منذ الصباح الباكر يوميا يضع جدول العمل وفق نظريته فى «فقه الأولويات»، يعطى ساعتين أو ثلاثة على الأقل، لحل مشكلات العمل فى مكتبة الإسكندرية، التى يعد مسئوليته عنها تتويجا لمشوار العمر وخبراته الدبلوماسية والسياسية والثقافية، بالإضافة لعمله السابق فى مؤسسة الرئاسة وجامعة الدول العربية. د. مصطفى الفقى مثل غيره يمكث فى بيته الآن بسبب ظروف العزل والحظر السائدة منذ فترة فى مصر والعالم، ولكنه مختلف فى إدارة الوقت. ومثلما تستمر أنشطة المكتبة وحفلاتها الموسيقية عبر «اليوتيوب» مجانا للجمهور، يستمر هو فى نشاطه الرياضى والذهنى، ولا يتوقف عن الاتصال بأصدقائه ولو بـ«الدردشة التليفونية» ومع زملائه القدامى فى الخارجية، وأصدقائه المقربين مثل د. زاهى حواس والكابتن ممدوح عباس.
وخشية أن يزيد وزنه يمارس ركوب الدراجة الرياضية الثابتة فى بيته نصف ساعة يوميا فى الصباح، وحفاظا على لياقته الذهنية يكمل كتابه الجديد بعنوان «الرواية»، وهو سرد تفصيلى لوقائع وأحداث فى طفولته وشبابه كان لها أثر بالغ فى إنجازه المهنى ومشوار عمره الطويل فيما بعد.
وعن ذلك يقول د. مصطفى: الأزمات تولد الأفكار، ووسائل الـ«سوشيال ميديا» هى العنصر الجديد فى معادلة حياتنا الآن، فعندما شهدت البشرية أوبئة وأمراضا ومحنا فتاكة فيما قبل اليوم بعشرات السنوات لم يكن لديهم الإنترنت أو «فيسبوك» أو «تويتر» و«يوتيوب».
فى السياق نفسه، تعرض المكتبة الآن رصيدها الكبير من الأفلام التسجيلية، ومنها مثلا أفلام نادرة عن عبدالناصر وبطرس غالى والإمام محمد عبده وعلى باشا مبارك وغيرهم، تماشيا مع الاتجاه العالمى الجديد فى تشجيع الناس على متابعة الفنون والأنشطة الثقافية عبر وسائط إلكترونية حديثة.
رابط دائم: