لم تدع مصر بابا إلا وطرقته، ولم تترك طريقا إلا وسلكته من أجل التوصل إلى اتفاق شامل وعادل يحفظ للدول الثلاث (مصر وإثيوبيا والسودان) حقوقها التاريخية فى مياه نهر النيل، فواظبت على حضور الاجتماعات الدورية والطارئة لمناقشة نقاط الخلاف وتبادل الروئ ووجهات النظر بشأنها، ثم بادرت بطلب الوساطة الدولية لتسوية الخلاف وإنجاح المفاوضات طبقا لما ورد باتفاقية المبادئ .. وأخيرا إطلاع الملوك والرؤساء وسفراء الدول والمجلس الأوروبى والمفوضية الأوروبية على التطورات المتعلقة بمسار مفاوضات سد النهضة، ومطالبة المجتمع الدولى بحث إثيوبيا على توقيع اتفاق ملء وتشغيل السد حفاظا على الأمن والاستقرار فى منطقة القرن الإفريقى!! وفى هذا المقام أرجو أن تدرك إثيوبيا ومن وراءها أن كل ما تقدم عليه مصر من خطوات وإجراءات وما يصدر عنها من تصريحات ومناشدات فى هذا الشأن ليس مرجعه حكمتها البالغة ورؤيتها الثاقبة ودورها الريادى فى المنطقة فحسب بل عن حرصها الدائم وسعيها الدءوب للحفاظ على أمن واستقرار القارة الإفريقية من خلال التوصل إلى الاتفاق المأمول الذى من شأنه نزع فتيل الأزمة وإسدال الستار على النقاط العالقة، وإدراك خط نهاية المسار بنجاح ووفقا للمخطط والمنشود.
هدى هانى
ليسانس آداب ــ جامعة القاهرة
رابط دائم: