رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

قصة الحرم الجنوبى

محمد شمروخ

لم يكن اختيار الملك أمنحوتب الثالث فى القرن 14 قبل الميلاد، للمكان الذى شيد فيه معبدا لتكريس عبادة أمون اعتباطا، فقد سبقه ملوك مصر لهذا المكان المقدس فى جنوب «واست» أو«طيبة» التى صارت «الأقصر».

لكن فيما يبدو، أن ما بناه السابقون فى هذه البقعة كان قد اندثر أو كاد، فصدر الأمر الملكى من أمنحوتب الثالث إلى كبير مهندسى الدولة، والذى يشبه الملك فى اسمه ويميزه المؤرخون بنسبته إلى أبيه المدعو «أمنحوتب بن حابو» ليشيد المعبد الجديد من الحجر الرملى الجميل فى تلك البقعة المباركة على أرض وصفتها النصوص المقدسة بالمكسوة بالفضة والمفروشة بالبخور.

وتلا أمنحوتب، ملوك مصر العظام، ليستكملوا البناء، وأشهرهم رمسيس الثانى الذى سماه بالحرم الجنوبى «إيبت رسيت» وأضاف إليه صروحا وصفوف أعمدة وتماثيل الكوارتز والجرانيت ورفع بمدخله مسلتين مازالت إحداهما باقية، بينما أرغمت أختها على هجرها بعد عشرات القرون لتستقر فى كونكورد باريس عام 1836م. ومعبد الأقصر الذى اقترن باسم سيدة مدن العالم القديم، مازال راسخا قادرا على الإبهار بصروحه العالية وأعمدته الشامخة وتماثيله العملاقة، مشرفا على النيل ليزهو بالفخامة نهارا وبالرهبة ليلا، ومنه يبدأ طريق الكباش، كواحد من أبهى وأعظم الطرق الأثرية ليفضى إلى معبد الكرنك، والذى شيده نختنبو الثاني، ذلك الفرعون الأخير الذى كتب التاريخ اسمه فى نهاية سجل ملوك مصر القديمة.

ويعبر الحرم الجنوبى العصور القديمة ليمتد فى الزمان و المكان لتضم ساحته مسجد سيدى أبى الحجاج الأقصرى ليصبح واحدا من معالمه الحالية.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق