عادت الإهانات لتطل بوجهها القبيح على ملاعب كرة القدم، بعدما شهدت مباراة بايرن ميونيخ وهوفنهايم، التى أقيمت بين الفريقين، ضمن منافسات الجولة الرابعة والعشرين من الدورى الألماني، أزمة جديدة تسببت فى إيقاف المباراة إثر قيام جماهير النادى البافارى بسب رئيس نادى «الهوفي» ديتمار هوب.
فقد أثار موقف جماهير بايرن ميونيخ غضب هانزى فليك المدير الفنى للبايرن، حيث ركض نحو الجماهير ولوح لهم غاضبًا بأن الفريق يتقدم بسداسية نظيفة.
إلا أن موقف الجماهير تسبب فى انسحاب لاعبى هوفنهايم إلى خارج الملعب مع الحكم، ثم تبعهم لاعبو بايرن ميونيخ، لكن حكم المباراة عاد للملعب ومعه لاعبو الفريقين بعد أكثر من عشر دقائق لاستكمال المباراة، وذلك بعد دخول رومينيجه وهوب إلى ملعب اللقاء يدا بيد، ليستكمل الحكم اللقاء قبل أن يوقفه مرة أخري، ليذهب الفريق برمته إلى الجماهير، بالإضافة إلى فليك، والطاقم الإدارى المكون من حسن صالح حميديتش، وكارل هاينز رومينيجه، وأوليفر كان.
وبعد ذلك، بعث لاعبو بايرن ميونيخ وهوفنهايم برسالة إلى الجماهير الغاضبة بتمرير الكرة إلى بعضهم حتى انتهاء زمن المباراة، فى إشارة إلى ضرورة إنهاء التعصب.
ومع صافرة النهاية، جاب لاعبو ومسئولو الناديين ملعب الملعب المباراة ومعهم هوب، وسط تصفيق متبادل مع الجماهير فى ملعب «راين نيكار أرينا« معقل الهوفي.
وانتهت المباراة رسميًا بفوز بايرن ميونيخ بسداسية نظيفة، ليحتفظ بصدارة البوندزليجا برصيد 52 نقطة، فيما تجمد رصيد هوفنهايم عند 34 نقطة فى المركز الثامن.
وأوضح الصحفى الألمانى مانويل فيث عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعى أن جماهير النادى البافارى رفعت لافتة مسيئة، كما رددت هتافات عدائية ضد رئيس هوفنهايم، ليضطر حكم المباراة لإيقاف اللقاء؛ وفقًا للبروتوكول المتبع حديثًا ضد الإهانات والعنصرية.
ويعد ديتمار هوب، الذى أصبح ضحية جديدة للعنصرية، عدوًا لقطاع كبير من الجماهير فى ألمانيا، نظرًا لأنه مالك نادى هوفنهايم، على عكس المُتبع فى البوندزليجا، حيث لا يُسمح فى ألمانيا بأن يستحوذ فرد على ناد وفقًا لقاعدة 50+1 إلا بشروط بالغة التعقيد، ولكن هوب من القليلين جدًا الذين استوفوا هذه الشروط.
واستنكر بيتر جورليتش الرئيس التنفيذى لنادى هوفنهايم الهجوم الذى تعرض له ديتمار هوب الممول الأول لفريق كرة القدم خلال المباراة أمام البايرن، قائلا: «إنها ضد شخص، ضد فريق، وأيضا ضد الناس»، وأثنى على طريقة الحكم فى إدارة آخر 13 دقيقة من المباراة، وتقدم بالشكر إلى بايرن على تفهمه، مضيفا «إنها إشارة رائعة على التضامن«.
وأشار إلى أنه «تم تجاوز الخط، وكان علينا الرد«.
وتوجه هانزى فليك المدير الفنى لبايرن ميونيخ باتجاه المدرجات، ونجح فى إقناع المشجعين بالكف عن الإساءة ليتواصل اللعب على الفور.
وكان عدد من اللاعبين قد تعرض للهتافات العنصرية والتى كان من أبرزها تعرض محمد صلاح لاعب المنتخب المصرى وفريق ليفربول الإنجليزى للعنصرية خلال مباراة فريقه أمام وست هام يونايتد على ملعب الأخير فى لندن، كما شهدت مباراة إنجلترا وبلغاريا، التى جمعت البلدين بتصفيات كأس الأمم الأوروبية «يورو 2020«، فى أكتوبر الماضى هتافات عنصرية عنيفة تجاه لاعبى «الأسود الثلاثة»، خاصة الثلاثى أصحاب البشرة السمراء رحيم ستيرلينج، تيرون مينجز وماركوس راشفورد، وتعرض أيضا ماريو بالوتيلي، مهاجم بريشيا، لهتافات عنصرية من جماهير هيلاس فيرونا، خلال إحدى مباريات الدورى الإيطالى فى نوفمبر الماضي، كما تعرض البرازيلى تايسون، مهاجم شاختار دونيستك الأوكراني، لهتافات عنصرية من جانب جماهير دينامو كييف، فى نوفمبر الماضي، ولم يتحمل تايسون هذه الهتافات، حيث سدد الكرة باتجاه المدرجات، ليواجه بعدها اللاعب الطرد، قبل أن يدخل فى نوبة بكاء شديدة يتدخل على أثرها زملاؤه ولاعبو الخصم لتهدئته.
يذكر أن الاتحاد الدولى لكرة القدم «الفيفا» كان قد أصدر فى وقت سابق قانونًا جديدًا من أجل تشديد العقوبات ضد السلوك العنصرى فى الملاعب، خاصة بعد أن تكررت حالات العنصرية أكثر من مرة خلال منافسات الدوريات الخمس الكبري، لذلك، أصدر الفيفا مرسومًا بتشديد العقوبات ضد السلوك العنصرى أو التمييزى فى ملاعب كرة القدم من أجل الحد من انتشار هذه الظاهرة. وتنص العقوبات الجديدة على فرض حظر جزئى على جماهير الأندية التى تمارس السلوك العنصري، ولم تتوقف العقوبات عند الحظر الجماهيرى فحسب، بل وأيضًا إصدار عقوبات تصل إلى غرامة مالية لا تقل عن 20 ألف دولار كمرحلة أولي، وفى حالة تكرار السلوك العنصرى من جماهير نفس النادى المعاقب، فإن العقوبة سوف تتضاعف إلى الاستبعاد من المسابقات أو خصم النقاط من رصيده.
رابط دائم: