أكد أنتونى فوتشى مدير المعهد الوطنى للحساسية والأمراض المعدية فى الولايات المتحدة، ومستشار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أن العالم لن يعود إلى ما كان يعتبر طبيعيا قبل ظهور فيروس كورونا المستجد «كوفيد-19»، وذلك مع ارتفاع عدد الوفيات الأمريكية إلى 11 ألف ضحية.
ففى الولايات المتحدة، بلغ عدد الإصابات فى المستشفيات حوالى 380 ألف حالة، وتعتبر نيويورك وميشيجن ولويزيانا أكثر الولايات التى يتفشى فيها الوباء. وذكرت صحيفة «ديلى ميل» البريطانية أن الولايات المتحدة تتجه إلى ذروة الفيروس خلال الأسبوع المقبل حيث من المتوقع أن يكون هناك 3 آلاف وفاة فى اليوم. إلا أن فوتشى أكد خلال مؤتمر صحفى فى البيت الأبيض أنه متفائل بشأن المستقبل، بالنظر إلى عدد من العلاجات الواعدة واللقاحات المحتملة حاليا. وقال إنه فى ضوء التقدم العلمي، فإنه يشعر «بالثقة فى أننا لن نضطر أبدا إلى العودة إلى حيث نحن الآن».
وفى هذه الأثناء، قال متحدث باسم منظمة الصحة العالمية إن المنظمة ليست لديها توصيات شاملة للدول والمناطق فيما يتعلق بتخفيف الإجراءات الرامية إلى إبطاء انتشار وباء فيروس كورونا لكنها تحث على عدم رفع هذه الإجراءات قبل الأوان.
وقال المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية كريستيان ليندميير «أحد أهم الجوانب هو عدم التخلى عن الإجراءات قبل الأوان حتى لا تحدث انتكاسة مجددا».
وأضاف «الأمر يشبه كونك مريضا.. إذا خرجت من الفراش مبكرا وركضت قبل الأوان، فأنت تخاطر بأن تتعرض لانتكاسة وتعانى من مضاعفات».
وكانت منظمة الصحة العالمية قد أوصت أمس الأول بأن استخدام الكمامات وحدها غير كاف للتغلب على تفشى وباء كوفيد 19.
وفى الوقت الذى أدان المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم «التصريحات العنصرية» التى صدرت مؤخرا عن طبيب فرنسى دعا فيها إلى تجربة العقارات على الأفارقة، حيث قال المدير العام للمنظمة الدولية خلال مؤتمر صحفى عبر الإنترنت من جنيف، إن «إفريقيا لا يمكن أن تكون، ولن تكون، حقل اختبار لأى لقاح، منددا بـالعقلية الاستعمارية»،
وبالتزامن مع تصريحات مدير الصحة العالمية، قال خبراء إن بيانات أولية من ولايات أمريكية تُظهر أن الأمريكيين المنحدرين من أصل أفريقى أكثر عُرضة للوفاة بمرض كوفيدــ19، الذى يسببه فيروس كورونا، الأمر الذى يسلط الضوء على وجود تفاوت منذ زمن فى الحالة الصحية وعدم مساواة فى الحصول على الرعاية الطبية.
ففى ولاية إيلينوي، التى يشكل السود نحو 30% من سكانها، تفيد إحصاءات مقدمة من جهاز الصحة العامة بها أن السود يمثلون نحو 40% من إجمالى حالات الوفاة بسبب مرض كوفيد-19.
وفى ولاية ميشيجن، مثّل السود نحو 40% من الوفيات المسجلة، حسبما أفادت بيانات نشرتها الولاية التى تقدر نسبة الأمريكيين من أصل أفريقى فيها بنحو 14% فقط من سكانها.
ولم تصدر الكثير من الولايات الأمريكية، بما فيها نيويورك الأكثر تضررا من تفشى فيروس كورونا المستجد، بيانات خاصة بالسكان تبين حصيلة الوفيات فى المجموعات العرقية المختلفة.
كما لم تنشر المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها علنا بيانات عن العرق والأجناس التى ينتمى لها المرضى الذين تُجرى لهم فحوص كشف الإصابة بمرض كوفيد-19، وهو مرض تنفسى يكون قاتلا فى بعض الأحيان، يسببه فيروس كورونا المستجد.
وقال جيفرى ليفي، أستاذ الصحة العامة فى جامعة جورج واشنطن، «نظرا لأننا لا نجرى فحوصا على نطاق واسع، فإننا لا نعرف بالفعل عدد المصابين فى الولايات المتحدة. لدينا فقط بيانات دقيقة عمن يعالجون فى المستشفيات بالفعل».
وحثت مجموعة من المشرعين الديمقراطيين، بينهم السيناتور إليزابيث وارن والسيناتور كمالا هاريس، وزير الصحة والخدمات الإنسانية أليكس أزار فى رسالة أواخر الشهر الماضى على التأكد من جمع مثل هذه البيانات ونشرها.
وأوضحت سمر جونسون ماكجي، عميدة كلية العلوم الصحية فى جامعة نيو هافن، أن ذلك يجعل الفيروس يمثل خطورة بشكل خاص على الأمريكيين الأفارقة، الذين يعانون أكثر من تلك الأمراض بسبب عوامل بيئية واقتصادية.
وقالت ماكجى إنها لم تُفاجأ بأن معاناة سكان الولايات المتحدة السود أشد بسبب الجائحة.
وأضافت أن العنصرية أدت لنقص الاستثمار فى مجتمعات الأمريكيين الأفارقة وسوء الرعاية الصحية للسكان بشكل عام.
ووفقا لإحصائيات رويترز، اقترب عدد حالات الإصابة المؤكدة بمرض كوفيد-19 فى الولايات المتحدة من 350 ألف حالة وأكثر من عشرة آلاف أمس الأول.
وفى الوقت نفسه، دعا عدد من السياسيين الأمريكيين إلى استقالة المدير العام لمنظمة الصحة العالمية بسبب انتقادهم لطريقة إدارته لظهور أزمة كورونا فى الصين، وقالت السيناتور الجمهورية مارثا ماكسلى فى تصريحات لشبكة «فوكس نيوز» أن جيبريسوس يجب أن يستقيل لتستره على الصين، واعتماده على التقارير التى يمده بها النظام الشيوعي.
وزعمت ماكسلى أن المسئول الدولي«خدع العالم» وأثنى على «شفافية» الصين أثناء تعاملها مع تفشى الفيروس، وذلك على حد تعبيرها.
وعلى الجانب الآخر من العالم، سجّلت الصين حصيلة يومية خالية من أيّ وفاة ناجمة عن فيروس كورونا المستجدّ، فى سابقة جديدة منذ بدأ فى يناير الماضى الإعلان عن عدد الضحايا اليومى لوباء كوفيد-19.
وفى مؤشر إلى بدء عودة الحياة إلى طبيعتها، رفعت الصين، فى الساعة الرابعة بتوقيت جرينيتش أمس الإغلاق عن مدينة ووهان البؤرة التى انطلق منها الفيروس الذى خلف أكثر من 81 ألف وفاة فى العالم، وظل موظفو المحطة يذكرون المسافرين بإجراءات النظافة، والابقاء على مسافة متر من الآخرين، فيما كان يبث عبر مكبرات الصوت اعلان يصف ووهان بأنها «مدينة الأبطال».
وقالت لجنة الصحة الوطنية إنّ عدد الإصابات الجديدة المسجّلة بالفيروس خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة فى سائر أنحاء البلاد بلغ 32 إصابة جميعها وافدة من الخارج.
وبالمقابل، قررت اليابان إعلان حال الطوارئ لمدة شهر كمرحلة أولى فى طوكيو وست مناطق أخرى لمواجهة الارتفاع الجديد لعدد الإصابات بالوباء المستجد، ولا تسمح حالة الطوارئ للسلطات بفرض عزل مشدد كما فى الدول الأخرى، لكنها تعطى لحكام المناطق المعنية إمكانية التشديد على السكان بالبقاء فى بيوتهم وطلب إغلاق مؤقت لبعض المتاجر غير الأساسية.
رابط دائم: