أكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أهمية وضع تصور شامل حول التأثيرات الاقتصادية المتوقعة لانتشار فيروس «كورونا» عالمياً، وكذلك على الاقتصاد المصري، والإجراءات والخطط الوقائية لمنع أو تقليل هذه الآثار؛ للحفاظ على الأداء الجيد للاقتصاد الوطنى فى جميع قطاعاته، والحفاظ على مستوى معدل النمو الذى وصل إليه، وذلك للعرض على مجلس الوزراء، لمناقشتها، تمهيداً لاتخاذ ما يلزم من إجراءات عاجلة فى هذا الشأن.
جاء ذلك خلال الاجتماع الذى عقده رئيس مجلس الوزراء باللجنة الوزارية الاقتصادية التى استعرصت عدداً من القضايا والملفات الاقتصادية ذات الأولوية فى مختلف قطاعات الدولة.
وأشار المستشار نادر سعد، المتحدث الرسمى لرئاسة مجلس الوزراء، إلى أن الاجتماع شهد مناقشة بعض السيناريوهات المتوقعة لأداء الاقتصاد العالمى فى حالة انتشار الفيروس وتزايد القلق بشأن استمرار الوضع الحالي، ومعدلات النمو المتوقعة على المستوى العالمي، وكذلك فى منطقة الشرق الأوسط، وبعض المناطق الأخرى فى العالم، ومناقشة الآثار التى يمكن أن تطرأ على الاقتصاد المصرى وفق هذه السيناريوهات، والإجراءات التى ستتخذها الحكومة لمواجهتها والتقليل من تأثيرها.
كما استعرض الاجتماع السيناريوهات الأخرى المتوقعة حول تدفقات المستثمرين وأداء البورصات العالمية والمحلية، وكذلك أسعار البترول فى الأسواق العالمية، فى حالة انتشار «كورونا» المستجد بوتيرة أسرع.
واستعرضت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، خلال الاجتماع بعض المشروعات التنموية المقترح تنفيذها مع عدد من الجهات الدولية، ومحاور العمل المستقبلية مع المؤسسات الدولية، إلى جانب دراسة فرص التمويل المتاحة لتنفيذ مشروعات خدمية فى قطاعات الصحة، ومياه الشرب والصرف الصحي، إلى جانب المشروعات الصغيرة والمتوسطة، والزراعة، ولاسيما فى المحافظات الأكثر احتياجاً، فضلاً عن المشروعات التى تستهدف المرأة اقتصادياً.
حضر الاجتماع طارق عامر، محافظ البنك المركزي، والدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، والدكتور محمد معيط، وزير المالية، وهشام توفيق، وزير قطاع الأعمال العام، ونيفين جامع، وزيرة التجارة والصناعة، وعدد من المسئولين.
وفى نفس السياق، تلقي، رئيس مجلس الوزراء، تقريرا حول الجهود والاجراءات التى قامت بها وزارة الطيران المدنى وشركاتها التابعة للتعامل مع أى مستجدات تتعلق بفيروس «كورونا».
وفى مستهل التقرير أشار الطيار محمد منار عنبه، وزير الطيران المدنى إلى التعاون مع وزارة الصحة والسكان ممثلة بإدارة الحجر الصحى وجميع الجهات المعنية، حيث قامت وزارة الطيران المدنى برفع درجات الاستعدادات بجميع المطارات المصرية إلى أقصى درجة، واتخاذ كافة التدابير والإجراءات الاحترازية اللازمة لمواجهة فيروس «كورونا» والحد من انتشاره، وذلك من خلال تطبيق أعلى معايير السلامة والأمان ودرجات الوقاية وفقاً للتعليمات الصادرة عن وزارة الصحة والسكان ومنظمة الصحة العالمية.
وأوضح الوزير أنه يتم التنسيق بشكل يومى ومستمر مع جميع الجهات المعنية خاصة وزارة الصحة والسكان لمتابعة الموقف أولا بأول للاطمئنان على تطبيق كافة الإجراءات الوقائية ومتابعة تنفيذ الخطة الاحترازية التى وضعتها الحكومة المصرية لمواجهة فيروس «كورونا» من خلال إجراء الفحص الطبى على الركاب القادمين إلى مصر من خلال مكاتب الحجر الصحى التابعة لوزارة الصحة المتواجدة بالمطارات المصرية والمزودة بكافة الاستعدادات والمستلزمات الطبية الخاصة بالفحص الطبي.
وأشار التقرير إلى أنه تم تخصيص غرفة عمليات مركزية لمتابعة ورصد حركة الركاب على مدار الـ 24 ساعة بجميع المطارات ومراقبة تنفيذ الخطة الوقائية والتأكد من تطبيق كافة الوسائل الاحترازية لتأمين جميع المطارات المصرية والتصدى لتسلل فيروس «كورونا» المستجد إلى البلاد.
وفى نفس السياق تابع رئيس مجلس الوزراء مع المهندس كامل الوزير وزير النقل الإجراءات الاحترازية التى يتم اتخاذها من جانب الوزارة لإخضاع الوافدين عبر المنافذ البرية والبحرية، إلى الخطوات الوقائية اللازمة لمواجهة فيروس »كورونا«، وذلك فى إطار متابعة رئيس الوزراء على مدار الساعة للإجراءات التى تتخذها الأجهزة المعنية للوقاية من فيروس «كورونا».
وسلط وزير النقل الضوء على إجراءات ميناء الإسكندرية، باعتباره أهم الموانئ المصرية والأكثر استقبالا لرحلات الركاب، حيثُ استقبل الميناء مؤخرا سفينة سياحية مالطية قادمة من اليونان، وعلى متنها 629 سائحا من جنسيات مختلفة، بالإضافة إلى الطاقم المكون من 400 فرد. وأوضح الوزير أن السفينة خضعت لكافة الإجراءات بإشراف مباشر من الربان طارق شاهين، رئيس مجلس إدارة هيئة ميناء الإسكندرية، يرافقه اللواء عزت عبدالقادر مدير الإدارة العامة لشرطة الميناء والمختصون، حيث شدد الربان شاهين على رفع درجة الاستعداد القصوى والطوارئ، لاستقبال السفينة واتخاذ سلسلة من الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس «كورونا». وأضاف الوزير أنه تم الدفع بفريق من إدارة الحجر الصحي، قام بفحص السياح وطاقم الخدمة على متن السفينة قبل وصولها لمحطة الركاب السياحية، وتم اختبارهم بجهاز قياس الحرارة عن بعد، والتأكد من عدم وجود أى حالات مشتبهة، وبدأ التفويج بعد تصريح الحجر الصحى . وفى سياق متصل، تابع رئيس مجلس الوزراء أيضا الجهود التى يقوم بها قطاع إدارة الأزمات والكوارث والحد من أخطارها، بمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، وذلك فى إطار متابعة الإجراءات التى تتخذها كافة الأجهزة المعنية للوقاية من فيروس «كورونا».
ومن جانبه أكد، أسامة الجوهري، مساعد رئيس الوزراء، القائم بأعمال رئيس مركز المعلومات، أن قطاع إدارة الأزمات والكوارث بالمركز، سيبدأ التعاون مع وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، وقطاع الطب الوقائى بوزارة الصحة والسكان، ومشيخة الأزهر الشريف، لتنظيم دورات تدريب وتوعية لمديرى مدارس التربية والتعليم، والمعاهد الأزهرية والمدرسين، والأطقم الصحية على إجراءات الوقاية ومكافحة العدوى من فيروس كورونا .
وفى نطاق المحافظات أكد اللواء محمود شعراوى وزير التنمية المحلية، أن الوزارة اتخذت عددا من الإجراءات بالتنسيق مع وزارة الصحة لمجابهة فيروس «كورونا» فى كافة محافظات الجمهورية. وقال شعراوى إنه وجه المحافظات باتخاذ مجموعة من الإجراءات الاحترازية التى تم الاتفاق عليها مع وزارة الصحة فيما يخص الوقاية ومكافحة الفيروس وتعزيز قدرات المحافظات والتنسيق المستمر بشأن فتح غرف العمليات ورفع درجة الاستعداد يوميا.
رابط دائم: