فى كارثة «كورونا» استهجنت بعض الأقلام من يستغيثون بالله، ويدعونه للخلاص من هذا الفيروس القاسى الذى يهدد حياة ملايين البشر .. رغم أنهم يعلمون جميعا كيف فعل دعاء سيدنا إبراهيم عليه السلام بالجزيرة العربية من ثراء، ثم تحولوا إلى الدعاء بعد دعاء الرئيس فى أول اجتماع له بأعضاء الحكومة عقب الأزمة، فضلا عن رفع الأذان علنيا خارج مساجد دول أوروبية عديدة رغم أنه كان ممنوعا منعا باتا فى السابق ! وأيضا إذاعتهم حديث رسول الله عن الحجْر على المدن الموبوءة قبل ١٤٠٠ عام (لا دخول لها ولا خروج منها) ليكون سندا لهم فى إقناع شعوبهم بالحجر التام عليهم .. سبحان الله .
وعلى جانب آخر مر رئيس الوزراء البريطانى بظروف صحية بالغة الصعوبة بعد نقله من منزله الذى أصر على العمل منه متشبها بتشرشل (أشهر رئيس وزراء سابق لبريطانيا) حتى لا ينيب أحدا عنه لو دخل المستشفى!!.. وها هى حالته تسوء، وينقل قسرا إلى العناية المركزة وأتمنى ألا يكون هو الذى سيغيب عن أحبابه الذين انتخبوه، وقد قال لهم الآن يفقد البعض أحباءهم، وهو يطرح نظرية (مناعة القطيع).. أى لا علاج ولا لقاح ولا إغلاق ولا عزل ويدع الفيروس يحصد من يشاء والباقى الذين سيستطيعون مقاومة المرض سيعيشون محصنين ذاتيا من مناعاتهم القوية، ولا داعى لعلاجات ولا لقاحات!، فكان هذا تصريحا قاسيا وكأنه أعطى توكيلا لهذا الزائر الخفى لكى يحيى من يشاء ويميت من يشاء من شعبه بلا مساعدة منه كرئيس للسلطة التنفيذية ولا حتى مجرد المحاولة، فإذا به يقع فريسة الزائر المرعب الذى استخف به وبأرواح ملايين البريطانيين، بل واستخف بالمشاعر الإنسانية التى وحدت شعوب العالم تجاه هذا القاتل الشريد، وبالطبع أتمنى له السلامة، ولكل المرضى.. وقانا الله وشعوب العالم هذا الفيروس الخبيث، وأذكر هنا قول الحق تبارك وتعالى: «أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِى السَّمَآءِ. تُؤْتِى أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ. وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ»، وصدق رسول الله حين تكلم عن أهمية الكلمة وتوابعها على قائلها.
م. عبد المنعم الليثى
رابط دائم: