ـ حُسام العَنتَبْلى المحامى بالنقض: أثارت رسالة «حكاية توكيل عام» مسألة ظلم الأشقاء الأشقياء لإخوانهم المُسالمين المُسلِّمين.. وذلك حقدا وحسدا لثرائهم، وجشعا وطمعا فى أموالهم، كما أشارت هذه المأساة إلى خطأ أولئك الآمنين الذين هانوا على أنفسهم، فهانوا على الآخرين من طامعين مُتربصين، وقد قرأنا لكم ردا اعتدناه منكم هادئا رصينا شفعتموه بسند من آى الذكر الحكيم الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، فأسديتم به النصح للسائلين، وأهديتم به العبرة للغائبين، لتكون التجربة المريرة محلا للاعتبار، ومنجاة للخلصاء من العادين الأشرار، ومع ذلك وبالإضافة إليه، فإن كان لنا من تعليق نقول: «هذا بيان للناس وذكرى تنفع الغافلين»، فكل من يُوَكِّل غيره لقضاء مصالحه عليه اتباع أربع:
الأولى: عن الوكيل بالتأكد من حسن سُمعته وطِيب سيرته، وإن كان ابن أم، فلنا فى قصة الأخوين قابيل وهابيل عبرة وعظة فى قوله تعالى: «فطوَّعت له نفسه قتل أخيه ..»، ثم وصية يعقوب لابنه يوسف الصديق حين قال له: «يا بنى لا تَقصُصْ رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا».
الثانية: تحديد الأمر الموكَّل فيه بصَكْ الوكالة واضحا بجعله توكيلا خاصا كقاعدة وعاما كاستثناء.
الثالثة: فهى أهم من السابقتين وهى متابعة عمل الوكيل متابعة الحذر الحريص، فلا تَغفل عنه عين أو تزيد فيه ثقة، لكى لا تَميد به نفسه فيستغلها ويعصف بالأمانة.
الرابعة: احتفاظ الموكل بصورة من كل ورقة يُعطيها لوكيله أو يُعطاها من وكيله أو يتحراها بشخصه، فالوكالة عقد أمانة ينتهى بالمحاسبة وهذه الصور هى أرقامها ومفرداتها.
أما أمر السائلة وخوفها ووجلها فنقول لها: لا خوف عليك ولا تحزني، فيوم تكونين بمفردك فى الدنيا، لن يكون الأمر كذلك لأنك فى معية الله ورعايته، ألم تقرئى قوله تعالى لحبيبه محمد صلى الله عليه وسلم: «فاصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا ..» ، وقوله تعالى: «وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا»، ونحسب أباك من الأنقياء الأتقياء.. أما عن الأقارب وسوء عملهم: «فمن عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فلها»، وكما قال المولى عز وجل: «وسيعلم الذين ظلموا أى منقلب ينقلبون»، ويقول ابن عروس شعرا:
لا بد من يوم مَعلوم تُرد فيه المظالم
أبيض على كل مظلوم أسوَدْ على كل ظالم
.........................
ـ «حكاية غرام»: أنا كاتبة رسالة «حكاية غرام»، وقد قرأت جميع الردود على رسالتى عبر الإنترنت، ومنهم المهندس الذى يريد أن يتزوجنى مع العلم أن له زوجة يعيش معها منذ ثلاثين عاما، ولم يطلقها، وهو يعيب عليها عصبيتها.. إنه الرجل، وإذا لم يكن مستريحا معها لطلقها منذ سنوات.. والحقيقة أننى بعثت إليك رسالتى من باب الفضفضة، ولا أبغى شيئا، إذ أحيا حياتى بطريقة جميلة جدا، مع العلم بأنى أديت فريضة الحج والعمرة مرتين، وأؤدى أعمالا خيرية كثيرة لا أعلن عنها لأنها جزء من حياتى الخاصة، وما قصدته من رسالتى هو تنبيه الآباء والأمهات لكى يأخذوا بالهم من تصرفات أبنائهم وكلامهم أمام أولادهم حتى لا ينشأ جيل معقد، وأن يأخذوا بالهم منهم لأن منهم الحساس جدا والذى لا يستطيع البوح بمشاعره ويكتمها داخله، ولم أقصد من رسالتى أن استرجع الماضي، فلقد عشته خلاص، وإننى سعيدة بحياتى، ولك خالص التحية والسلام.
رابط دائم: