صادق ليس هو اسمه المدون في البطاقة فقط، بل هو اختصار لما ينطبق عليه من وصف قرآني «رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه». فلهذا الرجل التسعيني يد بيضاء على كل مصرى عاش وسيعيش على هذه الأرض، فعلى يديه وأمام عينيه وعلى كتفيه بني السد العالي، منذ أن كان صبيا يعمل في صيانة المعدات الثقيلة.
وحتى يومنا هذا يستيقظ عم صادق من نومه لا تعرف قدماه سوى الطريق إلى موقع السد للجلوس مع أبنائه وأحفاده من العمال.. إن لم يفعلها يشعر أن النهاية تقترب، وهو العاشق للحياة بإخلاص. عم صادق «منسي»، لكنه لا ينسى أبداً لحظة أن أصيب في انفجار ديناميت أثناء بناء السد.. وكأن الإصابة وسام على صدره استحقه حين كان شاباً يتقاضى يومية ٢٥ قرشاً.
بعد هذه الرحلة الطويلة، لم يستحق عم صادق إلى الآن المائتي جنيه المعاش الشهري الذي تمنحه لأمثاله جمعية بناة السد العالي! سافر إليهم من أسوان إلى القاهرة منذ سنوات وسلمهم كل الأوراق المطلوبة وفوقها شهادة تكريم باسمه ممهورة بتوقيع الزعيم الخالد جمال عبد الناصر تثمينا لتفانيه في خدمة الوطن.
واليوم وبعد بلوغه التسعين عاما تسأله عن أهم إنجازاته في الحياة… ينفرد ظهره رغم حكم الزمن ويقول بفخر: لم يأكل أولادى من حرام أبدا.
رابط دائم: