رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

عمل أقل وعطلة أسبوعية أطول بسبب «كورونا»

الأمل قائم أن النهاية ستكون وشيكة بالنسبة لهذا الفيروس المراوغ، ولكن الدروس المستفادة من وراء المحنة المرتبطة به ستكون أطول أمدا. وأبرزها تشجيع فكرة عمل أقل و«عطلة أسبوعية أطول». ففكرة العزل المنزلى، ولجوء الملايين حول العالم إلى فكرة العمل من داخل غرف الجلوس، مع التردد على المكاتب فى أضيق الحدود يدعم المشروع المطروح مؤخرا بتقليص أسبوع العمل إلى أربعة أيام فقط ومد عطلة نهاية الأسبوع إلى ثلاثة أيام عوضا عن يومين.

ففى الفلبين، وقبيل بدء إجراءات العزل الشامل، لجأت بلدية مانيلا إلى حل «أسبوع الأربعة أيام». فقد أقر عمدة مانيلا أيساكو مورينو فى 13 مارس الجارى قرارات بتحديد ساعات العمل يوميا على أن تكون أول وآخر ساعة خلال الدوام اليومى مخصصة لإجراءات التنظيف والتعقيم الذاتى ولمحيط عمل الموظف. ولكن الأهم، ما أقره عمدة مانيلا بشأن العمل لمدة أربعة أيام فقط، مع دوام متابعة احتياجات العمل عبر وسائل التواصل المختلفة.

مدن عديدة من نيوزيلاندا إلى روسيا وغيرها، كانت قد بدأت منذ نهاية فبراير الماضى التطبيق التدريجى لنموذج «أسبوع العمل ذو الأربعة أيام»، وذلك ضمن الإجراءات الوقائية التى اتخذت شكلا تصاعديا.

ولكن طرح فكرة أيام العمل الأربعة لم تكن دوما مرتبطة بالـ «كورونا» وإجراءات الوقاية. الفكرة كانت دوما مطروحة كتطور طبيعى لأشكال العمل حول العالم. ففكرة نيل يومين لعطلة نهاية الأسبوع كانت نتيجة للثورة الصناعة التى شهدها العالم، والجدل الآن أن العالم مستعد لعطلة الثلاثة أيام بفضل الثورة الرقمية وتطور وسائل الاتصال.ففى يناير الماضى، وقبيل تفجر أزمة الـ«كورونا» بشكلها الحالى، طرح فرع شركة البرمجيات الكبرى «ميكروسوفت» فى اليابان، نتائج التجربة التى جرت خلال فصل الصيف الماضى.

التجربة قامت على اعتماد نموذج «عطلة الثلاثة أيام» خلال فصل الصيف، والنتيجة كانت مبهرة بزيادة معدل الإنتاجية بنسبة 40% دفعة واحدة، فضلا عن تراجع معدلات الغياب المفاجئ. تجربة ميكروسوفت تعد مؤشرا مهما، خاصة وأنها تمت فى سياق مجتمع يقدس العمل وذلك إلى حد قياسى.

كما أن فكرة «عطلة الثلاثة أيام» كانت أقرب ما تكون إلى التحول من صعيد المبادرات الفردية من جانب شركات أوروبية، خاصة على صعيد الشركات الصغيرة والمتوسطة، إلى سياسة دولة معترف بها. فقد أعلنت رئيسة وزراء فنلندا الشابة سانا مارين (34 عاما) فى يناير الماضى أنها بصدد دراسة تطوير نمط العمل فى بلادها إلى اعتماد أما «عطلة الأيام الثلاثة»، أو «يوم عمل لا يزيد على ست ساعات».

مارين طرحت الفكرة للحوار القومى، وإن كان لم يتح لها فرصة حسم رأيها بسبب هجمة «كورونا» على العالم. والأغلب أن الجدل سيتجدد وبقوة بعد رحيل «كورونا»، وليس فى فنلندا وحدها.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق