-
لجنة الزراعة بالبرلمان: القانون الجديد خطوة للحد من المبيدات الكيمياوية لإنتاج غذاء صحى
-
معهد بحوث البساتين: التجارب الأخيرة تتجه لإدخال كائنات حية دقيقة لتقليل الكيمياويات بمعدل 30%
-
د.عمرو عبد الجواد: السماد البلدى ينقل الأمراض إلى النباتات.. ولابد من استخدام تقنية «الكمبوست» فى الزراعة
ربما لا يعرف الكثيرون المعنى الحقيقى لـ«الزراعات الحيوية« التى يتم فيها استخدام كائنات حية دقيقة فى كل مراحل الزراعة، هذا بالإضافة إلى استخدام الأسمدة البيولوجية المستمدة بشكل كبير من النفايات الحيوانية والنباتية.. وتتميز هذه الزراعات باستخدامها ضوابط الآفات القائمة على أساس بيئى ولها العديد من الفوائد والمميزات التى تسهم فى زيادة الصادرات والمحافظة على الصحة العامة.. ورغم أنها تتمتع بالأمان المطلق إلا أن أسعار منتجاتها ليست فى متناول يد الجميع.
ولأهميتها وافق مجلس النواب منذ عدة أسابيع بشكل نهائى على
مشروع القانون «الزراعة العضوية» وهى الأفضل للبيئة كما أنها قادرا على مكافحتها للحشائش والآفات من خلال معرفة دورات المحاصيل والتنوع الحيوي، والأسمدة العضوية والمواد الكيمياوية التى يتم استخدامها، والعوامل البيولوجية الأخري، بالإضافة إلى تشجيع النشاط البيولوجى فى التربة، وحماية جودة التربة بسبب استخدام مواد عضوية وإيقاف زحف الأمراض الناتجة عن استخدام المبيدات والكيمياويات فى الزراعة... والتفاصيل يرصدها خبراء الزراعة والمسئولون فى السطور التالية...
فى البداية يشير المهندس مجدى ملك وكيل لجنة الزراعة بمجلس النواب إلى أن قانون الزراعات العضوية المفعل هو خطوة لتقليل استخدامات الأسمدة المعدنية والمبيدات الكيمياوية بهدف إنتاج غذاء صحي، وأن مصر لديها مقياس ومعايير للزراعة العضوية، لكن تفتيت الحيازات الزراعية حد من دور الدولة فى السيطرة على المزارعين، لذلك نحث على إنشاء كيانات تعاونية حتى يستفيد المزارع والسوق.
ويوضح الدكتور عبدالعزيز الطويل وكيل معهد بحوث البساتين التابع لوزارة الزراعة أن هذا النوع من الزراعة »الحيوية« يعنى استخدام كائنات حية دقيقة فى كل مراحل الزراعة، على حين أن الزراعة العضوية تعتمد على السماد العضوى الطبيعى الذى لا يدخل فيه كيمياويات مثل مخلفات الزرائب والمخلفات النباتية، وبعض التجارب الأخيرة اتجهت إلى إدخال كائنات حية دقيقة وهو ما أطلق عليه سماد عضوى حيوي، وقد قام المعهد بإضافة سماد كيماوى بنسبة 50% لمخلفات عصر ثمار الزيتون وقش الأرز والمولاس وهو خليط ساعد فى زيادة الإنتاج مقارنة بالزراعة العضوية، وكانت نتائج تحليل خليط الـ«كمبوست« أعطت نسبا مثالية من النيتروجين والكربون، وتجرى الآن تطبيقات لاستخدام تفلة ثمار الزيتون والماء الخضرى الناتج عن عصر الزيتون مع إضافة كائنات حية مع الفطر والبكتيريا التى من شأنها المساعدة فى تحسين صفات التربة، وهى تقنية قللت استخدامات الكيمياويات فى الزراعات التقليدية بنسبة وصلت إلى 30%.
تقنية الكمبوست
وعن مستلزمات الزراعة العضوية يشير الدكتور عمرو محمود عبدالجواد أستاذ ميكروبيولوجيا الأراضى بمركز بحوث الصحراء إلى أنه لابد من تقنية الكمبوست فى الزراعة العضوية وليس السماد البلدى الذى قد يحوى العديد من البويضات التى قد تنقل مرضا ما إلى النباتات وأيضا بذور الحشائش الضارة، لذلك اتجه البحث العلمى لإنتاج سلالات ميكروبية بحيث تعطى عناصر غذائية تعويضا عن التسميد المعدني، كذلك استخدام البكتريا الميسرة للفوسفات والتى تحلل الفوسفات، كذلك توجد بكتيريا تفرز هرمونات وأحماضا أمينية تحلل السليلوز، وأيضا توجد بكتيريا المضادات الحيوية وهى كائنات دقيقة تزيد من قدرة النبات على مقاومة تأثيرات التغيرات المناخية مثل ارتفاع درجات الحرارة أو الجفاف أو ملوحة التربة.بينما يشير الدكتور ياسر عبد الحكيم أستاذ بمركز بحوث الصحراء إلى أنه لابد من نشر فكرة الزراعة الآمنة النظيفة الصحية، وهى طرق تستخدم فيها الأسمدة والمبيدات بحيث لا يكون لها وجود سواء داخل النبات أو التربة، وتعتمد على الاهتمام بفترة ما قبل الحصاد بحيث يتم حصاد الإنتاج بعد مرور 7 أيام من التدخل بالمبيدات لأن النبات يكون فى تلك الفترة قد قام بتكسير تلك المبيدات.
إجراءات الزراعة
وعن المراحل المفترض اتباعها فى إجراءات الزراعات العضوية يقول الدكتور ربيع محمد مصطفى الأستاذ بمركز البحوث الزراعية إن التقاوى المستخدمة فى الزراعة العضوية لابد أن تكون نظيفة وغير ملوثة وتحت الرقابة، وكذلك عمليات الحرث والتقليب وتجهيز الأرض لابد أن يراعى فيها الحرص على أهمية التهوية للأرض بحيث تعطى فرصة للكائنات الحية فى التربة لتحريك النشاط الميكروبي، وكذلك استخدام مركبات آمنة للتخلص من الآفات بجانب أن يتم تعقيم الآلات المستخدمة فى الحصاد ووضع المحصول فى أماكن آمنة بعيدة عن الزواحف والحشرات مع توفير أماكن للتجفيف والفرز والتعبئة.
ولتحديد خلو المنتجات الزراعية من المبيدات يؤكد الدكتور محمد فاروق عطية أستاذ مساعد بالمعمل المركزى للزراعة العضوية أن قياس كمية المتبقيات من المبيدات فى المنتج الزراعى يكون وفق مقياس »الجلوبال جاب« وهو خاص بالمنتجات الموجهة للتصدير لكل من فرنسا وألمانيا وإسبانيا وبلجيكا، على حين أن سويسرا لها مقياس خاص بها »بيوسويس«، وكذلك اليابان لها مقياس »جاك« وكذلك أمريكا لها مقياس خاص بها، وهذا بالنسبة للمنتج العضوى الموجه للتصدير، على حين أن المنتج العضوى الموجه للبيع المحلى له شروط أيضا من أهمها أن يكون متوافر له شهادة بيع محلى من مركز التفتيش المحلى متضمنة الكمية المباعة مع توصيف للمنتج ومكان الزراعة ورقم كود للتتبع تشمل مكان المزرعة وطرق الزراعة والتسميد والحصاد، وهذه الخطوات هى التى تجعل المحصول سعره أغلى من الزراعات التقليدية، والسبب يرجع لرسوم التفتيش والتحليل لبقايا الكيمياويات.
المعوقات والحلول
وعن المعوقات التى قد تواجه الزراعات العضوية أفاد صبحى عبدالمنعم ليلة مهندس زراعى وصاحب مزرعة أنها تقنية تواجه بعض السلبيات مثل عدم توافر شركات لإنتاج منتجات عضوية كاملة مثل الأسمدة الحيوية أو الكيمياويات الحيوية أو بكتريا تغذية النبات، خاصة وأن عمليات مكافحة الآفات الزراعية تعد عالية التكلفة، هذا بجانب ضعف الإنتاج حيث يعطى فدان زراعات البطاطس من 4 إلى 5 أطنان فى حين أن الزراعة التقليدية تعطى 18 طنا للفدان من المنتج نفسه، ويقترح أن الحل لمواجهة ذلك هو إنشاء تعاونيات تكون مسئولة عن الإنتاج ووضع المجموعات الزراعية التى تنتج الزراعة العضوية تحت مظلة الدولة لحمايتها وضمان خلو المنتج من الكيمياويات ومتبقيات المبيدات.
ومن جانبه يطالب محمد برغش أحد كبار مزارعى البحيرة بضرورة إصدار قانون يتضمن السمات التى يجب أن تتصف بها المزرعة العضوية، والتشديد على خلو البذور من أى تحور جينى أو وراثى خاصة التى يتم استيرادها من الخارج مع أهمية إصدار القوانين التى من شأنها أن تلغى استخدامات أسمدة اليوريا وأسمدة النترات وسلفات النشادر.
ويضيف محمود عاشور صاحب مزرعة أنه من ضمن المشكلات التى تواجه الزراعة العضوية سرعة تعرضها للتلف من التخزين لفترات، لذلك لابد من توجيهها للتصدير فور الحصاد، وأن ارتفاع أسعارها فى السوق المصرية يرجع لضعف التسويق بجانب ارتفاع تكاليف النقل لاستكمال إجراءات التحليل والتفتيش على خلوها من متبقيات المبيدات فضلا عن ضعف كميات الإنتاج.
تقنية النانو
وأشار الدكتور أحمد إبراهيم البطل أستاذ النانو تكنولوجى بالمركز القومى لبحوث وتكنولوجيا الإشعاع بهيئة الطاقة الذرية إلى أنه تم إنتاج جسيمات «نانو سيلينيوم» تم استخراجها من بكتيريا الكائنات الحية فى التربة، وتم تطبيقه فى مخصبات علاجية لمحصول البطاطس وبعض المحاصيل الأخرى واستخدم مضادا للأكسدة، حيث ساعد فى علاج فسيولوجيا النباتات وحسن من وظائفها، وعالج الإجهاد الذى أصاب النباتات بسبب تأثيرات التغيرات المناخية، حيث أثبتت النتائج قدرة النبات على التوازن فى استهلاك المياه وتحمل ملوحة التربة، فضلاً عن تحمل فترات التخزين خاصة للزراعات العضوية وبالتالى تم تحويله لصورة عضوية ومغذ حيوي، وقد تم تسجيل تلك البراءة فى مركز معلومات ICDD بأمريكا ووضع المركب الصيدلانى باسم مصر فى باركود خاص، الأمر الذى يساعد فى زيادة فرص التصدير للزراعات العضوية المصرية، لكننا نحتاج لقوانين تحدد الشروط ومعايير ضبط المنتجات العضوية وتقنين مقياس مصرى خاص.
وسيلة آمنة
ويدعم الدكتور مجدى نزيه رئيس المؤسسة العلمية للثقافة الغذائية زيادة انتشار الزراعات العضوية، حيث اعتبرها وسيلة آمنة للبعد عن تأثيرات الملوثات من مبيدات أو مخصبات كيمياوية وخاصة المبيدات الفوسفورية والكلوروية، التى هى الأشد خطرا لأنها تظل بالتربة ولا يمكن التخلص منها لفترات طويلة.
-
مواطنون: صحتنا تحسنت على منتجات «الأورجانيك»
حول حركة عمليات بيع وشراء محاصيل المنتجات العضوية أوضح مدير مبيعات الخضر والفاكهة فى أحد متاجر أن الإقبال على شرائها متوسط الكثافة مقارنة بالمنتجات من الزراعة التقليدية، حيث يقبل على الشراء الأجانب المقيمون فى مصر وبعض المصريين.
وتقول أمل حسين ـ مستهلكة: إنها تشترى منتجات أورجانيك منذ فترة ولاحظت فرقا فى تحسن صحتها من تناول خضار صحى بجانب أن مذاقه يختلف عن العادي، وتشاركها الرأى آية محمد التى أكدت أن الخضار الأورجانيك يكون مذاقه أفضل ويتحمل حفظه بالثلاجة فترة أطول عن الخضار العادي.
بينما يؤكد عمر م. صاحب متجر لبيع بيض دجاج يتغذى على زراعات عضوية أن إنتاج البيض من تلك النوعية من الدجاج يتصف بلون الصفار الأصفر الكهرمانى وليس الباهت مثل بيض الدجاج المغذى بمخلفات عظام الحيوانات حيث يقوم بتغذية الدجاج بأعلاف نباتية من الذرة، مما يجعل البيض له رائحة طيبة بعيدة عن »الزفارة« حيث تعطى الفرخة نحو 26 بيضة شهريا ويكون عمرها الإنتاجى سنة ونصف سنة.
رابط دائم: