تعود الشعب المصرى بطبيعته فعل الخير ومن هذا الخير منذ القدم ما كان يسمى السبيل مثل سبيل أم عباس وهو مشهور بحى الخليفة، وبناؤه أثرى وبإحدى نوافذه صنابير المياه التى كان يشرب منها عابر السبيل فيروى ظمأه، وتوارث المصريون الأسبلة جيلا بعد جيل، منهم من كان يضع الزير خارج منزله وعليه الغطاء والكوز وتستمر ملاحظة الماء حيث يزاد كلما نقص، ومنهم من كان يضع مجموعة من القلل المنتشرة فى ذلك الوقت بدلا من الزير حتى لا يمر عابر سبيل يشكو العطش إلا ويجد ضالته.
ومع تطور الأزمنة أصبح إقامة السبيل أمام بعض المنازل أو المحال عبارة عن صندوق معدنى ومعلق به صنابير الماء المتصلة بمواسير المياه الخاصة بالمنزل أو المحل ثم تغير الوضع إلى براد مياه فى المحال الكبيرة وأماكن التجمعات مثل دور العبادة والمدارس والشركات وغيرها ووسيلة الشرب كوب واحد أو كوز معلق بهذه الوسائل وبذلك يشرب كل عابرى السبيل باستخدام الكوب نفسه الذى استخدمه سابقه ولا يدرى إن كان من سبقه مصابا بأى مرض يمكن أن ينتقل مكروبه إليه فينتشر هذا الميكروب إلى جميع من ارتوى عطشهم وشربوا من الكوب نفسه وسيلة الانتقال خاصة الفيروس السريع الانتشار.
وأهيب بشركات بيع المياه المعبأة إعادة النظر فى سعر زجاجة الماء حتى يكون سعرها فى متناول الجميع وايقاف استخدام المبردات المنتشرة فى أماكن التجمعات حيث المدارس والشركات ودور العبادة، وأود أن أوضح أن هذه المياه هى ماء معبأ وليست مياها معدنية كما يظن الكثير وبذلك نحد من انتشار الأمراض التى يمكن أن تنتقل من شرب المياه التى يكون قد زارها أحد المرضى أو حامل الميكروب وهذا لا يعنى أن فى مصر «فيروس» منتشرا حيث تقوم السلطات الصحية بجميع وسائلها منع أى عدوى واردة .. إن الوقاية خير من العلاج.
د. محمد عمرو حسين
رابط دائم: