«رينيه ديكارت» صاحب مقولة «أنا أفكر إذن أنا موجود».. مؤسس علم الهندسة التحليلية والفلسفة الحديثة.. عالم رياضيات وفيزياء وفيلسوف فرنسى عبقري.. ولد يوم 31 مارس 1596.. هو برج الحمل.
فى علم الأرقام يرمز الرقم (31) للذكاء والقدرة على التميز. كما أن الكوكب المسيطر على الحمل هو «المريخ» إله الحرب مما يجعل الحمل يتمتع بالروح القتالية والإصرار على الإنجاز. الحمل القادم من المريخ شجاع، لديه عاطفة متأججة ومشتعلة وحماس يحركه بقوة، وعندما يؤمن بفكرة ما يحارب ويقاتل من أجلها. لذلك تقوم فلسفة «ديكارت» على فكرة التأثير المتبادل بين الروح والجسد ويقول عن تأثير الإرادة على الجسد: «إن الإرادة تؤثر بشكل غير مباشر على تحقيق رغباتنا أو سلبها، أيضا هناك طريقة لشحذ الإرادة.. مثلا لكى نحفز لدينا الشجاعة ونمحو الخوف يجب أن نركز على الأسباب والأشياء والأمثلة التى تقنعنا بأن المخاطر ليست كبيرة وأننا نشعر بالأمان من خلال الدفاع وليس الفرار، وأن تحقيق المجد والسعادة يكون بالنصر بدلا من الشعور بالندم والخزى إذا جبنا».
الحمل يميل بطبيعته نحو أن يحارب بشجاعة وصدق وشرف، لكنه يحارب ببراءة وقد يتعرض لكثير من الضربات بسبب تفاؤله وتهوره، لذلك بداخله صراع دائم بين ذكائه وبراءته وعندما يدرك مدى البراءة التى يتعامل بها، حينئذ يخاف كثيرا على نفسه! سنة 1629 بدأ «ديكارت» فى كتابة رسالة يثبت من خلالها رياضيا فكرة مركزية الشمس استكمالا لما قدمه «جاليليو»، لكن سنة 1633 علم بإدانة «جاليليو» ومحاكمته، لذلك خشى على نفسه من مواجهة نفس مصير «جاليليو» وتوقف تماما عن الكتابة والنشر فى هذا الصدد. عام 1636 عاد للكتابة فى الجبر والبصريات والهندسة، ولكن بحذر كبير حتى أنه نشر كتابا دون كتابة اسمه عليه!
دور الحمل فى دائرة البروج هو إنارة ظلمات المرحلة السابقة وبدء حياة جديدة.. وبالفعل نجد أن «ديكارت» أخذ على عاتقه وضع قواعد جديدة فى الفلسفة تقوم على التفكير العلمي، راغبا فى أن يصل بالفلسفة لنفس درجات اليقين كما فى الهندسة والرياضيات، وأُطلِق على هذا المنهج: «المنهج الديكارتي». يقول ديكارت: «إننى أدرك بجلاء ووضوح وجود إله قدير وخيّر لدرجة لا حدود لها». الحمل الخائف من وجود أشرار على الأرض يحتاج دائما للإيمان بقوة غير مرئية للفضيلة.. هذه القوة الجبارة تتمثل فى الخالق وهى التى تضمن له الإحساس بالأمان. فى سبتمبر 1649 سافر إلى (ستوكهولم) بناءً على دعوة من ملكة السويد ليكون مستشارا لها، لكنه مات هناك فى فبراير 1650.. بعد ذلك ظهرت كتب تشير لوجود شخص فى البلاط الملكى وضع له الزرنيخ ليتخلص منه خوفا من تأثير أفكاره على الملكة! هذا الحمل الذكى والمندفع ببراءة قد يقع «ضحية» للشرور، ومع ذلك يظل يدافع ويقاتل غير متوقع لآلام الذبح التى قد يتعرض لها.
رابط دائم: