في3 فبراير الماضي، أعلن الحزب الديمقراطى الأمريكى حالة الاستنفار لإطلاق معركة الانتخابات التمهيدية لاختيار مرشحه للجولة النهائية، أو بمعنى أحرى, البطل الديمقراطى الذى سيتولى المهمة المستحيلة للتصدى للرئيس المثير للجدل دونالد ترامب فى انتخابات الرئاسة نوفمبر المقبل. ربما تكون العملية الانتخابية معقدة إلى حد كبير، ولكن الأكثر تعقيدا هو المواجهة العنيفة بين معسكرين رئيسيين، معسكر النخبة المعتدلة الذى يدعم جو بايدن نائب الرئيس السابق باراك أوباما، ومعسكر الأقلية اليسارية المتشددة والذى يدعم بيرنى ساندرز السيناتور اليسارى عن ولاية فيرمونت. إذن فهى «الحرب الأهلية» الديمقراطية.
بايدن خرج منتصرا من معركة «الثلاثاء الكبير» قبل أيام، والتى ضمت أكثر من 14 ولاية أمريكية، موجها صفعة غير متوقعة لساندرز. هذه النتيجة، لم تكن وليدة اللحظة. ولكنها نتيجة مخطط وحشد قوى من المعسكر المعتدل. فى يونيو المقبل، ستكون الولايات الأمريكية الـ 50 قد قالت كلمتها، وأنهت شهورا من التكهنات حول المرشح الفائز بمواجهة ترامب. الطريف أن ترامب اعتبر نفسه الفائز الأكبر فى الانتخابات الديمقراطية، فقد استبق المعركة الديمقراطية بالتشكيك فى نزاهة بايدن من خلال أزمة «أوكرانيا جيت»، إذا جاز التعبير، فى حين غالبا ما وصف ترامب ساندرز بـ «بيرنى المجنون» لتوجهاته اليسارية البائدة.
«الإيكونوميست» وصفت ساندرز بأنه كابوس ديمقراطي، وأن المواجهة ستكون بين «كابوسين»، فساندرز ما هو إلا وجه آخر لنفس العملة الترامبية. فى هذا الملف سنستعرض جوانب المعركة الديمقراطية التمهيدية وأبطالها ، وأهم العوامل التى تحركها.
رابط دائم: