"الدنيا قست علينا كثيرا وأكملت علينا كورونا" بهذه العبارة بدأ حسن الأحمدى عامل نظافة باليومية الحديث موضحاً، أنا ليس لدى تأمين ولا مرتب ثابت لأجلس بالبيت فأنا أعمل ليل نهار لأكفى أولادى فمن الذى سيشترى كلور ومنظفات باهظة الثمن لحماية أسرتى كورونا خربت بيتى فنحن ملوثون من جمع القمامة وحاملون للميكروبات على الطريق، فالخوف من كورونا يقتلنا أين سلامة عمال النظافة وأين الإجراءات الاحترازية ضد كورونا التى يتحدثون عنها.
ويقول محمد حسن (عامل نظافة) لم تسلمنا الشركة قفازات بلاستيك بدلا من الصوف ولا كمامات ولا يوجد مطهرات بمكان التجمع بعد انتهائى من جمع القمامة، ارجع إلى بيتى لأنقل الميكروبات لأهلى ولمن يركب معى طوال الطريق لبيتى، ففيروس كورونا من أمامى ومتطلبات الحياة من خلفى.. ماذا أفعل فى البيت، فأنا عامل نظافة صباحاً وماسح أحذية بالمقاهى ليلاً، لأتمكن من إعالة زوجتى وابنى، فكيف اشترى منظفات ومطهرات لتعقيم ملابس العمل والقفازات الصوف وتطهير من حولى، علما بأن عمليات التعقيم وتطهير صناديق القمامة لا تتم لا عند وجود زيارات مهمة أو مسئول هام، فيكنس حولها جيدا، فيما عدا ذلك لا يوجد تطهير وتعقيم للصناديق حتى فى هذه الظروف الطارئة إلا فى المناطق الرئيسية وأنا أعمل فى الشوارع الداخلية.
ويطالب وليد توفيق شركات النظافة بالإسكندرية بتوفير مطهرات وكمامات وقفازات بلاستيك بدلا من القفازات الصوف الناقلة للعدوى، فنحن منسيون من قبل الشركة فى هذه الظروف الطارئة، وتلاحقنا اتهامات الإهمال وترك القمامة فى الشارع بسبب النباشين الذين يبعثرون القمامة من داخل الصناديق يوميا وأنا أعمل 8 ساعات باليوم.
أما جوزيف سلامو أحد النباشين فيقول: أفضل الموت بكورونا بدلاً من الموت جوعاً، فأنا أفرز يوميا ما بين 5 و 7 صناديق قمامة بأيد عارية من غير قفازات ولا كمامات للبحث عن الزجاجات البلاستيك والكراتين لأبيعها لتجار الفرز لإعاده تدويرها لكسب قوت يومى وهو مكسب كبير بالنسبه لى ولا أخاف، إلا من الله ولا تخيفنى كورونا.
من ناحيته صرح المهندس أسامة الخولى رئيس شركة نهضة مصر بأن الشركة المكلفة بأعمال
النظافة، يد واحدة والترس الأساسى لمنظومة النظافة بالمحافظة ويجب علينا الحفاظ على عمالها وتأمينهم ضد المخاطر وتقوم الشركة بتكثيف الأعمال خلال هذه الفترة الحرجة بجميع شوارع الإسكندريه وتطهير الحاويات باستمرار وتقوم بحملات تطوعية للأهالى وتشارك أجهزة المحافظة التنفيذية فى أعمال التطهير للمنشآت وبرغم ندرة الكمامات والقفازات، تسعى الشركة لمحاولة توفيرها لجميع العمال.
وفى نفس السياق أكد المهندس محمود على رئيس قطاع النظافة بشركة النظافة، استمرار العمل على الكنس ورفع القمامة من كورنيش الإسكندرية ليل نهار، وأن تعقيم صناديق القمامة مازال مستمرا فى هذه الأزمة، وقد تم تكوين فريق لقياس درجات الحرارة للعاملين باستمرار لضمان سلامتهم وأن هذه الإجراءات التى تقوم بها الشركة هدفها الأساسى حماية العاملين وأسرهم.
ويقول أحمد شحاتة مساعد رئيس قطاع النظافة الحضرية إنه تم إلغاء بصمة اليد لعمال النظافة واستبدالها فى بعض الأماكن ببصمة الوجه لضمان عدم نقل الميكروبات.
وأضاف المهندس محمد مجدى رئيس قطاع «وسط القاهرة» بالشركة، أنه يتم توفير ملابس لعمال وسط و كمامات قفازات وتعقيم داخل مخازن التجمع لتعقيم أيديهم يوميا تسلم لمشرفى القطاع ويتم توعيتهم يوميا ويجرى من الآن تعديل أحذية عمال النظافة لتلائم عملية التعقيم اليومية لعدم نقل الفيروسات.
رابط دائم: