النمسا تعتبر من الدول ذات معدلات التأثر المتوسط بأزمة « كورونا» المستحدث»، ولكن يوميات الحياة بها فى ضوء سياسات العزلة وإجراءات التباعد الاجتماعى تحمل الكثير من التفاصيل التى تستحق المتابعة.
تواصلت «الأهرام» مع المصرية جيهان موزر، التى تعمل فى مجال السياحة والطيران بالنمسا، جيهان تعيش فى فيينا منذ 25 عاما، ولكنها لم تعايش طوال هذه السنوات ما تشاهده حاليا من تجربة استثنائية، «البلد كله فى حالة طوارئ» بهذه العبارة بدأت جيهان فى الكشف عن يوميات الـ « كورونا».
وتوضح جيهان: «الخروج لا يكون إلا لدواع ضرورية، حتى ذهابى إلى عملى لا يكون إلا وفقا لتصريح رسمى يصدر من جهة العمل ويجب أن يكون معى طوال الوقت، ولا استطيع التحرك بدونه».
وتضيف أنه فى حالة وقوع مخالفة، فإن السلطات تفرض غرامات باهظة تصل إلى 3 آلاف يورو وأكثر فى بعض الحالات، مشيرة إلى أن نظام الغرامات يطبق على أى تجمعات أو زيارات، فممنوع منعاً باتاً وجود أكثر من شخصين فى أى مكان، وإذا حدث لابد أن يكون بينهما مسافة مترين على الأقل، مؤكدة أن معدلات الإلتزام مرتفعة حتى فى غياب عناصر الشرطة، «فنحن نخاف على أنفسنا وعلى غيرنا»
وحول المرافق العامة والمتاجر، تحكى جيهان: «لم يعد أى شيء مفتوحا سوى المستشفيات والصيدليات ومحال السوبرماركت».
وكشفت عن أن النمسا شهدت قبل أسبوعين أزمات فى نقص بعض المواد الغذائية والمنتجات الرئيسية مثل «الأرز» و »البيض» و » المناديل الورقية». ولكن تراجعت تدريجيا، وإن بقى النقص حادا فيما يخص المواد الطبية المطهرة مثل « الكحول».
وعن عملها، توضح جيهان أنه من أكثر القطاعات التى تأثرت بالأزمة، وتوضح أن تعليق الطيران فى النمسا بدأ أولا مستهدفا إيطاليا، ثم ما حولها من دول، وكان يتم تسيير رحلات محدودة بعدد متواضع من الركاب بسبب انتشار المخاوف من التنقل والتقاط عدوى كورونا.
وتستكمل جيهان «ولكن الحسم كان بتوالى صدور القرارات الدولية بتعليق حركة الطيران»، هذه التطورات أجبرت جيهان على الذهاب يوميا إلى عملها لحل الأزمات المترتبة على « كورونا»، مثل استرجاع قيمة التذاكر من جانب العملاء.
وتوضح أن النظام حاليا قائم على تناوب فرق العمل، بحيث تعمل مجموعة من المكتب، وتدعمها الثانية أونلاين من المنازل، وهكذا».
وتضيف أن التعليمات بمقر عملها تتضمن حظر مقابلة أى عملاء، أو الوجود مع زملاء فى نفس الغرفة، فضلا عن أن استخدام المصعد يقتصر على فرد واحد لكل مرة، ورغم عمل وسائل المواصلات بانتظام، فإنها شبه خالية، مع تحول البلد إلى الإغلاق التام اعتبارا من الساعة السادسة مساء.
لخصت جيهان الوضع فى النمسا قائلة» نتعامل جميعا على أننا مرضى بالفعل»، النظام الطبى مازال قادرا على التعامل مع الضغوط عليه، خاصة مع تعميم تطبيق خاص بين المواطنين لإرشادهم فى تقييم الأعراض التى يعانونها وتحديد ما إذا كانت أعراض « كورونا» من عدمها.
أما بالنسبة للدراسة، تحكى جيهان عما تكشفه تجربة ابنها التى عكست تطور رقمنة عملية التعليم فى النمسا، موضحة أن أنظمة التعليم موحدة، لكل طالب صفحة شخصية عبر موقع المدرسة، يسجل من خلالها الحضور والانصراف، فيستيقظ فى الثامنة صباحا لتسجيل حضوره أونلاين، ويتواصل مع مدرسيه لتلقى الدروس ثم الواجبات المنزلية التى لابد أن ينهيها ويرسلها فى نفس اليوم كأنه موجود فى المدرسة بشكل اعتيادي».
رابط دائم: