رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

مواجهة كورونا.. مصر على الطريق الصحيح

تحقيق ــ أحمد فرغلى ــ عبير الضمرانى
مواجهة فيروس كورونا المستجد

  • د. مجدى بدران: المدخنون أكثر عرضة للإصابة بسبب البكتيريا و تجنبوا الأحضان والقبلات 
  • د. أمجد الخولى: توقعات بالتوصل لعلاج للأمراض الناتجة عن الفيروس خلال أسابيع
  • د .محمد عوض تاج الدين وزير الصحة الأسبق: مصر تطبق الإجراءات الصحية المتبعة بالدول المتقدمة

 

كورونا أحد مسببات الإنفلونزا ..ولا داعى للقلقعندما أعلنت الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة أن فيروس كورونا قادم لا محالة شعر المواطنون بالقلق خاصة فى بلادنا التى تعانى من الزحام والتكدس وقلة الوعى عند بعض المواطنين، وفرض السؤال نفسه هل نحن مستعدون لمواجهته؟ وما هى الإجراءات التى تتم للوقاية منه؟ وهل مصر تطبق فعلا القواعد المتبعة فى البلدان المتقدمة كما يقول الكتاب؟ وماذا عن كواليس تجربتنا مع إنفلونزا الخنازير والطيور قبل سنوات عديدة. 

تفاصيل جديدة وأجوبة على تساؤلات عديدة جاءت على لسان  الدكتور محمد عوض تاج الدين وزير الصحة الأسبق وخبراء منظمة الصحة العالمية الذين تحدثوا عن علاقة كورونا بالإنفلونزا وكيفية تحور الفيروس وحجم الخطر الحقيقى وتوقعات موجات الانحسار خاصة مع قدوم الصيف.

فى البداية نشير إلى أن وزارة الصحة فى مصر أعلنت اكتشاف 12 حالة مصابة بفيروس كورونا المستجد على متن باخرة نيلية كانت متجهة من محافظة أسوان إلى الأقصر، وبمتابعة طريقة إصابتهم بالفيروس تبين مخالطتهم لسائحة تايوانية من أًصل أمريكى واتضح إصابتها بالفيروس عقب العودة إلى بلادها، وهذا أيضاً ما أكدته تقارير منظمة الصحة العالمية، وهو ما دفع وزارة الصحة إلى اتخاذ تدابير أكثر واحتياطات وقائية للمخالطين للحالة وإجراء الفحوص اللازمة لهم وتم تحويل 12 حالة منهم إلى المستشفى المتخصص فى العزل والذى يستمر لمدة 14 يوماً لمتابعة حالتهم الصحية والاطمئنان عليهم.

 عودة المواجهة

أكد الدكتور محمد عوض تاج الدين وزير الصحة الأسبق أن مصر عاصرت ظروفا صعبة وإعتادت على المواجهة مع الفيروسات فى 2001 و فى عام 2005 عندما تعرضت لإنفلونزا الطيور والخنازير ومتلازمة الشرق الاوسط، وبرغم أنها لم تكن بذات العنف الحالي، إلا أن التعامل معها منح مصر خبرات كبيرة فيما يخص الجانب الوقائى مع التأكيد على أن أحدا لا يمكنه إخفاء أى حالة، لأن منظمة الصحة العالمية تراقب الموقف وتقدم الدعم العلمي، والعالم كله أصبح مفتوحا وتبادل الأخبار بات الآن أسرع ما يمكن، مشيدا بما طبقته مصر من إجراءات صحية جيدة جدا بدءا من اللحظة الأولى لظهور المرض ومرورا بكيفية الترصد الوبائى والعزل وتوفير وسائل الوقاية وانتهاء بفحص المخالطين وغير ذلك ..فنحن نطبق الإجراءات فعلا كما يحدث فى الدول المتقدمة .

وطالب تاج الدين بعدم الإزعاج غير المبرر وأن نطبق أبسط قواعد الوقاية مثل غسل اليدين وتهوية المنازل واستعمال الوسائل الشخصية وعدم الملامسة، واذا أصيب أحد الاشخاص بمرض الإنفلونزا يجب أن يأخذ الموقف على محمل الجد ويلتزم الراحة والبقاء فى منزله عدة أيام لأن اكثر من 75%من مرضى الإنفلونزا يتعاملون معها ببساطة فى حين أن النزلات الشعبية الحادة والالتهابات الرئوية تتطور مع إهمال الإنفلونزا ويكون لدى أصحابها مشاكل تجعلهم عرضة للفيروسات وغيرها ..وهناك نسبة تصل إلى 10 %من هؤلاء المرضى تحتاج الى الاحتجاز فى غرف الرعاية المركزة .

علاقة كورونا بالإنفلونزا

سألنا الدكتور محمد عوض تاج الدين عن علاقة كورونا المستجد بالإنفلونزا؟

فأجاب بأن كورونا يمثل نوعا من مسببات الإنفلونزا، فمثلا من الممكن أن تنتقل فيروسات كورونا أو انفلونزا الطيور او الخنازير وغيرها من الجمال للخفافيش او من الحيوانات إلى الإنسان وهذا يعنى الخلط بين الفيروسات والبشرية ومن الممكن أن يختلف الصنف الجينى من الحيوان عنه فى الإنسان، لكن لو حدث خلط بين الجينات البشرية وغير البشرية يكون هناك خطر كبير .

ولفت الى ان أكثر أنواع الانفلونزا فى العالم انتشارا هى الموسمية «Hn» أو «A» وتأتى لمعظم الناس ويندرج تحت هذه السلالة  «Hn1» و «Hn2» وهكذا، مشيرا الى أن أشهر الفيروسات لديها قدرة على التحور بعد عدة سنوات بحيث تتعامل مع مقاومة الجسم بصورة تمكنها من إلحاق الإصابة به ، موضحا أن التحور هنا يكون من حيث التأثير والشكل الجينى الخاص بتركبية الفيروس حيث تعجز مقاومة الجسم عن مواجهته ولذلك ننصح بأخذ تطعيم الانفلونزا حماية للجسم .

وفى تعليقه على من يروجون لنظرية المؤامرة والاتهامات باستخدام علم الفيروسات فى تخليق بعض الأوبئة، قال تاج الدين: العلم فيه كل شىء خاصة فى الحروب الييولوجية والجرثومية  لكننا عمليا وواقعيا نتعامل مع مرض وواقع يضرب دولا كبيرة وصغيرة فى الغرب والشرق وقد لوحظ زيادة نسبة المصابين بين المناطق التى يسافر منها وإليها كثيرون،وكل الدول وضعت إستراتيجيات للمواجهة وهناك ثقافة عامة انتشرت عن التعامل مع الفيروس وفى وسط ذلك هناك حروب الشائعات وأصحاب المصالح فى كل مشكلة .

وحول تجربته فى التعامل مع مشاكل صحية مشابه، حينما كان وزيرا للصحة وبخاصة انفلونزا الطيور والخنازير، يوضح الدكتور محمد عوض تاج الدين أنه عندما يكون الأمر قرارا للدولة ويحدث تنسيق بين كل الجهات، فإنه هنا لا شيء يعلو فوق المصلحة الوطنية وكل المؤسسات تلتزم، واتذكر أننا واجهتنا مشاكل كبيرة بسبب تضرر مزارع الدواجن لكننا كنا ازاء موقف وبائى وكانت لدينا بؤر مصابة وكنا ننسق مع منظمة الصحة العالمية للاستفادة من خبراتهم وتطبيق برتوكولاتهم والالتزام بالموقف الدولى فى مثل هذه الأمور.

أما د. أمجد الخولى استشارى الوبائيات بمنظمة الصحة العالمية فيوضح أن الوضع قد تغير على نحو ملحوظ، ففى الوقت الذى يشهد فيه عدد حالات الإصابة داخل الصين انخفاضًا سريعًا،نجد زيادة مفاجئة فى عدد الحالات خارج الصين بما يشمل إقليمنا، كما جاء فى بيان المدير الإقليمى لمنظمة الصحة العالمية الدكتور أحمد المنظرى مؤخراً، وكل ذلك يبعث على القلق البالغ.

ويضيف: نشعر بالقلق إزاء هذا التزايد فى عدد حالات الإصابة والوفاة فى الإقليم، وعدد حالات الإصابة المؤكدة المرتبطة بالسفر، كما شهد الإقليم حالات انتقال محلى للمرض، وقد يتطور من مجرد وفود الحالات إلى انتقال المرض محلياً.

وفيما يتعلق بالاستعدادات فقد أوضح المدير الاقليمى أنه تتوفر لدينا كبلدان ومنظمة الخبرة والقدرات والأدوات اللازمة لاحتواء الفيروس، ولكن فرصة الاحتواء تتلاشى سريعاً وعلينا التحرك بسرعة، وفى هذا الصدد تواصل المنظمة  تقديم الدعم لجميع البلدان فيما يتعلق بتعزيز الترصُّد لتفعيل نُظُم الكشف عن المرض والتبليغ عنه، بما يشمل نقاط الدخول إلى البلدان، وتوسيع نطاق القدرات المختبرية، وتدريب فرق الاستجابة السريعة، وتحسين الوقاية من العدوى ومكافحتها، وضمان تأهب المستشفيات، وإذكاء الوعى المجتمعي، وتوفير الإمدادات الأساسية .

كما أنها تتعاون مع جميع البلدان على إجراء تقييم المخاطر السريع لتحديد الفجوات الرئيسية، والحدّ من خطر وفود الحالات إلى البلدان، لا سيّما فى البلدان ذات النظم الصحية الهشة، ومن المناطق التى تزداد فيها عوامل الخطر وتُشكل مصدر قلق كبير، المخيمات والمدن التى تستضيف تجمعات.

السلوكيات المعتادة

وحول ارتفاع درجة الحرارة فى الأيام الحالية والأشهر المقبلة والتى ولأى مدى يمكن ان تقضى على الفيروس، يقول الدكتور أمجد: إن الفيروس يعيش بجسم الإنسان وينتقل بالرذاذ من شخص لآخر، ودرجة حرارة جسم الإنسان ثابتة لا تتغير بتغير الطقس أو درجة حرارة الجو، ولكن ما يمكن أن يؤثر هو سلوكيات المواطنين من حيث الحرص على التهوية الجيدة وتجنب الزحام أى ما يزيد من فرص العدوى وليس نشاط الفيروس، ومن المتوقع الحصول على علاج للمرض الذى يسببه الفيروس الجديد فى غضون عدة أسابيع.

أخطاء شائعة

هناك بعض الأخطاء الشائعة التى تنتشر بين المواطنين وتستلزم التصحيح حتى لا يحدث ما لا تحمد عقباه،

 وهو ما يوضحه لنا د.مجدى بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة ومنها: أن الفيروس لا ينتقل عن طريق لدغات البعوض ولكن ينتقل نتيجة مخالطة شخص مصاب عن طريق قطيرات الجهاز التنفسى التى يفرزها المصاب أثناء السعال أو العطس، أو عن طريق افرازات الأنف أو اللعاب.

وأضاف أن المصافحة والسلام التقليدى الشائع فى مصر والدول العربية يمكن أن تنقل الفيروسات بكل سهولة بجرعات بالملايين، ومن الأيدى للأنف أو الفم أو العين لنفس الشخص أو عائلته أو الذين يتعامل معهم، وربما لا يعرفهم مثل ركاب الأسانسير أو جيرانه فى العمل أو دور العبادة أو وسائل المواصلات.

ومن غير الصحيح أن القطيرات التى يفرزها المصاب بالسعال أو العطس تنقل فيروس الكورونا المستجد لمسافة 8 أمتار والتصحيح متوسط انطلاق قطيرات حوالى متر واحد من الشخص الذى يسعل أو يعطس، ونوصى بالابتعاد من متر ونصف إلى مترين للوقاية من الفيروس.

ومن الأخطاء الشائعة أيضاً أن البرد والثلج يمكن أن يقتلا الفيروس فهذا غير صحيح، كما يظن البعض أن الكوكايين يحمى من الفيروس ولكن الحقيقة أنه يقلل المناعة ويزيد من أخطار الفيروس، كما ان انتقال الفيروس عن طريق العملات المعدنية والأوراق النقدية فهذا احتمال ضئيل جداً.

ويشير بدران إلى أن أكثر المناطق التى يتنشر بها الفيروس تتمثل فى أماكن التجمع والزحام كالمطارات ومحطات النقل والمواصلات والمطاعم والمدارس والجامعات ودور العبادة، والفيروس يصيب جميع الأعمار ولكنه أكثر تأثيراً على كبار السن والمصابين بأمراض مزمنة مثل الربو ومرض السكر وأمراض القلب، ويناشد المواطنين بالحد من ظاهرة السلامات بالأحضان والقبلات فى المناسبات الاجتماعية حتى نهاية شهر مايو، حيث يحتوى فم الانسان على 190 نوعاً من الميكروبات وقد تنقل القبلات بعض البكتيريا والفيروسات بما فيها فيروس الكورونا، والمدخنون لديهم بكتريا أكثر من الآخرين فى أفواههم وبالتالى يزيدون من مخاطر العدوي.

أما عما طرح مؤخرا حول العلاج بحقن مريض فيروس الكورونا ببلازما لشخص معافى فيقول الدكتور بدران إن هناك محاولات تجريبية سريرية على المرضى فى مدينة «ووهان» الصينية، أحدها يستخدم فى العلاج فى عشر مستشفيات فى الصين ، وهو رخيص الثمن ولكن لم يتم إعلان عنه، وبالفعل قلت معه فترة المرض والبقاء فى المستشفى ونسبة الوفاة ولا يضر المناعة وأكدت التحاليل فعاليته فى الشفاء عدة مرات.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق