هييييييه .. صيحة يطلقها عشرات الأطفال لكنها تخرج وكأنها من حنجرة طفل واحد. لا تعرف كيف اتفقوا عليها لتخرج منظمة ومبهجة بهذا الشكل.
ربما كانت الإشارة التي اتفق عليها الجميع ضمنا .. اللحظة التي يقوم فيها حارس المدرسة بفتح ذلك الباب الحديدي الضخم. ثم ينهال منه نهر من الصغار ينتشرون في الشوارع المحيطة بالمدرسة يوزعون البهجة في شكل لعب و جري و صيحات و ضحكات هنا وهناك.. والسعيد هو من كانت أمه تقف في انتظاره ليغرق في حضنها في سعادة غامرة بمجرد رؤيتها.
تدخل الأيادي الصغيرة في الجيوب لتستخرج الكنز المدفون بحرص فيها.. ذلك المصروف الذي ترفض الأم والمعلمة وربما ناظر المدرسة أيضا إضاعته علي الحلوي المضرة بالصحة..و في لحظات تصبح أحلامه حقيقة. في هذا الوقت يمكنك أن تشاهد أجمل ماتش كرة قدم بين الصغار الذين استعدوا لهذه اللحظة بكرة مخبأة في حقيبة أحدهم. تخرج الكرة فيشمر كل منهم عن ساقيه و يضع أحدهم حجرين ليصبحا رمزا للمرمي… وتنطلق المباراة. مشاهد صغيرة في تفاصيل يوم طويل لكنها تبقي طول العمر ذكري لا تنسي.. تتجدد مع مشهد «المرواح» كما يطلق عليه الصغار.
رابط دائم: