رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

صراعات الحياة

فى تغريدة لباحثة إسبانية على تويتر قالت (تمنحون لاعب الكرة مليون يورو فى الشهر، بينما تمنحون باحث البيولوجى 1300 يورو، وتبحثون عنده عن علاج للكورونا لكى تحموا سكان الأرض.. لماذا لا تذهبوا إلى كريستيانو رونالدو أو ليونيل ميسى ليجدا لكم هذا العلاج؟).. وتذكرت فى هذا السياق مقولة للأديب الكبير توفيق الحكيم أطلقها منذ سنوات طويلة جاء فيها (انتهى عصر القلم وبدأ عصر القدم، حيث يأخذ اللاعب فى سنة واحدة ما لا يأخذه كل أدباء مصر من أيام اخناتون وحتى الآن)

إن المثير للقلق الآن هو ما بعد كورونا .. فهل سنعود كما كنا أم أسوأ مما كنا؟.. أم أن الحال ستتغير ونصبح أكثر مثالية؟.. هل ستعود الأمور إلى نصابها الصحيح أم سنظل أمام الهرم المقلوب؟.. لقد طرح رواد مواقع التواصل الاجتماعى سؤالاً يقول: ماذا ستفعل بعد أن ينتهى كابوس كورونا؟.. كنت أتوقع إجابات تدل على أننا قد تغيرنا ولو بدرجة ما إلا أننى فوجئت بإجابات تثير الحزن كمن يريد أن يعود للجلوس على المقهى ثانية، ومن تريد أن تذهب للتنزه طول اليوم ومن يقول لن أعود للمنزل إلا فى الضرورة! إلى أن قرأت أخيراً من يريد ألا يترك فرضاً واحداً فى المسجد بعد ذلك.

إن نزول البلاء يكون على أهل الإيمان وأهل التقصير، وثمة أسباب عظيمة لنزول البلاء على الصنف الثاني، وهى كثرة الذنوب والاستخفاف بها، والمجاهرة بالمعاصى وإظهار الفواحش، وظلم العباد والتسلط على حقوقهم، والعقوق والقطيعة ونصرة أهل الفساد، وأكل الحرام والتحايل على المحرمات، فمن كان من أهل التقصير والزلات فى القول والعمل والخائضين فى الشبهات والشهوات والمتهاونين فى الفرائض والمتساهلين فى الأمانات والمطلقين ألسنتهم فى أعراض الناس كحال عامة المسلمين من العصاة والفساق المجاهرين، فنزول البلاء عليه من باب تكفير سيئاته وغسل ذنوبه لقول النبى صلى الله عليه وسلم: «ما يصيب المسلم من هم ولا حزن ولا وصب ولا نصب ولا أذى حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه»، أو تعجيل عقوبته فى الدنيا وتنبيهه للتوبة والرجوع إلى الله كما قال تعالي: «وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ» [الشوري:30]، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه ولا يرد القدر إلا الدعاء ولا يزيد العمر إلا البر» ، وهذا الصنف كثير ما بين مقل ومستكثر والغالب فى نزول البلاء إنه عقوبة وتكفير وعامة النصوص تدل على هذا المعني.

لقد فعل فيروس كورونا ما لم تستطع حكومات عظمى أن تفعله فهو منحة من الله لنرى الحياة كما يجب أن تكون، ونرى الخير يظهر فى نفوسنا بعد أن أخفته صراعات الحياة .

مى عبدالرؤوف بسيوني

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق