رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

اللاجئون.. الضحية المنسية

محمد عبد القادر

بين ليلة وضحاها، سقطت أزمة اللاجئين حول العالم من أجندة الاهتمام الدولى، فى ظل انشغال الحكومات بمتابعة تطورات انتشار فيروس كورونا المستجد وطرق مواجهته، ليصبح السؤال: ما هو مصير هؤلاء، خاصة مع إغلاق الدول لحدودها فى وجوههم خوفا من انتشار وتفشى الفيروس، ليتركوهم فريسة سهلة له؟.

فقدأعلنت الأمم المتحدة الأسبوع الماضى تعليق نقل اللاجئين من دول إلى أخرى حتى إشعار آخر، خوفا من القيود التى فرضها العديد من البلدان لدخول أراضيها، فى ظل انتشار الوباء القاتل.. ووفقا للمنظمة الدولية، فإن ٧٠مليون شخص فى العالم اضطروا للهرب من ديارهم بسبب نزاعات أو اضطهاد أو أعمال عنف أو انتهاكات لحقوقهم، بينهم أكثر من ٢٠مليونا من اللاجئين.

كما ذكرت أنه خلال العام الماضى ٢٠١٩، كان يفترض نقل ١٫٤مليون شخص من بلد إلى آخر، لكن ٥٥ألفا منهم فقط تمكنوا من ذلك. وفى برلين، أعلنت الداخلية الألمانية منتصف الأسبوع الماضى تعليقها برنامج استقبال لاجئين سوريين مع تركيا، بسبب إغلاق الحدود مع الاتحاد الأوروبى لوقف تفشى فيروس كورونا ، مشيرة إلى أن برامج أخرى مع لبنان والأردن ستعلق أيضا.

وجاء الإعلان عقب تأكيد مفوضية الأمم المتحدة لشئون اللاجئين رصد ١٠حالات إصابة بفيروس كورونا بين لاجئين وطالبى لجوء فى ألمانيا، مشيرة إلى أنه تم رصد الحالات فى ميونيخ وبرلين وهايدلبرج. وتستقبل ألمانيا منذ ٢٠١٢ لاجئين بينهم سوريون قادمون من تركيا فى إطار «برامج نقلهم إلى أماكن أخرى»، فيما ينص الاتفاق ما بين الاتحاد الأوروبى وتركيا الموقع فى ٢٠١٦، على استقبال دول الاتحاد ٧٠ ألف لاجىء، وهو ما لم يتحقق حتى الآن.

ورغم الأزمة التى أثارتها تركيا مؤخرا عقب قرارها فتح الحدود البرية أمام اللاجئين لديها للعبور إلى اليونان، إلا أنها عادت لتعلن منتصف مارس الحالى إعادة غلق حدودها، كجزء من إجراءات مكافحة فيروس كورونا. وجاء قرار أنقرة بعد عبور نحو 20 الف لاجئ للحدود، فى الوقت الذى أعلنت فيه السلطات اليونانية بدورها تشديد الإجراءات الأمنية على حدودها، وهو ما ترك آلاف المهاجرين على الحدود (التركية- اليونانية) فى مواجهة الموت إما غرقا أو جوعا وعطشا، أو نتيجة الإصابة بـ»كورونا».

وفى محاولة لاستغلال انتشار الفيروس فى أوروبا لتعزيز موقفها السياسى الرافض لاستقبال اللاجئين، أعلنت السلطات فى المجر إغلاق حدودها تماما، بحجة وجود رابط قوى بين فيروس كورونا واللاجئين القادمين إلى أوروبا، حيث إن غالبيتهم من الأفغان والإيرانيين، وليس من السوريين، وقد يكون الكثير منهم عبروا إيران، التى تعد بؤرة لانتشار الفيروس.

وعلى نفس ذات النهج، أعاد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الترويج لسياسته ضد اللاجئين، محذرا من «انتشار فيروس كورونا فى المكسيك»، فى الوقت الذى أكد فيه أن «الجدار الذى يبنيه على الحدود معها هو الحل لمنع تفشى الفيروس»، قائلا: «نحن بحاجة للجدار الأن أكثر من أى وقت مضى»، ذلك رغم أن عدد الإصابات فى المكسيك اقل بكثير من حالات الإصابة بالولايات المتحدة.

وفى ظل الوضع المأساوى الذى أصبح يعانيه اللاجئون حول العالم، خاصة مع تفشى فيروس كورونا، دعا فيليبو جراندى مفوض الأمم المتحدة السامى لشئون اللاجئين إلى عدم نسيان الفارين من الحروب والمضطهدين فى هذه الأوقات الصعبة، قائلا إن «هؤلاء بحاجة إلى التضامن والتعاطف الآن أكثر من أى وقت مضى». وأكد جراندى «الحلول موجودة. فإذا تم تحديد المخاطر الصحية، من الممكن وضع ترتيبات لعمليات الفحص، إلى جانب الاختبارات والحجر الصحى، وغيرها من التدابير.

كل ذلك سيمكن السلطات من إدارة وصول طالبى اللجوء واللاجئين بطريقة آمنة». ورغم تأكيد جراندى وجود الحلول، فإنها تبدو غير مقبولة لدى غالبية دول العالم فى هذا التوقيت، حيث ما زالت صحة مواطنيها تحتل المرتبة الأولى لدى صانعى القرار لديها، فيما تظل الهيئات والمنظمات الدولية عاجزة عن توفير وضمان أبسط حقوق اللاجئ، وهى الحق فى الحياة.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق