امتد التأثير السلبى لانتشار فيروس كورونا إلى قطاع النشر الذى حذر خبراء من خسائر سيتكبدها الناشرون حول العالم خاصة فى العالم العربى، بسبب إلغاء وتأجيل عدد من المعارض العربية والدولية فى ظل عدم إمكانية تنظيم أى معارض محلية بديلة لتجنب التجمعات وفقا للإجراءات الوقائية المعمول بها فى معظم دول العالم حاليا.
قال محمد رشاد، رئيس اتحاد الناشرين العرب فى تصريح خاص لـ «الأهرام» إن قطاع النشر فى العالم العربى تأثر بشدة بانتشار فيروس كورونا المستجد، مشيرا إلى أنه فى الفترة من 9 مارس وحتى 21 أبريل تم إلغاء و تأجيل 7 معارض عربية ( معرض أبوظبى الدولى للكتاب ــ معرض الرياض الدولى للكتاب- معرض بغداد الدولى للكتاب ـ معرض أربيل الدولى للكتاب ـ معرض البحرين الدولى للكتاب- معرض تونس ـ معرض الشارقة لكتب الأطفال) بالإضافة إلى معرضى لندن وباريس الدوليين، مضيفا أن ذلك يمكنه أن يؤدى إلى خسائر فى المبيعات بنسبة تصل بـ 25% لقطاع النشر بالعالم العربى بسبب عدم وجود وسائل للناشرين لتصريف إنتاجهم وكذلك عدم وجود منافذ لتوزيع الكتب بكثير من الدول العربية.
وأوضح رئيس «الناشرين العرب» أن الاتحاد يجرى مشاورات حاليا مع الاتحادات المحلية لبحث دعمها بتطوير استراتيجيات بديلة مثل تنظيم معارض كتب محلية خلال فترة الصيف. وأكد ضرورة دعم الدولة قطاع النشر والثقافة عبر التوسع فى إنشاء المكتبات العامة وتخصيص ميزانية جيدة لشراء الكتب فى المكتبات المدرسية والجامعية، معرباً عن أسفه لكون صناعة النشر صناعة ضعيفة تحتاج بشدة لدعم الدولة لأنها أول قطاع يتأثر فى ظل الأزمات.
من جانبه قدرسعيد عبده، رئيس اتحاد الناشرين المصريين خسائر قطاع النشر عربيا بنحو 4 ملايين دولار إذا استمر الوضع الحالي، محذرا من خطورة عدم تعاون الدولة مع قطاع النشر فى احتواء الخسائر ، مضيفا «قطاع النشر فى أزمة .ليس فقط بسبب إلغاء وتأجيل بعض المعارض العربية والدولية بل لعدم إمكانية تنظيم معارض محلية بديلة تنفيذا للقرارات الرسمية بالحد من التجمعات، لذا لم يعد أمامنا سوى توفير منافذ دائمة للناشرين لعرض وبيع كتبهم، ودعم الدولة مطلوب».
وأوضح عبده أنه سبق أن تقدم لوزارة الثقافة منذ 6 أشهر بمشروع شارع المكتبات الذى يمكنه أن يضم 400 مكتبة فى كل محافظة، معتبرا أن ذلك هو الحل الأفضل والأقل تكلفة للناشرين عوضا عن منافذ البيع الاستثمارية ذات التكلفة المرتفعة، لافتا إلى أنه لم يتلق حتى اليوم من الوزارة أى رد على اقتراحه ، بينما بادر د. أشرف زكى، رئيس أكاديمية الفنون بإبداء استعداده لاستضافة المكتبات ضمن مشروع تطوير سور أكاديمية الفنون. وأكد رئيس اتحاد الناشرين المصريين أن الاتحاد وجه دعوة للمحافظين لتخصيص مكان مماثل فى كل محافظة، وأنه سيقوم بجولة خلال الفترة المقبلة للقاء عدد من المحافظين لعرض تصور للمشروع عليهم.
وعالميا؛ تسبب «كورونا» بتأجيل معرض مدريد الدولى للكتاب، الذى كان مقرراً انعقاده فى 29 مايو إلى 2 أكتوبر القادمين، كما تم إلغاء معرضى باريس ولندن الدوليين للكتاب بسبب إعلان عدد من تكتلات الناشرين وكبار الناشرين عدم رغبتهم فى المخاطرة بالمشاركة فى ظل الظروف الحالية. وللسبب نفسه تم إلغاء معرض بولونيا الدولى لكتب الأطفال، ومعرض لايبزيج للكتاب الذى يعد وجهة رئيسية للقارئ الألمانى .
وبعيدا عن معارض الكتب تأثرت صناعة النشر العالمية بسبب إغلاق مصانع الطباعة الموجودة بالصين التابعة لتكتلات نشر عالمية كبرى، حيث أعربت دار «بنجوين وراندوم هاوس» عن أسفها لتراجع الإنتاج وتأخير نزول بعض كتبها بالأسواق نتيجة لتراجع مطابعها بالصين، الأمر نفسه أعلنته شركة «سيمون اند شوستر» التى أعلنت قيامها بتعديل تواريخ نشر بعض العناوين التى كان مقررا إصدارها بالصيف والخريف المقبلين. ويبدو أن المشكلة لا تقتصر على تأخير الطباعة فقط بل تتضمن أيضا شحن الكتب إلى الولايات المتحدة من الصين والذى بات مهمة صعبة أخرى بحسب ما أكده راى أمبريانو، المدير بشركة «ميدوز وى» وهى شركة لوجستية دولية متخصصة فى صناعة النشر، مشيرا إلى أن حركة الشحن من الصين إلى أمريكا أصبحت خفيفة منذ أوائل فبراير ، وإن الناشرين قلقون بسبب إلغاء بعض الرحلات ، وعدم العثور على وسائل نقل موثوقة. يأتى ذلك وسط اتجاهات بالبحث فى أمريكا الشمالية عن سوق بديلة لطباعة وشحن الكتب بدلا من الصين.
رابط دائم: