رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

«أصعب ساعة» تثير تساؤلات حول الموت والحياة

هاجر صلاح

«الواحد من كتر الهم اللى شايفه، بقى شايف إن الموت والحياة زى بعض».. جملة عابرة قالها «حامد» بدافع ضيق أو ملل من حياته التى تسير على وتيرة واحدة، أو ربما يأس من انصلاح الأحوال العامة، إلا أنه لم يكن يعلم أنها ستكون سببا فى أن يخوض تجربة قاسية يتعلم منها درس العمر، ولا ندري؛ فربما تعلمه بعد فوات الأوان، فالنهاية التى اختارها الكاتب الشاب أحمد على كامل لروايته الأولى «قبل الموت بساعة»، الصادرة عن دار الفؤاد للنشر والتوزيع ؛ ليست جازمة ولا تحمل مصيرا محددا لبطل الرواية، لكن ما يهم أن المعنى المراد قد وصل، برغم النهاية المفتوحة.

استطاع أحمد الحاصل من قبل على جائزة «رامتان» فى فرع القصة القصيرة، أن يحافظ على الإيقاع السريع المتلاحق اللاهث لأحداث روايته، وهو ما كان كفيلا بإبقاء القارئ فى قبضته بطول الرواية دون أن يتسرب إليه أى إحساس بالملل، الأمر الذى يحسب له، إذا ما أخذنا فى الاعتبار أنها تجربته الروائية الأولى.

يدخلنا أحمد مع السطور الأولى فى أجواء مثيرة وصادمة وربما مخيفة، مع تكرر حالات الموت الفجائي،لأشخاص فى محيط البطل، سواء كان على علاقة مباشرة بهم أم لا، وفى كل مرة ينتهى أجل أحدهم، يظهر شخص بعينه ثم يختفى بطريقة مريبة، إلى أن يجد«حامد» نفسه فى مواجهة مباشرة مع هذا الشخص، ليدخلنا الكاتب فى أجواء خيالية ، ويصيغ حوارا متصلا متقطعا بين الطرفين، يحث القارئ على التفكير فى حقائق الحياة والموت، و-اللامنطق - الذى تخضع له أحكامها. هذا اللامنطق هو بالطبع من وجهة نظر البشر.

رحلة يقطعها حامد والقارئ معا، مع «ملك الموت» وهو يؤدى عمله، تذكرنا- مع اختلاف السياق- بقصة سيدنا موسى مع الخضر- عليهما السلام- فى رحلتهما التى غلفها الغضب والأحكام المبكرة من ناحية موسى، والحكمة والصبر من ناحية الخضر، لتتضح فى النهاية الرؤية ويزول الغضب، وإن ظلت الدهشة قائمة بل ربما زادت، وزاد معها الإحساس بقصور العقل البشري.

اهتم أحمد فى روايته بالوصف التفصيلى لمشاهده ، فكأن القارئ يراها متجسدة أمامه سواء من ناحية الوصف المكانى والزمانى لمواقع الأحداث، أو الشكلى للشخصيات، كما أعطى مساحة كبيرة للحوار الدائر على لسان الشخصيات وليس الحكى بصيغة الراوي، فكان النص أقرب إلى السيناريو، لكن يؤخذ عليه أحيانا الإسهاب فى الحوار بجمل لا تضيف جديدا مثل جمل التوديع كأن تقول إحداهم مرحبة: أهلا بحضرتك.. نورت الدنيا ، فيرد الطرف الاخر: ده نورك إنت ربنا يخليكي. لكن فيما عدا ذلك تمكن الكاتب من الإبقاء على الإيقاع المشوق فى مشاهد الرواية ومحطاتها بطريقة تجعل القارئ دائما فى انتظار ما هو آت.

تتمحور شخصيات الرواية فى حامد وأسرته المكونة من شقيقته نورا التى فقدت بصرها لسبب لا نعلمه تحديدا، ووالدتهما، وهدى؛ أستاذة نورا فى دار الكفيفات، والتى تنشأ بينها وبين حامد قصة عاطفية ، بالاضافة الى زملاء العمل، لكن تظل جميع شخصيات الرواية تخدم« البطل« دون أن تكون لها ملامح محددة أو كيان مستقل قائم بذاته، بل كانت أقرب إلى المثالية أو ربما الملائكية، وهو ما لم يكن مستساغا من الناحية الواقعية، لكنها فى النهاية تبقى تجربة أولى مبشرة وواعدة لصاحبها .

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق