الإنسان يصارع ويبدع من أجل البقاء والتغلب على الفيروس المراوغ، فقد دفع نقص الأقنعة وأجهزة التنفس حول العالم، بالأطباء إلى نشر طلباتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعى للحصول على معدات وقاية كالأقنعة. والاستجابة كانت فى بعض الأحيان خلاقة وإبداعية بتشجيع عدد من المهندسين وهواة الطباعة الثلاثية الأبعاد على إنتاج نماذج كانت بمثابة حل للأزمة.
ولدت الفكرة فى ايطاليا , البلد الأكثر ثقلا بسبب الوباء , مع أكثر من 10 آلاف حالة وفاة , فتم تحويل قناع الغوص « Easybreath» إلى جهاز تنفس لمريض مصاب بـ"كوفيد-19" وتم اختبار هذا الاستخدام المحول لأول مرة فى مستشفى فى بريشيا بلومباردى المنطقة الأكثر تضررا من ضربات الفيروس.
وكان الطبيب قد اتصل بشركة ناشئة فى مجال الطباعة ثلاثية الأبعاد لتقوم بطباعة صمامات الجهاز التنفسى التى يجب استبدالها كل 8 ساعات والتى نفذت بشكل سريع بسبب زيادة الطلب الإيطالي. وفى غضون أيام قليلة كان النموذج الأولى جاهزا وتم اختباره بنجاح . وقد حصلت الشركة على براءة اختراع وجعلوا تصميمهم متاحا بشكل مجانى,.
وفى بروكسل بمستشفى ايراسموس، قامت شركة اندو تولز، والتى تطور الأجهزة الطبية للمرضى الذين يعانون من مشاكل تنفسية شديدة، بتطوير النموذج الايطالى للصمام المطبوع ثلاثى الأبعاد. ويوضح فريدريك بونيير، أخصائى العلاج الطبيعى ، أنه يقوم بتفريغ أقنعة ديكاتلون لتصبح أجهزة تنفس بديلة فيتم ايصالها بالعديد من المرشحات والفوهات بالاضافة إلى أنبوب وآلة توفر هواء مضغوط.
ويقول بونيير أن الصمام فى أعلى القناع الذى يغطى الوجه بالكامل يمد المريض بالهواء المضغوط ، لتجنب انهيار الحويصلات الرئوية،(هذه التجاويف الطبيعية الموجودة فى الرئتين والتى تسمح بامداد الأوكسجين فى أجسامنا وخروج ثانى أكسيد الكربون) ، لأن الالتهاب الرئوى الناجم عن «كوفيد -19» يلهب الغشاء الرئوى ويملأ هذه الحويصلات الهوائية بالسوائل.
كما قامت شركة كوبر3D بتوفير ملف للوصول المجانى لطباعة نماذج «N95» والتى تمت الموافقة عليها من قبل منظمة الصحة العالمية وتقوم بتصفية 95% من جزيئات الهواء. ومن ميزات قناع «N95» ثلاثى الأبعاد قابليته للغسيل واعادة الاستخدام. وتحتاج طباعة القناع الواحد ساعتين لطباعته طباعة كاملة.
رابط دائم: