رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

بنت الشاطئ.. «أيقونة» التحدى والانتصار

نجلاء محفوظ

فى مارس من كل عام يحتفى العالم بالمرأة، ولا توجد حواء أكثر تمثيلا لتحدى العقبات والتقاليد الظالمة للمرأة من بنت الشاطئ، فبينما ينحنى البعض أمام قسوة الظروف يرفض أخرون الانحناء «ويصنعون» لأنفسهم وللحياة قصصا رائعة من الصمود وتحقيق الذات وقهر الصعاب؛ ولو بعد حين.

تتصدر هؤلاء الدكتورة عائشة عبدالرحمن «بنت الشاطئ» التى «غزلت» من أعوام عمرها خيوط المثابرة والصبر وعشق الانتصارت، وأثمرت ثمارا أنارت عمرها وحياة الكثيرين.

ولدت فى 6 نوفمبرعام 1912بدمياط وتوفيت 1ديسمبر 1998. كان والدها عالما بالأزهر، حفظت القرآن الكريم بالكتاب ورغبت بالذهاب للمدرسة فرفض والدها خضوعا للتقاليد السائدة آنذاك، فأصرت وناضلت حتى أقنعته بالتعليم بالمنزل وتفوقت وفازت بالمركز الأول بمصر فى شهادة الكفاءة بالمعلمات عام 1929 ثم حاربت للالتحاق بالجامعة.

بدأت النشر بالصحافة وهى ابنة الـ18، وفى العشرين كتبت فى الأهرام مقالا أسبوعيا ونشرت به آخر مقال قبل وفاتها. كانت ثانى سيدة تكتب بالأهرام وبالصحافة المصرية بعد اللبنانية مى زيادة، وأول سيدة تدرس بالأزهر..اختارت لقب بنت الشاطئ تجنبا لمضايقة والدها إذا وقعت باسمها؛ لعدم ترحيبه بعملها، وكان اللقب لاعتزازها بحياتها الأولى فى شواطئ دمياط.

تنوعت مجالات عطائها؛ فكانت أديبة وناقدة أدبية وأستاذة جامعية ومحققة للتراث بدقة واحترافية. عملت فى جامعات بمصر والعالم العربى وحصلت على جوائز عديدة محلية وعربية. قدمت 40 كتابا فى الأدب والتاريخ والدراسات الإسلامية؛ وغردت خارج السرب؛ فكتبت عن أبى العلاء المعرى والخنساء، وقدمت كتابا فريدا عن السيدة زينب بنت على بن أبى طالب اسمه «بطلة كربلاء» وأهدت القراء تفاصيل ما حدث للسيدة زينب بعد مقتل الحسين فى كربلاء وتعرضها للأسر فى أسلوب أخاذ ومعلومات مكثفة، وكتبت موسوعة تراجم سيدات بيت النبوة الذى يعد مرجعا مهما وترجم إلى لغات كثيرة.

خاضت معارك مع العقاد ورفضت ما كتبه ورأته انتقاصا من شأن المرأة ودافعت بقوة عنها، ولم تخف من مكانة العقاد وأكدت حق المرأة فى تبوؤ المناصب ورفض الاستهانة بها. تحلت بالقوة النفسية وانتصرت على وجع حرمانها من التعليم وهى صغيرة،

انتصرت لحقوق المرأة، دون معاداة الرجال، وتمتعت بالاعتزاز بهويتها وبالاحتفاظ بما تعلمته فى صباها الباكر من علوم الدين والتمكن من اللغة وأضافت إليها التعليم الحديث وتعلم اللغة الإنجليزية ولم تنسلخ عن جذورها أبدا.

تميزت بالقوة فى الدفاع عما تراه حقا؛ ولو كان بمواجهة طه حسين الذى أشرف على رسالتها للدكتوراة، وكانت تفيض بالرومانسية والعذوبة وهى تتكلم عن زوجها د.أمين الخولى الذى التقت به للمرة الأولى وكان أستاذها بالجامعة واعتبرت ذلك اليوم ميلادها الجديد.. كان الخولى أستاذا بكلية الآداب؛ وكان فى الحادية والأربعين وهى فى الثالثة والعشرين من عمرها. وكان له صالون فكرى وأدبى يقصده المثقفون وأعلنت دائما اعتزازها به وبأنها منذ رأته ايقنت انهما خلقا ليتزوجا وليكملا حياتهما معا برأى واحد وتوافق مشاعر. تعرضت لمحن قاسية؛ وفاة الزوج ووفاة ابن وابنة وهجرة ابنتها الثالثة وتفرغت للعلم حتى آخر يوم بحياتها. تناولت فى سيرتها الذاتية «على الجسر.. بين الحياة والموت» بدايات رحلتها بالحياة ثم بعض القصائد العذبة بعد وفاة زوجها وجسدت قصة حب فريدة جمعت بين اتحاد العقل والقلب والفكر والوجدان..حكت عن أول لقاء بزوجها «وددت لو توقف الزمن ليظل الأستاذ يتكلم وانا اصغى واتعلم»، وتحدثت عن ارتباطها به نفسيا وعقليا وعاطفيا منذ ذلك اليوم، وقالت إن ما تبقى من عمرها مجرد جسر تعبر فوقه لتصل إليه.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق