رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

‏أم كلثوم بعيون «الجارديان» .... صوت لا يضاهى

أسامة سليمان;

تغنت جريدة الجارديان البريطانية بسيدة الغناء العربى أم كلثوم و سردت سيرتها فى مقال مطول بعنوان «هكذا أستطاعت أم كلثوم تخليد اسمها فى تاريخ الموسيقى العربية «وأنه لا يوجد لها نظير غربى ولا توجد فنانة محترمة ومحبوبة بقدرها فى العالم العربى ففى القاهرة يترامى إلى أسماعك الصوت المنبعث من المقاهى قبل أن تراه ويرتفع صوتها الجهورى بين أشخاص يجلسون مثنى مثنى يهيمون من شجن وشوق الكلمات التى تغنيها هرم مصر الرابع فقد سجلت أم كلثوم حوالى 300 أغنية خلال مسيرة الغنائية التى تزيد على الـ 60 عاما فتجد كلماتها عن الحب والفقدان والشوق تنبعث من سيارات الأجرة والراديو والمقاهى فى جميع أنحاء العالم العربى حتى اليوم، وبعد مرور 45 عاما على وفاتها بذلت أم كلثوم الكثير من الجهد حتى رسخت قدماها فى مدينة الألف مأذنة خلال أوائل العشرينيات من القرن العشرين فى حين كان صوتها موضع إعجاب بيوت النخبة والفقراء وكانت تغنى لجماهير غفيرة بدون ميكروفون وترتجل بذوق رفيع رغم معانتها فى بداية الأمر فقد تعرضت للسخرية بسبب ملابسها الريفية وسلوكها الذى لا يختلف كثيرا عن مظهرها لكنها تعلمت أن تكون المرأة المثقفة التى يمكنها تثقيف الجماهير وابنة الفلاحين التى تعبر عن ألم الطبقة الكادحة وعلى الرغم من غنائها بالشعر العربى الفصيح فقد نجحت بالتأثير فى معظم المطربين والمطربات فى الغرب إذ قال عنها بوب ديلان: «إنها رائعة. إنها رائعة حقا» وأدت شاكيرا وبيونسى رقصات على موسيقاها ووصفتها ماريا كالاس بأنها «الصوت الذى لا يضاهى»

وقال عنها الروائى المصرى نجيب محفوظ الحاصل على جائزة نوبل:»كانت تتصرف مثل داعية يستمد الإلهام من جماعة المصلين وعندما يرى تأثيره فيهم، يعطيهم المزيد منه ويبدعه ويجوده ويزينه» فكانت الجماهير تطالبها بتكرار أبيات شعر بعينها وكانت تمتثل لطلبهم فقد تستمر بين 45 و90 دقيقة فى الغناء مع وصلة من التصفيق والتهليل حتى قيل إنها لم تغن بيتا من الشعر بالطريقة نفسها مرتين لتصبح ظاهرة اجتماعية تحوى مئات القصص من تونس إلى العراق حيث كان يهرع الملايين إلى منازلهم للاستماع إليها فقد نجحت أم كلثوم فى تجسيد الوحدة العربية حتى أصبحت أيقونة لا تقاوم بالنسبة للسياسيين فقال الرئيس الراحل جمال عبدالناصر حين سمع عن حجب موسيقتها» هل أصابهم الجنون؟ هل يريدون أن تنقلب علينا مصر؟ من جانبها قدمت أم كلثوم دعما لعبدالناصر وتبرعت بعائدات حفلاتها للجيش ففى باريس وعلى مسرح الأولمبيا فى عام 1967 دفعوا لها أضعاف ما كانت تتلقاه من حفلاتها فى مصر وقالت وقتها «لا أحد يستطيع أن يصف مدى فخرى عندما جئت إلى باريس ووقفت فى وسط أوروبا ورفعت صوتى باسم مصر».

وعند سؤالها عن المكان الذى تود زيارته بباريس، أجابت أنها تريد الذهاب إلى مسلة الأقصر فى ساحة الكونكورد التى نقلت من مصر إلى باريس فى عام 1833 وعندما سألتها الصحفية عن السبب ردت ببساطة: «بأنها مسلتنا» وأنها تفتخر بكونها مصرية دائما وأبدا.

وحرصت أم كلثوم على سرد قصتها بأقلام وعدسات صحفيين ومصورين مختارين بعناية وعادلت ببراعة بين نشأتها الدينية كونها «قروية» ابنة الفلاحين، والمدافعة عن اللغة العربية وبين أنها رمز من رموز القومية المصرية والعربية فى مجال الغناء فقد غنت أم كلثوم حتى عام 1970 وقامت ببطولة ستة أفلام موسيقية أبرزهم فيلم «فاطمة» واعتادت على تقديم حفلات غنائية ينتظرها أسماع الملايين من جميع الوطن العربى على الهواء فى أول يوم خميس من كل شهر ورحلت عن عالمنا فى عام 1975 تاركة وراءها إرثا عظيما مخلدا حتى هذه اللحظة.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق