رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

بالعقل والحكمة

بريد;

تقام السدود النهرية لسببين، الأول: تنظيم تدفق المياه خلف السد عن طريق تخزينها في بحيرة صناعية أمامه، وبالتالي حماية الأراضي خلفه من مخاطر الفيضانات، وهذا التنظيم يمكننا من تنظيم الزراعة والري في المناطق الجغرافية من مخرج السد إلي المصب بطول البلاد وعرضها بعد شق الترع لهذا الغرض، والثانى: تخزين المياه امام السد، وبالتالي يمكننا رفع منسوب المياه وفرق المتسرب قبل السد وبعده من توليد طاقة كهربية نظيفة لتغذية البلاد بجزء من احتياجاتها، وكان السد العالى يغطى احتياجات مصر من الكهرباء بنسبة ٥٠٪؜ عند الإنشاء منذ ٥٠ عاما، بينما لم يعد يغطي الآن سوي ٥٪؜ فقط من الاحتياجات، وما يولده من طاقة اليوم تولده محطة شبرا الخيمة مثلا!!، لكن طاقة السد تظل طاقة نظيفة غير ملوثة للبيئة مثلها مثل الطاقة الشمسية تماما (وهي للمصادفة في أسوان ايضا)، وبالتالي اصبحت مهمة السد العالي الأساسية هي تنظيم وتخزين المياه الواردة لنا من اجل تنظيم الري والزراعة ومياه الشرب للمصريين، وهي مهمة حياة لكل مصري ولا يمكن ان نعيش بدونها حتي مع حرماننا من تدفق الطمي مع الفيضان (وهو ابرز عيوب السد العالي)، فإذا كان هذا السد بموقعه الفريد في أعالي مصر قد حمي مصر وشعبها وأراضيها التي يقع معظمها خلف السد العالي جغرافيا فماذا عن السد الإثيوبي؟.. إنه يقع في أقصي شمال غرب اثيوبيا وقرب حدودها مع السودان وفي نهاية مسار تدفق المياه الإثيوبية، وبالتالي تقع معظم أراضي اثيوبيا أمامه وليس خلفه، وبالطبع سوف يفيدها في توليد الكهرباء، ولا يضر مصر سوي في فترة التخزين التي يجب تمديدها لعدة سنوات لتقليل المخاطر علينا او علي الأقل تنظيمها، ويمكن إنشاء محطة حرارية او اثنتين في كل إثيوبيا لتعويض طول الفترة.. أما السبب الثاني وهو تنظيم تصرف المياه والري والزراعة خلف السد فهو سبب لا يتفق اطلاقا مع الموقع الجغرافي لسد النهضة الذي يبني شمال غرب اثيوبيا وقرب حدودها مع السودان.. يعني بعد ان تكون المياه قد غادرت اثيوبيا او كادت، وأراضي اثيوبيا في منطقة السد وأمامه ذات طبيعة جبلية، ويصعب جدا تدفق المياه طبيعيًا من بحيرة السد المزمع إنشاؤها أمامه الي الأراضي الجبلية المجاورة .. فضلا عن ان اثيوبيا لديها من مياه الأمطار في طول البلاد وعرضها بمرتفعاتها ووديانها ما يكفيها ويزيد عن حاجتها (يتساقط علي اثيوبيا سنويا ٩٣٠ مليار متر مكعب من مياه الأمطار) اَي ما يقرب من ١٧ مثل ما يصلنا سنويا (يتدفق لنا منها سنويا مالا يزيد عن ٥٥ مليار متر مكعب) هي حصة مصر .. فضلا عن ان اثيوبيا تمتلك بالفعل بحيرة اخري كبيرة لا تبعد عن مكان السد سوي عدة مئات قليلة من الكيلومترات وتستطيع توظيفها فيما تدعي توظيفه من خدمات سد النهضة.

وإذا كانت مصر قد أقامت السد العالي لتنظيم تدفق المياه والتحكم فيها خلف السد العالي فهي دولة نهاية النهر (المصب) ولا يؤثر ما تفعله علي الدول التي يمر بها النهر اطلاقا.

اما اثيوبيا فقطعًا لا تملك اَي منطق في تخزين المياه وتنظيمها والتحكم الدائم فيها امام سدهم لانها دولة المنبع وتأثير ما تفعله سيحمل كل الأضرار علي دولة المصب والمرور.. ويمكن تجاوز الخلافات بقدر من العقل والحكمة.

د. أحمد الجيوشى

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق