رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

«هوس الشراء» عندما يصبح التسوق إدمانا

سحر الابيض

يصاب البعض «بنهم» الشراء أو مايطلق عليه «إدمان التسوق» وهى عادة حديثة على المجتمع المصرى تنتشر بين السيدات أكثر من أى فئة أخري.. ويوصفها علماء النفس والاجتماع بمرض الشراء لإشباع رغبة وليس حاجة ملحة.. مثل حالة موجهة التى تريد شراء فستان جديد لحضور مناسبة زفاف احدى قريباتها وترد الأم بأن لديها الكثير من الملابس.

تقول «نهال إسماعيل «طالبة فى مرحلة الثانوي: من خلال تجربتى فان الطفل يكتسب عادة الشراء من اسرته، حيث انى اكتسبتها من والدتى فنحن كنا نعيش فى احدى الدول العربية وكان التسويق من وسائل الرفاهية لدينا مع زيادة الاغراءات الدعائية عن طريق وسائل التواصل الاجتماعى المختلفة اصبح لدى ادمان للشراء من خلال عدم قدرتى على مقاومة شراء العطور والحقائب، ولكن للاسف بعد العودة إلى مصر والاستقرار فيه وزيادة الالتزامات المالية على أسرتى وصلنا إلى مرحلة التى نعجز فيها على توفير الاموال لتحقيق هذه الهوية مما أدى إلى خلق مشاكل أسرية كل يوم تقريبا.

بينما ترى منال مهدى «طالبة» فى ثالثة ثانوى أن الذهاب إلى التسوق ممتع بحد ذاته أن أبرز أسباب الشراء لدى هو الحملات الترويجية و الإعلانية وقدرتها على إقناعى وكذلك وسائل التسويق عن طريق الوسائل التواصل الاجتماعى كل ما سبق يحقق رغبتى فى الظهور الدائم بالمظهر المتميز فى كل مناسبات ونشر العديد من الصور الخاص بى على صفحات وسائل التواصل الاجتماعى والانتظار تقدير واعجاب اصدقائى بها فلا يمكن تحقيق ذلك الا عن طريق التسوق واتباع ما هو جديد.

وترى «فرح حسين» طالبة فى أولى جامعة ان ثقافة الشراء ناتجة عن التربية السليمة للأبوين، موضحا أن الأم تقع عليها مسئولية تربية أطفالها على الاستهلاك موضحة أن لوالدتها دور هام فى تنمية قدراتها على المفضلة عند الشراء للاختيار الامثل وذلك من خلال اصطحابها أثناء التسوق للاحتياجات المنزلية او الشراء الملابس بشكل متكرر وكانت تراعى أن توضح لى الهدف من عملية الشراء مما اثر على ثقافة الشراء لدينا، وتؤكد أن درجة الوعى الاستهلاكى تتفاوت بينها وبين أقرانها وأنها لا تمانع من شراء ما تريد بحدود المعقول دون ان ترهق اسرتها بشراء سلع لا حاجة لها.

وتؤيدها فى الرأى هيام محمود طالبة ثانية كلية التجارة جامعة القاهرة كانت لدى عادة الصرف بغير تعقّل، ومعظم مُشترواتى ليست ضرورية، وكان لدى رغبة فى الشراء، هو ما يسمى «هوس التسوق «مما عرضنى لخلافات كثيرة مع والدى فنصحنى بمتابعة العلاج مع احد الأطباء المتخصصين فى العيادة النفسية.

وتوضح د.هالة محمود علم النفس جامعة القاهرة

أن الثقافة الاستهلاكية تنشأ منذ الصغر عندما يدرك الطفل رغبته فى الشراء ولكن عدم التخطيط السليم والتوجيه من الأم قد يكون سبباً فى اللجوء إلى الشراء العشوائى بدون حاجة ولذا يجب تعويد الطفل على ضبط النفس واستشعار الإحساس بأهمية الشراء بحاجة أو بدونها يعد تبذيرا وإسرافا، لافتة أن حصول الطفل على كل ما يريده ينعكس عليه سلباً وقد يلجأ الطفل فى البداية إلى استخدام اساليب متنوعة لإقناع والديه بالشراء ما ليس ضرورى له كالنوع من الشراء من أجل المتعة اللحظية ومن هنا على الأم مراعاة التوجيه السليم له مؤكده أن الدلال الزائد للطفل يُعد من أهم أسباب تزايد «هوس التسوق» فى مرحلة المراهقة.

وتشير إلى أنه لا يمكن تجاهل ان فترة المراهقة حيث تمر بتغيرات جسدية ونفسية قد تؤدى إلى الاهتمام بالمظاهر الخارجية، وهو أمر إيجابى يشير إلى أنها لديها علاقاتها الاجتماعية خارج محيط العائلة، ولم تعد منطوية على نفسها، وبدأت تتخلّى عن طفولتها.، من خلال البحث عن نفسها وتعمل على تحديدها وإظهارها. كما تعبّر الرغبة المستمرة فى شراء خاصة الملابس أو الهواتف المحمولة عن مرحلة طبيعية فى تطوّر المراهقة النفسية، الذى تجد فى الاستهلاك شكلاً من أشكال الطمأنينة، وكذلك وسيلة لتظهر الاستقرار عن اسرتها، معبرا عن انتمائها إلى أصدقائها والتزام المراهقة بمعاييرهما، وربما يعتبر الاهتمام بمظهرها إحدى الوسائل لجذب انتباههم ونيل محبتهم، حيث لم تعد الاخلاق المعيار الوحيد للانتماء إلى شلّة الأصدقاء، وإنما أصبحت عادة التسوّق المفتاح الخاص بهم.

ولذلك يجب على الأم إدراك رغبة المراهقة فى الاستقلال والاختيار الأفضل من خلال مراعاة العديد من الامور عند شراء مراهقتها مستلزماتها مع اصدقائها. منها

فعندما تعود المراهقة إلى البيت بعد التسوّق، فهى تعرض على والديه ما اشترتها، وقد لا تعجب الأم بمشترياتها، فيكون الرد عليها لما لم تشترِ تصميمًا مختلفًا أو لونًا اخر؟ فيكون رد فعل المراهقة عنيفا دفاعًا عن اختيارها ولذا يجب على عدم تجاهل رغبتها فى الاستقلالية والاختيار فى الأذواق ولكن إذا لاحظت الأم ان السبب الذى قاد مراهقتها إلى التسرع فى الإنفاق غير العقلانى تقلد أصدقاءها.

هنا تنصح د. مها الأم اختيار الوقت المناسب لمناقشة مراهقتها فى استراتيجية مقاومة ضغط الصديقات وان تحكى لها عن تجاربها السابقة فى موضوع الانفاق بدون استخدام العبارات المستفزة التى تشعرها بالخجل وعدم الكفاءة. وأنها إذا أخطأت هذه المرّة فى تقدير الشراء ، فإنه درس كافٍ لها لمرة القادمة، وان هذا أمر يحدث مع الجميع.

ومؤكدة أنه لا يمكن تجاهل أن هناك فارقًا بين الرغبة فى التسوّق وإدمانه.. فمن الطبيعى أن تتسوّق لمناسبة سعيدة أو حتى مرة فى الشهر لتشعر بالتجدد، مثل شراء الملابس تبعًا للموضة الموسمية.

وأخيرا أغلب المراهقات اللاتى لديهن هوس الشراء لا تدرك رواتب أهلهن الفعلية بل يظنون ان أموال أهلهن هى نقود تتضاعف بدون نقصان ومن هنا يجب التركيز على مصروف الجيب كوسيلة لتنمية القدرة على تحمل المسئولية من خلال ادخار جزء من مصروفهن لشراء احد احتياجاتهن الترفيهية أو للخروج مع أصدقائهن.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق