فى خطوة تهدف إلى احتواء تداعيات تفشى فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) على النمو العالمى، أعلن برونو لومير وزير المالية الفرنسى أمس أن وزراء مالية مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى سيعقدون محادثات عبر تقنية »الفيديو كونفرانس« خلال أيام لتنسيق جهود التعامل مع الآثار الاقتصادية والمالية لانتشار الفيروس.
وقال لومير: إنه سيتحدث مع رئيسة البنك المركزى الأوروبى كريستيان لاجارد لبحث الموضوع، مضيفا »أن البنوك المركزية مستقلة، لكن الواضح للجميع أنه على البنوك المركزية والحكومات لعب دورها فى دعم الاقتصاد وقطاع الأعمال».
وأشار وزير المالية الفرنسى إلى أن تضرر الاقتصاد الفرنسى من أزمة كورونا سيكون أكبر من التقديرات الأولية، عندما كان انتشار الفيروس مقصورا على الصين. وكان لومير قد ذكر قبل أسبوعين ان معدل نمو الاقتصاد الفرنسى خلال العام الحالى سيفقد 0٫1 % فقط بسبب تداعيات انتشار الفيروس الجديد.
جاء ذلك، فى الوقت الذى حذّرت فيه منظمة التعاون الاقتصادى والتنمية، التى تضم 36 دولة تتبنى مبادئ السوق الحرة وتتخذ من باريس مقرا لها، من التداعيات الكبيرة لتفشّى الفيروس على النمو الاقتصادى العالمى هذا العام، وخفضت توقّعاتها لإجمالى الناتج الداخلى العالمى بنصف نقطة مئوية إلى 2٫4%، أدنى مستوى منذ أزمة 2008-2009 المالية.
ووفقا للمنظمة، يواجه الاقتصاد العالمى فى الأساس خطر حدوث انكماش فى الربع الأول من العام.
وتوقعت المنظمة، فى أول دراسة شاملة لتداعيات الفيروس على كبرى اقتصادات العالم، أن يصل النمو السنوى فى إجمالى الناتج الداخلى فى الصين- بؤرة تفشى المرض منذ ديسمبر الماضى- إلى 4٫9% فى انخفاض بـ 0٫8 نقطة عن توقّعات النمو الأساسية التى أعلنتها المنظمة فى نوفمبر الماضى.
وأشارت المنظمة إلى أن «تداعيات انكماش الإنتاج الصينى وصلت إلى أنحاء العالم»، فى وقت يواصل انتشار الفيروس التأثير على خطوط الإنتاج والتجارة والسفر لأغراض السياحة والأعمال التجارية.
وتضمنت جهود السيطرة على الفيروس فى الصين فرض حجر صحى على مدن بأكملها وقيود على السفر والعمل، ما تسبب فى تأجيل عودة المصانع لمزاولة عملها بعد انقضاء عطلة رأس السنة القمرية، إلى جانب الخفض الكبير لأنشطة قطاع الخدمات.
وأفادت المنظمة بأن التوقف الفعلى للسياحة القادمة من الصين شكّل «صدمة سلبية كبيرة على المدى القريب».
فى غضون ذلك، واستمرارا لسلسلة الخسائر المستمرة للفيروس، صرح محمد على البكرى نائب رئيس الاتحاد الدولى للنقل الجوى (إياتا) لإفريقيا والشرق الأوسط بأن شركات الطيران فى الشرق الأوسط تكبدت خسائر تقدر 100 مليون دولار حتى الآن بسبب تفشى فيروس كورونا وان على الحكومات أن تساعد الناقلات خلال هذه «الفترة الصعبة».
وقال البكرى: إنه من المتوقع انخفاض مبيعات تذاكر شركات طيران الشرق الأوسط فى المنطقة خلال الأسابيع المقبلة، وإن الإيرادات ستواجه مخاطر فى حالة تمديد قيود السفر المفروضة فى آسيا، مضيفا أن التقديرات الحالية تشير إلى خسائر بنحو 15 مليار دولار هذا العام لشركات الطيران العالمية بسبب الفيروس.
وفى بريطانيا، دعا رئيس الوزراء البريطانى بوريس جونسون، الحكومة لعقد اجتماع طارئ لوضع اللمسات الأخيرة على الخطة الرسمية حول كيفية معالجة انتشار الفيروس، بعد أن ارتفع عدد المصابين بالفيروس فى المملكة المتحدة إلى 36 حالة.
من جانبه، كشف مات هانكوك وزير الصحة البريطانى، عن أن الفيروس قد يتسبب فى إغلاق مدن كاملة فى بريطانيا على غرار مدينة ووهان التى انتشر فيها الفيروس فى البداية.
وقال هانكوك «إن قرار إغلاق المدن قد يؤثر بالسلب على الاقتصاد فى البلاد، ويجب مراعاة قبل النظر فى اتخاذ القرارات وضع تصور كامل لأبعادها، وأن النتيجة النهائية ستكون فى صالح المواطنين فى كل الأحوال» .
وأوضح هانكوك أن المرض سريع الانتشار، حيث أعلنت الوزارة إصابة 13مواطنا بريطانيا جددا بالفيروس، مشيرا إلى أن الأمر ليس بسيطا على الإطلاق ويجب على الجميع اتخاذ كل الاحتياطات لمواجهة المرض.
وفى إيران، أعلنت وكالة »مهر« الإيرانية وفاة محمد مير محمدى، عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام بطهران، جراء الإصابة بالفيروس .
وكان مجلس تشخيص مصلحة النظام نفى السبت الماضى دخول محمدى فى غيبوبة جراء إصابته بالفيروس، الذى أدى إلى وفاة 66 وإصابة 1500 شخص، وفق الأرقام الرسمية.
ولفتت الوكالة إلى أن وفاة محمدى جاءت بعد وفاة والدته أمس فى أحد مستشفيات مدينة قم نتيجة إصابتها بالفيروس أيضا.
إلى ذلك ، وصف مستشار رئيس البرلمان الإيرانى للشئون الدولية حسين أمير عبد اللهيان، تفشى كورونا بأنه »حرب بيولوجية«، تشنها الولايات المتحدة الأمريكية ضد منافسيها وخصومها روسيا والصين.
كما رفضت طهران للمرة الثانية عرض الرئيس الأمريكى دونالد ترامب تقديم مساعدات، وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي: »لدينا شكوك دائمة فى الولايات المتحدة، إذا كانوا يفعلون الخير فلن يقوموا بالدعاية.. نرصد المواقف الأمريكية«. وتابع: »لدينا شكوك فى الأمريكيين، رأينا سابقاً أنهم لم يفعلوا شيئاً على الرغم من الضجيج.. لسنا بحاجة إلى المساعدات اللفظية«.
وفى الصين ، أعلنت السلطات أمس تسجيل 202 اصابة جديدة مؤكدة بفيروس كورونا و42 حالة وفاة، مما رفع العدد الإجمالى لحالات الإصابة فى البلاد إلى80 ألفا و 26 حالة.
وفى الوقت نفسه، شهدت كوريا الجنوبية قفزة أخرى فى حالات الإصابة بالفيروس، حيث ثبت إصابة 476 حالة جديدة ليصل العدد الإجمالى إلى 4 آلاف و 212شخصا، وفقًا للمركز الكورى للسيطرة على الأمراض والوقاية منها.
ووصل العدد الإجمالى للوفيات الناجمة عن المرض فى البر الرئيسى للصين إلى ألفين و912 حالة، وفقا للمفوضية الوطنية للصحة، فى حين ارتفع عدد الوفيات فى كوريا الجنوبية إلى 22 شخصا.
ويتركز تفشى المرض فى كوريا الجنوبية، وهو الأكبر خارج الصين، فى مدينة دايجو جنوب شرقى البلاد والمناطق المحيطة فى إقليم كيونج سانج الشمالى .
ووقع معظم حالات الاصابة بالمرض بين اتباع كنيسة شينتشونجى المسيحية، التى لها صلات مع الصين.
وأظهرت البيانات الرسمية أنه فى الوقت الذى ينتشر فيه المرض بوتيرة أبطأ فى الصين، فإن الإصابات فى أماكن مثل كوريا الجنوبية وإيطاليا - التى سجلت قفزة بنسبة 50% فى عدد الحالات لتصل إلى 1694.
من ناحية أخرى، ذكرت شبكة »كيه. بى. إس. وورلد« أن الحكومة والحزب الحاكم فى البلاد، قررا تخصيص ميزانية تكميلية تتجاوز قيمتها 6 تريليونات »وون« من أجل مكافحة فيروس »كوفيد-19«، وأنه سوف يتم رفع مشروع الميزانية التكميلية إلى البرلمان فى غضون الأسبوع الحالى للموافقة عليه.
وفى أوروبا، وتحديدا من ألمانيا، أعلنت إدارة شئون الصحة والمساواة فى برلين عن تسجيل أول حالة إصابة مؤكدة بالفيروس، وتم عزل ويتلقى العلاج الطبى.
رابط دائم: