فازت بأكبر لقب فى التاريخ .. «وزيرة اقتصاد المنزل» .. فقد أثبتت المرأة أنها أكثر تدبيرا من الرجل وتفوقه قدرة على إدارة شئون بيتها وأسرتها .. ولكنها رفضت القناعة بهذا الوسام، وقررت منافسة الجنس الآخر فى ميدان أكثر اتساعا وشمولا .. ولم تجد أفضل برهان على ذكائها وموهبتها من ملعب السياسة لتربح كأس «السيدة الرئيس» وتهدد «العرش المُذكَّر» .. وكان لقارة آسيا مُعجزاتها النسائية النادرة!.
لايمر أحد على قارة النمور الآسيوية دون أن يتوقف عند محطة «سنغافورة» ليسجل إعجابه بالرئيسة المسلمة ذات الأصول الهندية حليمة يعقوب .. تلك المرأة التى تحافظ على التزامها الدينى بالمواظبة على صلاة الفجر مع موظفيها ثم تستمع إلى مشاكل وشكاوى مواطنيها وتسارع بالاستجابة لحلها .. واستطاعت ابنة الطبقة الكادحة أن تشق طريقها نحو السياسة بعد أن تحملت عبء أسرتها مع أمها ولم يتجاوز عمرها ٨ أعوام وانطلقت تبيع وجبات الأرز المطهو على البخار والسمك خارج كلية سنغافورة التقنية السابقة، للحصول على قوت يومها .. وتسلحت بالطموح والعزيمة فالتحقت بمدرسة سنغافورة الصينية للبنات، وتدرجت حتى حصلت على بكالوريوس الحقوق عام ١٩٧٨ من جامعة سنغافورة الوطنية التى حصلت منها على ماجيستير القانون، وكرمتها الجامعة بإهدائها الدكتوراه الفخرية .. وقادها إصرارها ورغبتها فى العطاء وتحدى الصعاب إلى منصب رئاسة سنغافورة بالتزكية، فنجحت باقتدار فى رفع مستوى معيشة الأفراد، وأصبحت بلادها رابع أكبر مركز مالى فى العالم، وتراجع نسبة البطالة إلى ١ ٪ مما أدى إلى انخفاض معدلات الفساد حتى أصبحت سنغافورة فى المرتبة الثالثة لأقل دول العالم فسادا، وصولا إلى انجاز نحو ١٠ آلاف مشروع عملاق وشطب جميع الضرائب على المنتجات السنغافورية، وانتهاء بزيادة الدخل القومى بنسبة ٥ تريليونات دولار.
وفازت بعضوية نادى «سيدات آسيا» تساى إنج وين الرئيسة المنتخبة الأولى لتايوان منذ مايو ٢٠١٦، والمنحدرة من السكان الأصليين، وتنتمى إلى الحزب الديمقراطى التقدمى، المعروف بمواقفه الاستقلالية عن الصين وبناء الدولة الحرة .. ونجحت وين ابنة «ميكانيكى السيارات» الثرى العصامى، فى نيل درجة الدكتوراة من كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية، ومن خلال حملتها الرئاسية تقربت من الطبقات الشعبية، وظهرت في العديد من المناسبات العامة، واتخذت من رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارجريت تاتشر، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل مثلا وقدوة.
أما نيبال، فكان من نصيبها بيدهيا ديفى بهاندارى التى صارت أول امرأة فى تاريخ البلاد تجلس على مقعد الرئاسة ولفترة ثانية فى دلالة واضحة وعملية على حسن سياستها ورؤيتها الثاقبة، حيث بدأت حياتها السياسية كناشطة فى اتحاد الشباب عندما بلغت ١٧ عاما، ثم أصبحت عضوًا بالحزب الشيوعى النيبالى، ومن خلال مشروعها كزعيمة شيوعية قديمة ناضلت من أجل حقوق المرأة، ومن ثم تحولت بهاندارى إلى معبودة الجماهير فى نيبال قولا وفعلا!. ولرئيسة وزراء بنجلاديش الشيخة حسينة واجد نصيب فى الاحتفال لما أثبتته «أميرة الانتقام» من براعة فائقة فى التغلب على خصومها من التيار الإسلامى فى الكثير من المعارك والجولات السياسية .. فقد حُرمت حسينة من أسرتها بالكامل ولم يبق سواها وأختها الصغرى، وظلت تتنقل بين الهند وبريطانيا، إلى أن تم انتخابها كرئيسة لحزب «رابطة عوامى»، وعادت إلى بنجلاديش عام ١٩٨١ لتثأر لعائلتها، فانتزعت أحكاما بالإعدام لعشرات من المتورطين فى تنفيذ عملية اغتيال أسرتها، ثم تفرغت لتصفية المتطرفين بزعامة عدوتها اللدودة خالدة ضياء .. وبدأ حظر إنشاء الأحزاب على أى أسس دينية، وبإحكام قبضتها على السلطة تمكنت من البقاء حتى الآن، ونالت جائزة «أنديرا غاندى»، بعد أن احتلت المركز الـ ٥٩ ضمن قائمة «فوربس» لأقوى ١٠٠ امرأة في العالم، ومنحها مجلس السلام فى الهند جائزة الأم تيريزا عام ١٩٩٨، علاوة على فوزها بجائزة اليونيسكو للسلام لالتزامها بتمكين المرأة وتعليم الفتيات.
رابط دائم: