الساعة الآن السابعة والنصف مساء.. تأنق محمد ليستقبل جمهوره الذى ينتظره فى الشرفات بصحبة معشوقته «آلة الكمان» ليبدأ الحفل على مدى نصف ساعة أو يزيد، يتخلله حوار مستمر بين محمد وجمهوره.. لم يكن محمد «24 عاما» يتصور أن هؤلاء الجيران الذين ينتظرون سماع كمانه كل مساء، هم أنفسهم الذين كانوا يتأففون من صوته العالى عندما كان يمارس هوايته فى العزف، لكن لم يتوقع أن يقابل بالإعجاب لدرجة أن الجيران فى العمارات المجاورة يسلمون بواب العمارة التى يسكنها «لستة الأغاني» التى يرغبون فى سماعها كل ليلة، وأغلبها من زمن الطرب الجميل أو الأغانى الوطنية.
الفكرة لمعت فى ذهن محمد بعد أن أطلعه ابن خالته على فيديو من إيطاليا لعازف ساكسفون يعزف لجيرانه فى حظر التجوال، فكان سؤاله «ولمَ لا أجرب؟!» مع أنه كان متخوفا من ردود فعل البعض، لكن النتيجة كانت مذهلة بعد أن أصبحت فيديوهات البث المباشر على «فيس بوك» تحصد آلاف «اللايكات والكومنتات» التى قد تصل إلى 150 ألفا، وليتجاوز جمهوره المصريين إلى دول أخرى.
محمد درس التجارة لكن جذبته الموسيقى واستطاع أن يحرز المركز الأول فى العزف المنفرد على مستوى الجمهورية وتعلم التأليف الموسيقى وشارك فى العزف مع كبار المطربين كالحجار وحماقى ودرويش والحلو.
وأخيرا انضم ابن خالته لمسرحه الصغير بشرفة منزله بآلة الساكسفون، ليفكر فى ضم عازفين وتكوين فرقة للترويح عن الناس فى ساعات الحظر.
رابط دائم: