رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

بايدن.. التسلح بميراث أوباما

رحاب جودة خليفة

بعد أن لعبت المعارك القضائية المسيسة دورا كبيرا فى الحملات الانتخابية الرئاسية، اختار المرشح الديمقراطى المحتمل للرئاسة جو بايدن-٧٧ عاما- نائب الرئيس السابق باراك أوباما أن يتخذ من أوباما درعا واقيا له، ليس فقط أمام الرئيس الحالى دونالد ترامب بل لهزيمة منافسيه فى معركة الفوز بترشيح الحزب لمنصب الرئاسة. فكما قال بايدن إنه قادر على البناء على إرث أوباما وتوحيد البلاد فى وقت مثير للخلاف والانقسام. لكن هذا يعنى أيضا الرغبة فى العودة إلى الماضى أو الحنين إليه بدل المغامرة بمرشح جديد قد يحمل معه بعض المحاذير التى قد لا يكون الحزب مستعدا لها بعد.

وبايدن هو ابن المؤسسة الحاكمة المدلل، تدرج منذ ٣٦ عاماً فى أروقة مجلس الشيوخ. كما شارك فى عملية صنع القرار من داخل البيت الأبيض كنائب للرئيس. بايدن وصل إلى مجلس الشيوخ رافعا شعار «لا لحرب فيتنام» ليصبح سادس أصغر عضو فى تاريخ المجلس، وتدرج ليصبح رئيس لجنة العلاقات الخارجية، حيث بدأت علاقته بأوباما. ورغم « أوكرانيا جيت» فمازال بايدن هو التهديد الانتخابى الأبرز لترامب، لأنه الأكثر خبرة بين منافسيه الديمقراطيين المحتملين لما لديه من تجربة فى البيت الأبيض. كما يمثّل بايدن التيار الوسطى فى الحزب الديمقراطى وقادر فى الانتخابات على استقطاب المستقلين والعمال والأقليات، وبالتالى مواجهة منافسيه فى الولايات المتأرجحة انتخابياً فى الوسط الغربي. وأكبر تحد أمام حملة بايدن هى شخصيته وهفواته والهجوم المتتالى عليه من منافسيه وتعثرات حملته، مما جعله مؤمنا بأن التمسك بأوباما كقدوة له قد يكون الحل لفتح الأبواب المغلقة مجددا أمامه. صحيح أن أوباما لم يؤيد بايدن فى السباق الرئاسي- أو إن صح التعبير لم يمنحه مباركته بعد- لكنه أقام مع بايدن علاقة وثيقة خلال عملهما معا فى الإدارة الأمريكية .ومع بدء رحلة الانتخابات التمهيدية، دائما ما يستحضر بايدن روح أوباما لمهاجمة خصومه. وأمام انتكاساته المتواصلة فى حملاته السابقة فى عدة ولايات، محققا المركز الرابع فى ولاية أيوا ، والخامس فى نيو هامشير. فالحل الواضح كان طرح تاريخ أوباما معه. وفاز بالفعل بجولة الانتخابات التمهيدية للديمقراطيين فى ساوث كارولاينا، متقدما على منافسه الأبرز بيرنى ساندرز. وبهذا الانتصار تمكن بايدن من تقليص الفارق فى عدد التفويضات التى نالها للآن. لكن الطريق أمامه لن يكون سهلاً مع استمرار المعركة. إلا أن احتماء بايدن باسم أوباما يعكس استمرارا لحالة العجز لدى الديمقراطيين فى تقديم نماذج سياسية جديدة، يمكنها مواجهة ترامب، والذى تتزايد أسهمه يوما بعد يوم رغم المحاولات المتواصلة لإقصائه. فهل يستمر تأثير الوصفة السحرية التى تجمع الشعبية وتاريخ أوباما والناخبين من أصول إفريقية حتى نهاية الانتخابات لمصلحة بايدن؟

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق