الأطباء فى مصر يضربون أمثالا لا مثلا واحدا على الصمود وقت الأزمة، وذلك سواء من داخل المستشفيات ومقار الحجر الصحي، أو حتى من خارجها عبر سلسلة من المبادرات التى تهدف للحفاظ على الصحة العامة للمصريين فى وقت أزمة «كوفيد-19» أو «كورونا» المستجد، والحيلولة دون اكتظاظ المستشفيات والعيادات.
فالظروف الحالية فرضت إجراءات «العزل المنزلي» لحماية المجتمع المصرى من انتشار الفيروس المباغت والسيطرة عليه، ولكن ماذا إذا ما كان المرء فى حاجة إلى زيارة طبيب؟ السؤال يطرق أبواب الكثير من الأُسر المغلقة أمام « كورونا». والإجابة وردت فى عدة مبادرات أطلقها شباب الأطباء فى مختلف محافظات مصر، كان أبرزها «كشفك مجانا.. خليك فى البيت مع أطباء فى حب مصر». فقط يحتاج المستخدم إلى كتابة شكواه بدقة، أو عرض التحاليل والأشعة التى يريد التحقق منها. على أن يقوم الطبيب المختص بالرد الفورى والمبُاشر لمساعدة المستخدم بمعرفة العلاج اللازم وطريقة التعامل فى فترة البقاء بالمنزل، مع إمكان التوجيه بالطبع إلى زيارة لمستشفى أو عيادة متخصصة، إذا ما دعت الحاجة إلى ذلك.
تضم مجموعة المبادرة أطباء من مختلف التخصصات التى يحتاجها الكثير من البيوت كجراحة العيون والعظام والفم والأسنان والأطفال حديثى الولادة والعلاج الطبيعى والأورام والجهاز الهضمى والباطنة. وحسب كل تخصص، ترد اسماء الأطباء، التى تتزايد يوميا مع تزايد الراغبين فى الانضمام لسماع شكوى المرضى وخدمتهم بلا مقابل.
المبادرة كلها بدأت بفكرة من الدكتورة نجاح حسنين، استشارى طب الاطفال بأحد المستشفيات التى أوضحت أنها أُصيبت بحالة من الضيق خلال الأيام الماضية عندما وجدت حالات بسيط لا داعى لوجودها، تتردد على المستشفيات وتشكل عبئا على القطاع الصحي. فقررت غلق عيادتها الخاصة، حتى لا تصاب الحالات السليمة بالفيروس المستحدث. ودعت كل المرضى لعدم النزول من البيت، مع عرض بالرد على كل الاستفسارات، مع تركيزها فى توجيه الحالات الصعبة إلى المستشفى.
لكن مع التجربة العملية، تأكد لها أن هناك الكثير من الأسئلة التى تحتاج لمختلف التخصصات. فقامت بإطلاق هذه المبادرة مع عدد من أطباء عائلتها وزملاء لها لخدمة كل مريض يحتاج استشارة دون المخاطرة بالنزول من البيت فى هذه الفترة الحرجة، معبرة عن مدى سعادتها من تفاعل الأطباء واستعداد المواطنين لعدم النزول عند توافر البديل الاستشارى للحالة.
وأضاف دكتور محمد سامح أحد المسئولين على إدارة المبادرة أن «كشفك مجانا.. خليك فى البيت» التى بدأت قبل أيام قليلة، تتوسع بشكل متسارع، لرغبة المرضى فى تطبيق تعليمات وزارة الصحة فى عدم النزول.
ويوضح دكتور محمد أن هناك العديد من الأسئلة المتنوعة بمختلف التخصصات فى كل وقت. وأنه بالرغم من تطوع الكثير من الأطباء لتقديم الخدمات والوجود بانتظام للرد على أسئلة الجمهور، إلا أن الحاجة تتزايد لتعاون المزيد من الأطباء للرد على كل الاستفسارات الطبية دون التدخل من المشاركين بنصائح عشوائية.
ويضيف «كل طبيب من خلال خبراته قادر على تقييم الوضع وعلاجه عن بعد حتى لا تشكل الحالة عبئا فى الوقت الراهن على النظام الصحى المصرى، وحتى لا يصاب المريض بالفيروس - لا قدر الله - عند الذهاب للطبيب».
وحول تقييم مدى خطورة الوضع وهل يستلزم التوجه للمستشفى بشكل سريع، يحكى دكتور محمد أنه قبل يومين، كان هناك حالة اشتباه بجلطة صدرية لأحد الأشخاص وتم علاجها دون أى مضاعفات بعد توجيه أطباء المبادرة المريض للذهاب إلى أقرب مستشفي، سبب جديد لشكر جيش مصر ذى «البالطو الأبيض» فى وقت الحرب ضد « كورونا».
رابط دائم: