رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

بلومبرج: خلافات أردوغان والاتحاد الأوروبى حول اللاجئين «مجرد مسرحية»..
الرئيس التركى يهدد بإبقاء حدود بلاده مفتوحة حتى تنفذ بروكسل ثلاثة شروط

واشنطن ــ أنقرة ــ وكالات الأنباء
> طفل يحتمى بوالده من الأمطار على الحدود التركية ــ اليونانية

فى الوقت الذى هددت فيه تركيا بإبقاء الحدود مفتوحة أمام اللاجئين للضغط على الاتحاد الأوروبي، أكد بوبى جوش المحلل السياسى الأمريكى فى مقال بوكالة بلومبرج الإخبارية الأمريكية أن الخلاف الدائر حاليا بين الرئيس التركى رجب طيب أردوغان ودول الاتحاد الأوروبى بشأن أزمة اللاجئين والمهاجرين غير الشرعيين فى تركيا ليس أكثر من مسرحية من نوع «كابوكي» الياباني، حيث يعرف كل أطرافها نهايتها لكنهم يؤخرونها.

وأشار جوش إلى أن الفصل الأول من هذه المسرحية شهد لقاء غير ناجح بين أردوغان والاتحاد الأوروبى بشأن مصير ملايين اللاجئين فى تركيا، حيث عرض كل جانب موقفه وأعرب عن استيائه من الجانب الآخر.

وأضاف أنه كما كان متوقعا، تحدث أردوغان إلى شعبه، بعد عودته من بروكسل، عن الأوروبيين الذين يتهربون من القيام بمسئولياتهم تجاه هذه المأساة الإنسانية لملايين اللاجئين. وفى المقابل، لا بد أن يتحدث القادة الأوروبيون عن أردوغان الذى يستخدم هذه الأزمة الإنسانية لكى يبتز القارة الأوروبية.

ولما كان كلا الجانبين يعرف أن هذا الكلام الحماسى لن يؤدى إلى شيء، يرتفع الستار عن الفصل الثانى من المسرحية، حيث يتحرك الطرفان نحو الوصول إلى حل. وقد ألمحت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى رغبتها فى الوصول إلى حل، وسوف يحذو قادة أوروبا الآخرون حذوها. وسيكون من مصلحة الجميع، بحسب المحلل الأمريكي، التحرك بسرعة نحو الفصل الثالث من المسرحية الذى يشهد النهاية السعيدة للأزمة، حيث يتعهد الأوروبيون بتوفير المزيد من الموارد لتركيا، وسيوافق أردوغان على مضض وبعد استخدام بعض الشعارات الانتخابية على بقاء اللاجئين فى بلاده. وإذا كانت هذه هى النهاية الحتمية للمسرحية، فإنه كلما تم الوصول إليها أسرع، كان ذلك أفضل.

وأوضح جوش أن منح أردوغان الثمن الذى يسعى إليه من وراء استخدامه لورقة اللاجئين بسرعة، يعنى تخليص هؤلاء اللاجئين الذين يواجهون بالفعل صعوبات لا يمكن تخيلها، من الشعور بالإهانة لاستخدامهم كأدوات فى هذه المهزلة القبيحة. فنقلهم إلى الحدود التركية الأوروبية على أمل دخولهم إلى قارة أوروبا، ثم إعادتهم من هناك بقنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطى هو بالتأكيد شكل من أشكال انتهاكات حقوق الإنسان.

وقال إن أردوغان فى حاجة ماسة إلى نصر سياسي، والأوروبيون فى حاجة ملحة للإبقاء على اللاجئين بعيدا عن حدودهم. لذلك يمكن للأوروبيين أن يشحذوا أسنانهم كيفما شاءوا، لكنهم فى النهاية سيرسلون المساعدات التى يريدها الرئيس التركي، وهذه هى النهاية شبه المؤكدة للمسرحية التركية الأوروبية، أما تصور نهاية مختلفة، فإنه يحتاج إلى حبكة مغايرة لجوهر مسرح كابوكى وقدر كبير من الخيال لا يتوافر لدى المشاركين فى هذه المسرحية.

جاء ذلك فى الوقت الذى هدد فيه الرئيس التركى بإبقاء حدود بلاده مفتوحة أمام المهاجرين واللاجئين الساعين للوصول إلى أوروبا، إلى أن يلبى الاتحاد الأوروبى كل مطالبه.

وقال أردوغان فى خطاب تليفزيوني: «سنواصل الإجراءات القائمة على الحدود إلى أن تتم تلبية كافة توقعات تركيا، ومنها حرية التنقل ... وتحديث الاتحاد الجمركى والمساعدة المالية، بشكل ملموس». وفى الوقت نفسه، شن أردوغان هجوما على اليونان، قائلا إنه «لا فرق بين ما فعله النازيون وتلك الصور من الحدود اليونانية». لكنه كرر أن تركيا تأمل فى التوصل لاتفاق جديد مع بروكسل قبل قمة قادة الاتحاد الأوروبى فى 26 مارس الحالي.

ويحاول عشرات الآلاف من المهاجرين دخول اليونان، العضو فى الاتحاد الأوروبي، بعد إعلان تركيا فى 28 فبراير الماضى إنها لن تبقيهم بعد الآن على أراضيها كما يقضى الاتفاق الذى أبرمته مع بروكسل مقابل الحصول على مساعدة من الاتحاد الأوروبى من أجل اللاجئين.

من جهة أخري، علق أردوغان على تقرير بثته قناة روسية، يُظهر «إهانة» موسكو له، وللوفد المرافق له من خلال جعله ينتظر الرئيس الروسى فلاديمير بوتين فى أروقة الكرملين، بدلا من العكس حيث قال إن «العلاقات التركية الروسية لا يمكن التضحية بها بسبب تلاعبات إعلامية»، معتبرًا أن ما حدث «غير متعمد».

وأضاف أن «فى وسائل الإعلام فى أى بلد قد توجد مثل هذه النماذج النادرة للأسف. ولكن العلاقات التركية الروسية لا يمكن التضحية بها فى سبيل تكهنات إعلامية. لقد تحدث أصدقاؤنا مع نظرائهم الروس فى هذا الموضوع. وأكدوا لهم أنه لا قصد أو تعمد فيما حدث، وأنهم أيضًا منزعجون لحدوث ذلك بشكل كبير».

وتظهر اللقطات التى بثتها قناة روسية ترجل أردوغان من المصعد قبل بلوغ الصالة التى سيلتقى بها نظيره الروسى بوتين من ثم سار لمدة دقيقتين فى أروقة القصر الطويلة التى احتوت لوحات الرؤساء الروس الذين حارب غالبيتهم الدولة العثمانية والمعلقة بأروقة الكرملين.

ولم تنتهِ الإهانة عند ذلك، حيث ترك أردوغان لينتظر، بينما يظهر على تصرفات ووجوه أفراد الوفد المرافق له اللحظات المزعجة التى مروا بها، حيث قام البعض منهم بالنظر إلى الساعة بينما أقدم البعض الآخر على تفقد جدران الرواق.

على صعيد آخر، عقد حزب «الديمقراطية والتقدم» اجتماعه الأول، حيث تم اختيار على باباجان رئيسا للحزب، بإجماع أصوات الأعضاء فى المجلس التأسيسى للحزب الذى ضم وزراء سابقين ونواب حاليين وشخصيات عسكرية.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق