جداول المحامين

كتب أ. سمير حسنين المحامى بالنقض فى بريد الأهرام عن ضرورة عناية نقيب المحامين الجديد بمطالبهم، ومنها حقهم فى علاج آدمى، ومعاش إنسانى، ومعاملة لائقة من سائر أجهزة الدولة، فضلا عن الاستمرار فى تنقية جداول المحامين غير المُشتغِلين لعدم صرف أموال النقابة عليهم بغير حق، والأهم ــ كما أضاف ــ لكى يُحرم هؤلاء من الوقوف أمام المحاكم والحيلولة دون الاساءة لجموع المحامين المشتغلين فعليا بالمهنة، فللوقوف أمام منصة القضاء أدبياته مما لا يتوافر لغير المشتغلين بمهنة المحاماة، الإلمام بموجباته أو الإكتراث بأبسط تفاصيله، مما يؤثر على سُمعة المحامين.. ولا خلاف على ما حددته الرسالة من مطالب مشروعة، لكن الخلاف على ما أُثِير فى الفقرة الأخيرة الخاصة بتنقية الجداول، وحَظْر الإدعاء بالاشتغال بمهنة المحاماة بغير شُغل فِعلّْى، فليس هدف النقيب السابق ومجلسه، ولا النقيب اللاحق ومجلسه ــ من تنقية الجداول ــ حِرمان المحامين غير المشتغلين من الوقوف أمام مِنصَّات القضاء لأنهم لا يقفون أمامها بالفعل، بل الهدف هو عدم تمكينهم من الحصول على صفة محام مُشتَغِل دون أن يكونوا ممن يقفون أمام منصات القضاء، أو يترافعون فى قضايا حقيقية، ولذلك فمن شروط لجنة تنقية الجداول لتجديد الكارنيه أن يقدم المحامى طالب التجديد عدة توكيلات فى القضايا من عدة أشخاص، وأيضا محاضر جلسات محاكم رسمية تثبت أنه مَثُل أمام منصة القضاء كمحام، فالمشكلة تكمن فى أن هؤلاء يَعملون فى مِهَن أو وظائف أخرى غير المحاماة، ومع ذلك يتقدمون للحصول على كارنيه مُحام مُشتَغِل ليستفيدوا مما تقدمه النقابة من خدمات اجتماعية كالرعاية الصحية، والمعاش، والمصايف، وشراء وحدات سكنية مخفضة، واقتناء المراجع القانونية المدعومة نقابيا، والتمتع بالأندية النقابية وغيرها، فهؤلاء لا يزاحمون المحامين المشتغلين فى المحاكم بما فيها من مشقة وعناء، ولكن يزاحمونهم فى المزايا بما فيها من سعة ورخاء، والعدل والقانون يقتضيان المساواة بين المشتغلين وغير المُشتَغِلين فى الضراء والسراء.

حُسام العَنتَبْلي

المحامى بالنقض