يضطر الكثير من الأزواج بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة إلى الاغتراب خارج البلاد أو حتى فى محافظة أخرى أو العمل فى أكثر من وظيفة من أجل توفير حياة كريمة لأسرته إلا أن ذلك يأتى دائما على حساب الحياة الاجتماعية والاستقرار العائلى لأنه فى هذه الحالة يكون مجرد ضيف فى حياة أسرته وبنك يقوم بالصرف فقط.
ورغم هذه الحياة الصعبة يحاول الكثير من الأزواج نجاح واستمرار العلاقة بينهما رغم وجود «انفصال» فعلى كأزواج لأن الزوج فى هذه الحالة يكون غائبا عن تفاصيل الحياة اليومية لأفراد الأسرة وتقوم الزوجة بمسئوليات الأم والأب معًا.
ويؤدى هذا الوضع إلى وقوع كلٍ من الزوجين تحت ضغوط إضافية فالزوج يعانى الوحدة والمودة من الزوجة وتتحمل الزوجة مسئوليات لا قبل لها بها مما يصيبها بالتوتر والعصبية بالإضافة إلى الإحساس بالوحدة وافتقاد شريك الحياة، أما الأولاد وخصوصًا الذكور منهم فيحرمون من وجود الأب فى حياتهم وارتباطهم به وتأثيره فيهم فيتحول وجوده فى حياتهم إلى ضيف يقضون معه بعض الإجازات السنوية.
تقول إيمان الحلوجى استشارى العلاقات الأسرية أنه رغم الأهداف النبيلة التى تجعل كلا الطرفين يتقبل هذا الوضع إلا أنه يجب عليك أنت وزوجك التفكير جيدا قبل اتخاذ قرار «الانفصال» بالسفر فوجودكم معًا كزوج وزوجة وأبناء لا يضاهيه جمع الأموال بأى حال من الأحوال.
وأما إذا كان ابتعاد الزوج عنكن هو الحل الوحيد والظروف لا تسمح بلم شمل الأسرة فى المكان الجديد يكون استمرار ونجاح العلاقة الزوجية السوية تعتمد على ماضى العلاقة بينهما ومدى تمسك كل من الطرفين بالاستمرار فيها وقوة تحمل الاستمرار فى الحياة بهذا الوضع.
وتضيف أنه مع تقدم وسائل التواصل الاجتماعى والاتصالات عبر شبكة الإنترنت أصبح من الممكن الآن أن يكون هناك دور للزوج فى المشاركة فى تربية الأبناء والحوار معهم بصورة أكثر قربًا وبشكل يومى وأيضًا فى التواصل المعنوى مع زوجته التى تحتاج دائما إلى إذكاء المشاعر الإيجابية بينهما والمساندة المعنوية والدعم النفسى لمواجهة تحديات الحياة اليومية.
وتشير استشارية العلاقات الأسرية إلى أنه إذا كان الزوج فى المدينة نفسها ولكنه يعمل من الصباح وحتى ساعة متأخرة من الليل فيجب عليك أن تقوى علاقتك به بأنه عندما يأتى فى المساء يجدك فى انتظاره ولا يكون استيقاظك مبكرا لذهاب الأطفال للمدرسة سببا فى البعد عنه بل من الممكن أن تنامى بعض الوقت فى الظهيرة حتى تكونى فى انتظاره مساء، كما يجب أن تحرصى على بقاء الحوار قائماً بينكما فى كل أمور الحياة لأن ذلك يضمن علاقة أقوى وأصدق من تلك التى لا تجعل الحوار من أولوياتها بشرط أن تكونى مستمعة جيدة وامنحى شريكك الفرصة الكافية للحديث والتعبير عن ذاته وإذا كان هناك خلاف بينكما لابد أن تكون مناقشته باحترام لأن الاحترام يعد ركيزة أساسية فى الحياة الزوجية بشرط ألا يكون الخلاف على اليوميات التافهة التى تستنزف الكثير من الجهد العصبى والمعنوى مع إظهار حبك له من خلال حديثك معه.
وتؤكد إنه ليس هناك أحد مثالى لذا عليك التغاضى عن عيوبه البسيطة وعدم الوقوف أمامها كثيرا ولا تنسى فى يوم الأجازة أن تخرجوا معا للعشاء أو التنزه أو الجلوس معا لمشاهدة فيلم
وأخيرا احرصى على أداء الشعائر الدينية معا لأن هذا يعمل على تقوية الرابط الوجدانى والقيمى بينكما.
رابط دائم: