تواصل أسعار النفط العالمية هبوطها القياسى وسط تباطؤ مؤشرات الاقتصاد العالمى، حالة من عدم اليقين حول السيطرة على فيروس كورونا.
ولامست مستويات الأسعار حتى تعاملات الخميس الماضى مستويات أقل من 30 دولارا، وهبت عند 26.5 دولار، فضلا عن أكبر هبوط أسبوعى منذ الأزمة المالية العالمية عام 2008.
وقال مجد الدين المنزلاوى رئيس لجنة الصناعة فى جمعية رجال الأعمال المصريين إن موجة الهبوط التى تشهدها أسعار النفط متأثرة بحالة الرد العنيف لأسواق المال العالمية على خلفية انتشار فيروس كورونا.
وأضاف أن زيادة مستويات الإنتاج من جانب كبار المنتجين تسببت فى دفع الأسعار للتراجع وتواكب معها الإجراءات الاحترازية المصاحبة لمواجهة تفشى فيروس كورونا الأمر الذى زاد وتيرة الهبوط.
وأوضح أنه من السابق لأوانه الحكم على تراجع أسعار الطاقة محليا، حيث إن الهبوط العالمى منذ فترة قصيرة، وبالتالى فإن هناك معادلة سعرية تطبقها وزارة البترول فى الوصول إلى الأسعار العادلة، تضع فى اعتبارها متوسط سعر الصرف والأسعار العالمية، بجانب عدد من المتغيرات فى النهاية تصل إلى المستويات العادلة للأسعار.
وأضاف أنه فى وقت الأزمات العالمية يظهر بريق الأمل فى تعزيز معدلات النمو من جانب قطاع الصناعة، نظرا لقدرته على تشغيل مفاصل الاقتصاد، وإحلال المنتجات المحلية محل المنتجات التى يتم استيرادها من الخارج.
وقال ماريو ميهرن رئيس إحدى الشركات العالمية أننا جميعاً بحاجة إلى تغيير الطريقة التى نفكر بها، حيث نحتاج إلى التكيف مع الظروف وإلى التطور، فى ظل الظروف الحالى التى يشهدها العالم بسبب فيروس كورونا. وأضاف أننا من الواضح نعيش أوقاتا عصيبة لا شىء مؤكدا فيها، ما يفرض علينا جميعاً متطلبات كبيرة، ففى أول شهرين من هذا العام، شهدنا بالفعل مستويات عالية من عدم اليقين فى الاقتصاد العالمى.
وأوضح أنه مع انتشار فيروس «كورونا»، تمت إضافة عامل آخر إلى الظروف القائمة، علاوة على ذلك، شهدت الأسواق العالمية مؤخراً انهياراً مفاجئاً فى أسعار النفط، حيث كانت الهبوط الأكثر حدة منذ 30 عاماً.
وأشار إلى أننا لدينا محفظة أعمال تنافسية فى مصر ومختلف دول العالم يشكل الغاز فيها حوالى 70 فى المئة منها، و30 فى المئة للنفط.
وأضاف أنه يتم حالياً تشغيل السلسلة الأولى من خط أنابيب الغاز الأوروبى «إيوجال» وكجزء من مشروع مشترك، فيما نجحنا فى تنفيذ أحد أكبر مشاريع البنية التحتية للطاقة فى الاتحاد الأوروبى. وأشار إلى أنه فى هذه الأوقات المضطربة، تحتاج الأمور لمسار استراتيجى، منها الانضباط المالى الصارم، والنمو المثمر الذى من شأنه تحقيق عوائد منافسة للمساهمين، ومحفظة أعمال تضمن تدفقا نقديا مستقرا. وأكد أن ظروف السوق صعبة، بدءا من عام 2019، حيث تراجعت أسعار الغاز الأوروبى بنسبة تصل إلى 40 فى المئة على أساس سنوى وسعر خام «برنت» كان أقل بمعدل 10 فى المئة عن العام الذى سبقه.
وأوضح أنه فى حالة افتراض أن الآثار السلبية لفيروس «كورونا» سيكون لها ثقل كبير على السوق العالمى خاصةً فى الربعين الأول والثانى من عام 2020.، فإن أسعار النفط والغاز ستستمر عند مستويات أدنى بكثير من أسعار العام الماضى. وأوضح أن التحول الرقمى مهم جدا فى أداء قطاع النفط فى ظل الأزمة الراهنة، كاشفا عن مساهمتها فى تعزيز مناخ العمل فى تلك الشركة العالمية بنحو 20 فى المئة من تكاليف التشغيل لدينا، والمساعدة على حماية الأشخاص والبيئة بشكل أفضل، إلى جانب أنها تمكننا من تكرار جميع العمليات وتحسينها رقمياً وتوفر ما يقرب من مليون يورو سنوياً.
رابط دائم: