الطبية.وبالتالى فإن احتمالات إصابة من لم يختبر ذلك الأمر بـ «جروح أخلاقية» تتضاعف.وتتفاقم مخاطر الإصابة بمثل تلك الجروح لدى الفرق الطبية العاملة على الجبهات الأمامية فى مواجهة الوباء ،خاصة فى مدينة نيويورك وايطاليا واسبانيا،حيث يعملون لفترات طويلة ويحرمون من الراحة والنوم.وهو ما لا يمنحهم فرصة للتعامل «نفسيا»مع ما يختبرونه للحيلولة دون تركه جرحا أخلاقيا غائرا نتيجة تعمق شعورهم بالعجز.

ويلخص أحد الخبراء الأمر بقوله إنه «لا يمكن للطبيب أو الممرض أن ينزع القفاز بعد انتهاء الأزمة دون الشعور بالخسارة ،وبجروح أصابت نسيجه الأخلاقى وروحه»، فالأطباء والممرضون والعاملون يلتحقون بالعمل فى مجال الرعاية الصحية من أجل هدف رئيسى وهو مساعدة الناس، فكيف يتعاملون مع العجز عن أداء دورهم؟ فى الأحوال العادية يفاجأون بأنه قد يتوافر الأطباء المهرة وأفضل المعدات الطبية ومع ذلك لا يستطيعون إنقاذ حياة،فكيف يكون الأمر فى ظل ظروف أكثر قسوة مثل وباء كوفيد 19 والذى كشف عن كثير من العوار فى الأنظمة الصحية؟.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق