أنسنة الذهنية

مصطلح (أنسنة الذهنية) أصبح مرتكزاً يتكئ عليه علماء النفس فى محاولاتهم الحثيثة لبناء الإنسان فى زمنٍ تحفه مخاضات التغيرات السريعة والمتلاحقة والتى لم تعد تعترف بفواصل زمنية أو مكانية، فالمصطلح ينضوى على معنى عميق وثرى كوسيلة لخلق إنسان جديد يستطيع أن يصمد فى مواجهة أزمات وظواهر تمس الوجود الإنسانى، حاضره ومستقبله بما يجعله قادراً على معايشة ومسايرة التحديات التى أفرزتها هذه التغيرات لسد ثغراتها وتجاوز عثراتها من خلال صياغة تُشكل رواسخ إنسان جديد يمتلك حصافة فهم فلسفة الحياة بكل تضاريسها، وتكسبه المرونة الشديدة وسرعة التكيف معها، وتُنقذه من الوقوع فى المخاطر كضمانٍ أكيد لوجوده الحضارى وذلك بالوقوف على أبعاد طبيعة الإنسان كوحدة متكاملة شديدة التعقيد لتوظيفها بما يكفل بناء الإنسانية الذى يصل بنا إلى اتزان مجتمعى يُعزز الجوامع المشتركة لها والتى هى مناط تعزيز نظرتنا الثرية إلى كل الأمور، بحيث تحفظ لكل فرد مؤهلات التعايش المشترك ليعيش أفراد المجتمع جنباً إلى جنب فى حالة تفاعلية إيجابية بإعلاء قواعد فياضة من الاحترام والتفاهم المتبادل للوصول إلى وئام مجتمعى يصل بنا إلى التطور والتقدم فى كل مجالات الحياة، فنهوض أى مجتمع يكون دائماً مشروطاً بمدى تغير قواعد تفكيره، فنضع قدمنا على المسار السليم والصحيح ونتجاوز جميع الأزمات بوعى وإدراك، فنُصبح قادرين على تطوير المجتمع بالفكر الريادى والأسلوب الحضارى لتحل محل الصور النمطية التقليدية، أى نقل المجتمع إلى حالة من الفكر المتجدد الزاهر لمواصلة التقدم ومواصلة تنمية المجتمع فيأخذ مجتمعنا شكلاً جديداً باهرا .

عبد الحـى الحـلاوى