يتردد على أسماعنا فى الآونة الأخيرة كثيرا مصطلح «الحجر الصحي» منذ أن ظهر فيروس «كورونا» فى ديسمبر الماضى فى الصين وبعد أن ازداد الخطر من انتشاره السريع بعد ظهوره فى معظم دول العالم, لكن الكثير منا لا يعلم ما هو الحجر الصحى وكيف يتم وماذا يجرى به ومتى ينتهى، أو أنه بدأ فى إيطاليا.
«الحجر» لغويا يعنى العزل أو الفصل, أى عزل الشخص المصاب أو المشتبه فى أنه يحمل مرضا معديا, عن الأشخاص غير المصابين تجنبا لانتشار المرض. وتختلف مدة الحجر الصحى على حسب نوع المرض أو الفيروس ,وتنتهى مدة الحجر بانتهاء مدة حضانة الفيروس وعادة ما تكون 40 يوما كحد أقصى.وفى حالة فيروس كورونا مدة الحجر هى 14 يوم. خلال فترة الحجر الصحى يخضع المريض لمجموعة من وسائل العناية الطبية الفائقة من قبل فريق طبى متخصص فى علاج الأوبئة والسيطرة عليها. ومصطلح «الحجر» مشتق من كلمة فرنسية هى quarantaine , وتعنى رقم 40 وهى مدة الحجر الصحى التى يتم فيها الكشف عن المرض أو الفيروس والقضاء عليه أو علاجه . وممارسة الحجر الصحى ليست مستحدثة مع ظهور فيروس كورونا فى ديسمبر الماضى .
لكن الحجر الصحى تاريخي, حيث بدأ مع ظهور الطاعون فى القرن الرابع عشر مرورا بالكوليرا والسل والتيفوئيد، وفى العصر الحديث أنفلونزا الطيوروانفلونزا الخنازير والجمرة الخبيثة وسارس وإيبولا وأخيرا كورونا. نشرت شبكة «سى إن إن» الأمريكية تقريرا يوثق تاريخ الحجر الصحى فى دول العالم , حيث بدأ فى القرن الـ14 منذ ظهور وباء الطاعون فى إيطاليا عام 1347 , وكانت السلطات الإيطالية أول من استحدث إجراء الحجر كإجراء وقائى رسمى تمثل فى إغلاق الموانى وإبقاء المسافرين قيد العزل لمدة 40 يوما للتأكد من خلوهم من المرض. واستمرت السلطات الإيطالية فى ممارسة الحجر الصحى حتى انتهاء الوباء عام 1352.وفى القرن الـ18 شيدت السلطات الأمريكية محطة للحجر الصحى فى مدينة فلاديلفيا بعد انتشار وباء الحمى الصفراء عام 1793. وخلال الحرب العالمية الأولى خضع الجنود الأمريكيين للحجر الصحى.
رابط دائم: