رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

وجه فى الأنباء..
زوجة وزير الخزانة البريطانى.. النموذج المثالى للتقشف

دينا عمارة

هناك اعتقاد سائد بأن معظم أبناء الأثرياء يعيشون حياة مرفهة ومدللة، لا يتمنون شيئا إلا وكان بين أيديهم، منازلهم عبارة عن قصور فخمة تقبع أسفلها جراجات مليئة بأحدث وأغلى أنواع السيارات، يجوبون العالم بطائراتهم الخاصة ليتناولوا فطورهم فى بلد وعشاءهم فى بلد آخر. لا يعرفون للتقشف سبيلا وآخر ما يؤرقهم كيفية جني الأموال ماداموا قادرين على إنفاقها، ربما ينطبق هذا الاعتقاد على معظم أبناء الأثرياء، لكنه بالتأكيد لا ينطبق على «أكشاتا مورثي» ابنة الملياردير الهندي «نارايانا مورثي» سادس أغني رجل أعمال فى الهند، والتى أصبحت بين ليلة وضحاها حديث معظم وسائل الإعلام بعد تولي زوجها «ريشي سوناك» السياسي من أصل هندي منصب وزير الخزانة البريطاني، خلفا للباكستاني ساجد جاويد الذي استقال مؤخرا من منصبه.

للوهلة الأولي وبالنظر إلى خلفية عائلتها الثرية قد يعتقد البعض أن «أكشاتا مورثي» (40 عاما) اعتادت على كل شىء ماعدا حياة التقشف، فوالدها يعد واحدا من أباطرة رجال تكنولوجيا المعلومات فى الهند، ويطلق عليه «الأب الروحي» للصناعة بامتلاكه ثاني أكبر شركة فى هذا المجال وتقدر ثروته بنحو 2.4 مليار دولار، وهو المصنف في عام 2012 من قبل مجلة «فورتشن» كواحد من أنجح 12 شخصا من رواد الأعمال في العالم، لذلك من الطبيعي أن يخشي البعض من التأثير الخفي لابنة الملياردير «المدللة» على زوجها السياسي الشاب ريشي سوناك (39 عاما) الذي سيتعين عليه تنفيذ المهمة الأكثر إلحاحا فى الوقت الحالي، ألا وهي إصدار موازنة عام 2020. غير أن المتتبع لقصة صعود هذه السيدة «الخجولة» سيجد أن والدها قد عمد إلى غرس قيم التواضع والاعتماد على النفس فيها، حتى تستطيع شق طريقها بمفردها ودون مساعدة من أحد. فهو يؤمن كثيرا بأن «الأموال المطلقة مفسدة تماما مثل السلطة المطلقة»، لذلك اهتم كثيرا بأن تحصل ابنته على تعليم جيد. ففي مدينة بنجالور الهندية، حيث ولدت «أكشاتا مورثي» وتربت مع جديها، بينما كان والداها يعملان على مدى الساعة لإطلاق شركة التكنولوجيا الناشئة، التحقت هناك بمدرسة بالدوين الثانوية للبنات، وبعد انهاء دراستها حصلت على ماجستير في إدارة الأعمال من جامعة ستانفورد بولاية كاليفورنيا، وهناك التقت «ريشي سوناك» الذي جمعت بينهما علاقة حب قوية. وفي عام 2009 وفى حفل هندوسي بسيط بمسقط رأس أكشاتا، أقيم الزفاف الذي حضره رجال أعمال هنود بارزون وعدد من لاعبي الكريكيت المشهورين، وأثمر هذا الزواج الناجح عن ابنتين، هما كريشنا وأنوشكا.

ورغم النجاح الذي حققته فى مجال عملها وإجادتها التحدث باللغتين الفرنسية والإنجليزية بجانب اللغة الهندية، تبدو «أكشاتا مورثي» سيدة هندية عادية، لم تنجذب يوما للأضواء بل كانت دائما تتجنبها، أما عن امتلاك والدها شركاته التكنولوجية الضخمة، فلم يؤثر ذلك مطلقا على شغفها بالعمل فى مجال الأزياء وتأسيس شركتها الخاصة بها. ومن المعروف عنها أنها لم تتفاخر يوما بثروتها الطائلة مثل ابناء الأثرياء الآخرين الذين يملأون صفحات التواصل الاجتماعي ضجيجا بارتدائهم أشهر الماركات العالمية، بل بالعكس تبدو ملابسها غاية فى البساطة، والفضل فى ذلك يعود إلى والدها الذي كان حريصا على إعطائها بعض الدروس الحياتية، ومنها على سبيل المثال ما ذكره الأب فى كتاب بعنوان «رسائل من الآباء والأمهات البارزين لبناتهم» والذي نشر عام 2013، حيث يتذكر الملياردير الهندى فى منتصف الثمانينيات عندما تم اختيار ابنته أكشاتا المشاركة في مسرحية مدرسية، وكانت تحتاج إلى فستان جديد، وقتها كان الأب قد أطلق لتوه شركته الكبرى برأسمال مبدئي قدره 250 دولارا فقط، ولم يكن لديه أي أموال للإنفاق على السلع غير الأساسية، لم يرضخ الأب لإلحاح ابنته الصغيرة ورغبتها فى الحصول على الفستان الجديد، بل قال فى حزم «للأسف لن نتمكن من شرائه لك وسيتعين عليك التخلي عن دورك فى المسرحية»!. ورغم قسوة الموقف بالنسبة للطفلة الصغيرة، إلا أنها بالتأكيد قد تعلمت شيئا مهما وقتها جعل ابنة الملياردير الهندي بعد ذلك النموذج المثالي للتقشف.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق