رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

العالم أقل تلوثا.. بفضل أيام العزل

كتبت ــ دعاء جلال

بعض المنح تأتى من قلب المحن، هكذا هو الحال مع أزمة فيروس «كوفيد-19» أو «كورونا» المستحدث، الذى يبدو أنه لن يغادر قبل أن يصلح بعض ما أفسده البشر بالأرض.

فقد كشفت الصور التى التقطها «سنتينال -5 بي»، القمر الصناعى التابع لوكالة الفضاء الأوربية عن تراجع واضح فى معدلات تلوث الهواء حول العالم خلال الأسابيع الستة الأخيرة، ونقل تقرير نشرته صحيفة «جارديان» عن أحد الخبراء بالوكالة الأوروبية أن انخفاضا أكيدا تم تسجيله فى معدلات غاز ثانى أكسيد النيتروجين فى محيط المدن الصناعية فى آسيا وأوروبا، وثانى أكسيد النيتروجين يترتب على عوادم السيارات ومحطات توليد الطاقة، وغيرها من الممارسات ذات الطبيعة الصناعية، ويعتقد أنه مسئول عن تدهور الأمراض التنفسية مثل النزلات الصدرية، ولكن القراءات ذاتها لم تثبت تراجعا فى المصادر المسببة لأزمة «الاحتباس الحرارى».

ووفقا لبول مونكس، أستاذ جودة الهواء بجامعة ليستر، فإن «العالم يجرى حاليا دون قصد التجربة الأكبر نطاقا على مستوى التاريخ». وتشير تصريحات مونكس إلى إرجاع انخفاض معدلات التلوث إلى غلق القطاعات الصناعية وتراجع حركة المرور حول العالم، ويعلق مونكس على تلك النتائج بأنها قد تحفز على اعتماد أنماط اقتصادية ذات معدلات كرونية منخفضة، وبرغم أن منظمة الصحة العالمية لم تربط بين معدلات تلوث الهواء وانحصار فيروس «كورونا»، إلا أنها أشارت إلى مسئولية ظاهرة التلوث عن تحفيز نشر كورونا وغيره من الفيروسات والأمراض.

ووفقا للتصريحات التى نشرتها الجارديان، فإن مونكس، الرئيس السابق للجنة الاستشارية العلمية لجودة الهواء والتابعة لحكومة المملكة المتحدة، قال إن القطاع الزراعى سيكون من أكثر المستفيدين من نتائج «التجربة الحالية»، فى إشارة إلى تراجع الأنشطة الصناعية وانخفاض معدلات التلوث، ويضيف موضحا، أن التلوث كثيرا ما كان له دور فى إعاقة نمو النباتات.

ووفقا للتقرير ذاته، فقد لاحظ الباحثون أن مدينة «ووهان» الصينية، التى كانت البؤرة الأولى لتفشى «كورونا»، والتى تعتبر أيضا مركزا لمئات المصانع فى مجال السيارات، سجلت أكبر تراجع لمعدلات التلوث بعد أن وُضعت تحت حظر صارم منذ نهاية يناير، وتم تقدير تراجع معدلات تلوث الهواء فى شرق ووسط الصين بما يتراوح بين 10 و30% . أما إيطاليا، التى كانت تعتبر من الأعلى تلوثا فى أوروبا الغربية، وذلك بسبب هبوط دخان مصانعها الكثيف على جبال الألب، فمنذ إغلاق البلاد فى 9 مارس الحالي، انخفض معدل التلوث بنسبة 40 % فى ميلانو وبعض القطاعات بشمال ايطاليا.

ويوضح فنسنت هنرى بيوش مدير خبير فى المجال الجوي، أن قراءات ممثلة حول تراجع معدلات التلوث بدأت ترد من مدن أوروبية أخرى تعايش حالة الحظر.

وكانت الطبيعة قد استعادت سلطاتها بشكل آخر، بعد أن شهد عدد من المدن الخاضعة لحظر التجول والعزل الإجباري تناميا فى ظاهرة الحيوانات البرية وتجولها بحرية فى أنحاء المدن مثل الغزلان وغيرها، ودون أن تتعرض إلى أى خطر، الظاهرة تم رصدها فى عدة مناطق حول العالم ومن آسيا إلى أوروبا، فيما وصفته وسائل الإعلام بأنها طريقة الطبيعة فى معاقبة الإنسان على تجبره وسوء استغلاله للموارد.

فهل يمكن أن يحسن الإنسان استغلال ما أحدثه «كورونا» من تحسين فى مستويات نقاء الهواء وتجدد البيئة البرية؟

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق