عاجلا أم آجلا، تنتظر البشرية تراجع تهديد فيروس كورونا المستجد أو «كوفيد ــ 19»، على أن تبدأ بعدها فى ترتيب أحوالها كما هو المعتاد بعد كل أزمة عظمى يشهدها العالم.
فمن المتوقع أن تتسبب أزمة الـ «كورونا» فى تغيير أنماط للسلوك وعادات بعينها.بعض أشكال التغيير لها مقدمات من قبل عهد كورونا أو الـ «كوفيد 19».
كما هو الحال مع فكرة «العملات البلاستيكية»، والتى زاد مناصروها فى أعقاب تفشى الفيروس، لاعتبار أنها ذات سمات تجعلها أقل نقلا للفيروسات, وتعد أقل إضرارا بالبيئة من نظيرتها. السلطات المصرية أعلنت أن 2020 سيكون موعد طرح أول عملة «بلاستيكية» محلية وأنها ستكون من فئة الـ «10 جنيهات». وبتحقق الخطة المنتظرة، ستكون مصر قد لحقت بمجموعة من الدولة التى سبقت فى تبنى العملات البلاستيكية الجديدة والقائمة على تصنيع مادة الـ «بوليمر». تعتبر أستراليا من أوائل الدول التى اعتمدت العملات البلاستيكية اعتبارا من عام 1988، وكانت من فئة الـ 5 دولارات إسترالى. ولكن اليوم وبعد مرور عقود، أصبحت كل الفئات النقدية الاسترالية متوفرة بصورتها البلاستيكية.
جزيرة بابوا غينيا الجديدة، صاحبة تاريخ ناجح فيما يخص النقد البلاستيكي، وإن كان غير معروف للأغلبية، فقد طرحت هذه الدولة الصغيرة أول عملة بلاستيكية عام 1991، لتصبح كل الفئات متاحة بالهيئة البلاستيكية،وتوقف البنك المركزى قبول النقود الورقية بشكلها التقليدى نهاية 2014. فى التسعينيات أيضا، طرحت نيوزيلاندا، عملته البلاستيكية. وإن كانت بدأت فى 2015، طرح ما بات يعرف بـ «المال الأكثر إشراقا» بتصميم جديد للعملات البلاستيكية التى باتت متاحة بجميع فئاتها، وزينت صورة الملكة إليزابيث، بصفتها قائدة اتحاد دول الكومنولث، الذى تنتمى إليه نيوزيلاندا، أوائل العملات الصادرة بالحلة البلاستيكية.
المملكة المتحدة من الدول التى بدأت متأخرا فى تبنى العملات البلاستيكية، ولكنها قطعت أشواطا طويلة. فقد أعلنت فى يناير الماضى طرح كميات من النقد البلاستيكى لاستبدال المطروح منذ أول مرة يتعرف السوق البريطانى على النقد البلاستيكى عام 2016.
فقبل أربعة أعوام، طرحت المملكة المتحدة عملات بلاستيكية من فئة 5 إسترالينى.
وحملت هذه العملة المميزة جدا صورة رئيس الوزراء الشهير وينستون تشرشل على إحدى جانبيها، فيما حملت صورة الملكة إليزابيث الثانية، على الجانب الأخر. ولاحقا عام 2017، طرح بنك إنجلترا، عملة بلاستيكية من فئة 10 جنيهات إسترالينى وكانت تحمل صورة الأديبة الكبيرة جين أوستن. وفى العام الحالي، كان الموعد مع طرح ورقة بلاستيكية من فئة 20 إسترالينيا تحمل صورة الرسام جيه أم دبليو تورنر. ويتوقع أن تكون الخطوة المقبلة، طرح عملة بلاستيكية من فئة الـ 50 إسترالينى، مع توقعات بأن تكون أصغر حجما من نظيرتها الورقية.
وفقا لتقرير بنك إنجلترا، فإن المملكة المتحدة، وحسب تقديرات 2019، بها نحو 400 مليون ورقة بلاستيكية من فئة 5 جنيهات استرالينى ومليار ورقة بلاستيكية من فئة 10 جنيهات استرالينى.
وكان التقرير نفسه قد نقل تأكيدات مارك كارنى، محافظ بنك انجلترا، بأنه المستقبل للعملات البلاستيكية التى تعد أطول عمرا من نظيرتها الورقية، كما أنها تخضع لقواعد التدوير، وتعتبر أكثر صداقة للبيئة.
ولكن الدول ذات الرصيد البنكى البلاستيكى لا تتوقف عند هذا الحد.
فهناك دول مثل كندا التى بدأت 2011، والمالديفز التى بدأت 2015، وسلطنة بروناى التى بدأت فى 2004، وفيتنام من 2003، ومعهم نيكارجوا وموريتانيا. ويتوقع أن يزيد العدد قريبا، مع توسع أكبر من قبل الدول التى كان لها السبق فى استخدام النقد البلاستيكى.
رابط دائم: