رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

يعقوب الشارونى بعد ترشيحه لجائزة «أستريد ليندجرين»: مصر فى حاجة إلى حركة نقدية لتنشيط أدب الطفل


حوار ــ مى إسماعيل
يعقوب الشارونى

  •  كلما عاش الكاتب قضايا مجتمعه زاد تميز كتاباته وأصالتها
     
  • أنصح بالتعبير عن الواقع المحلى ووضع الكتابة للصغار ضمن جوائز الدولة

 

 

أدب الطفل عالم خاص يدخُله من يُجيد قواعده لينسج سطورا تحفر قيما ومبادئ لمستقبل أبطال صغار.. ومن أبرز رواد هذا الأدب فى مصر الكاتب الكبير يعقوب الشاروني؛ صاحب الموهبة التى تجلت فى كثير من الأعمال التى توجت بالعديد من الجوائز وشهادات التقدير.. ومن هنا كان هذا الحوار معه لنبحر أكثر داخل عالمه الجاذب للصغار والكبار، وذلك بعد ترشيحه لجائزة «أستريد ليندجرين» للأدب التى يقدمها المجلس الثقافى الوطنى السويدى كل عام تخليداً لذكرى أستريد ليندجرين أشهر كاتبة سويدية قامت بتجديد أدب الطفل.

 

ما شعورك بعد إعلان ترشيحك لجائزة «أستريد ليندجرين» للآداب؟ وماذا يعنى لك؟

أصبحت جائزة «أستريد ليندجرين» أهم جائزة عالمية فى مجال أدب الأطفال والشباب الصغير؛ كونها جائزة تهتم بالقيمة الأدبية لمجموع أعمال المؤلف وقدرته فى نشر عادة القراءة بين الصغار والحكى المُباشر لهم، بالإضافة إلى أن تكون أعماله الإبداعية متسقة مع حق الأطفال فى التمتع بحقوقهم التى نصت عليها المواثيق الدولية.

أعتقد أن الجهات التى رشحتنى للجائزة قد وجدت فى مسيرتى الأدبية ما يؤكد تحقيقى أهدافها. وأنا أبدأ عامى التاسع والثمانين أشعر بقدر كبير من الرضاء والفخر عن هذا التقدير لاتفاق مسيرتى الأدبية الثقافية مع الأهداف الأدبية والإنسانية التى تسعى هذه الجائزة الكبرى العالمية لتحقيقها؛ هذا يعنى لى الكثير.

حصلت على الكثير من الجوائز القيمة، فماهى الأقرب إلى قلبك، وما الجائزة التى حلمت بها دومًا ولم تحصل عليها بعد؟

من المتعارف عليه عالميًّا أن كل جائزة يحصل عليها المبدع تكون خطوة فى طريقه للحصول على الجوائز الأكبر، فعندما حصل كتابى «أجمل الحكايات الشعبية» عام 2001 على جائزة «المجلس المصرى لكتب الأطفال»، كانت هذه خطوة لأحصل عام 2002 على جائزة «الآفاق الجديدة» لأفضل كتاب أطفال على مستوى العالم من معرض بولونيا الدولى لكُتب الأطفال بإيطاليا، وهو أهم معرض عالمى لكتب الأطفال. ثم كان حصول روايتى «ليلة النار» عام 2014 على جائزة الشرف بين أفضل روايات اليافعين على مستوى العالم العربى من جائزة اتصالات، ثم اختيارها عام 2016 كواحدة من أفضل كتب الأطفال عالميًّا من المجلس العالمى لكتب الأطفال بسويسرا «IBBY» الذى يقدم جائزة هانز أندرسون الدولية لأفضل مؤلفى ورسامى كتب الأطفال فى العالم، كان هذا هو الذى دفع هيئة الأمم المتحدة عام 2019 بالتعاون مع لجنة من «رابطة الناشرين الدولية» «IPA » «ومنتدى المؤلفين الدولى» «IAF» إلى اختيار هذه الرواية بين أفضل كتب الأطفال على مستوى العالم، لقدرتها على الإسهام فى التغيير وتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030. والآن عندما يتم ترشيحى لجائزة «أستريد ليندجرين» فلا شك أنها خطوة جاءت نتيجة كل هذا التقدير السابق لكتاباتى الإبداعية.

واستطيع أن أقول إنها سلسلة مترابطة، تحتل معًا المكان الأقرب إلى قلبي. ولا شك أيضًا أن الأمل فى الحصول على جائزة «أستريد ليندجرين» قمة الجوائز العالمية لأدب الأطفال، يمثل تكريمًا لأدب الأطفال ليس فى مصر وحدها بل فى كل أرجاء الوطن العربي.

من كان له الفضل الأول فى عشق يعقوب الشارونى للقراءة والثقافة فى وقت مُبكر؟

للبيت والمدرسة فضل كبير؛ قبل أن أبلغ الثالثة كنت أجد حولى كثيرًا من كتـب الأطفال الكبيرة الحجم باللغة الإنجليزية، وكانت إحدى أخواتى اللاتى تسبقنى فى العُمر تجلس لتحكى لى ولأخواتى الحكايات التى تدور حولها رسوم الكُتب، مثل «سندريلا»، و«ذات الرداء الأحمر»، «جميلة والوحش». وعندما تنتهى من حكاياتها، أمسك بالكتاب واستغرق فى تأمل الرسوم بشغف، كأنما أحاول أن أستنطق شخصيات الرسوم، ثم أتطلع فى حيرة إلى تلك الرموز المكتوبة بجوار الرسوم وأتساءل متى يكون فى استطاعتى أن أفهم هذه العلامات وأتمكن من فهم كل شىء بمفردى؟ بعدها اعتدت أن أبحث عن كل كتاب به رسوم، وتأليف حكايات من خيالى حول تلك الرسوم؛ وكانت هذه هى البداية التى بدأ بها خيالى ينشغل بتأليف القصص. بالإضافة إلى أننى كنت أجلس دائما بجوار جدتى لوالدى لأستمع منها إلى الحكايات الشعبية. كما وجدتُ فى مكتبة والدى بعض الكتب المكتوبة بحروف عربية كبيرة والموجهة للأطفال، واذكر من بينها قصة اسمها «عزيزة وعدلي».

مثل هذه الكتب نبهتنى إلى أن هناك كتبًا للأطفال غير كتب الكبار، وأن هناك فروقًا واضحة بين قصص الاثنين خاصة حجم الحروف الكبيرة جدًّا الموجهة للأطفال، ووجود عدد من الرسوم وإن كانت كلها فى ذلك الوقت بدون ألوان.

وهكذا وجدتُ نفسى فى المرحلة الابتدائية أكتبُ القصص فى سن مبكرة جدًّا؛ وأذكر أن أستاذ اللغة العربية فى الصف الثالث الابتدائى وجدنى منشغلاً فى أثناء إحدى الحصص وكان مُتفهماً عندما أجبته أنى أكتب رواية، وقتها طلب منى قراءة فقرة مما كتبت وفوجئت به يقول بعدها: «اجلس وأكمل روايتك» وأعتبر هذه أول جائزة أحصل عليها ومن أكثر المواقف تأثيراً فى مجرى حياتي.

ذكرت سابقًا أنه «إذا أردت أن تنجح مع الطفل، اجعل له دورا وشريكا فى ما تفعل» هل هذا سر عشق الطفل لعالمك الأدبي؟

بعد نشرى أول كتاب للأطفال عام 1959 استمر اهتمامى بأدب الأطفال، إذ أخذت على عاتقى أن أقدم بنفسى حفلاً للأطفال صباح كل جمعة فى القاعة المتسعة لمسرح وسينما قصر الثقافة؛ بدأ هذا الحفل بعدد لا يتجاوز مائة طفل بعدها بات عدد الأطفال الذين يحرصون على الحضور بانتظام لا يقل عن ألف طفل؛ وكانت هذه الحفلات الأسبوعية تتضمن مشاركة فعالة من الأطفال فى أنشطة مختلفة، أهمها ما كنت أحكيه عن طريق الحوار والسؤال والجواب من قصص للأطفال.

من خلال هذه الأنشطة المباشرة مع الأطفال اكتشفت أمرين مهمين؛ أن الأطفال فى حاجة شديدة إلى من يعطيهم اهتمامًا حقيقيًّا، وأنهم على استعداد لأن يبادلوا هذا الاهتمام بغير حدود. والأمر الثانى قدرتى على التواصل والحوار والمشاركة مع الأطفال، وقد نبهتنى هذه التجربة التى امتدت عامين إلى موطن موهبتى الحقيقية، وهى الكتابة الأدبية للأطفال والعمل الثقافى والفنى معهم.

وكان نجاحى مع الأطفال من أهم أسباب اتخاذ قرارى ترك العمل القضائى نهائيًّا، والاستمرار فى العمل بوزارة الثقافة رئيسًا للمركز القومى لثقافة الطفل. لذلك أقول دائمًا إن الأطفال هم الذين اختارونى لأكتب لهم.

بماذا تنصح صُناع أدب الطفل اليوم؟

أدعوهم إلى التعبير من خلال الواقع المحلي، وفى الوقت نفسه الصدق مع جوهر الإنسان. فكلما كان الكاتب معايشًا قضايا مجتمعه، زادت قدرته على تقديم المتميز والأصيل فى إبداعه الأدبي. إن مبدع أدب الأطفال إذا لم يجعل القارئ مشاركًا له فى الاستعداد للمستقبل، فإنه يكون قد أهمل عنصرًا من أهم عناصر تكوين عقل وشخصية القارئ الصغير، فعلى الأدب تقديم فكرة قبول الآخر، والتعايش مع الاختلاف، ودمج ذوى الهمم فى مختلف أنشطة الحياة وأهمية تنمية دور المرأة فى المجتمع.

كذلك نحن فى حاجة إلى تشجيع قيام حركة نقدية نشطة فى مجال أدب الطفل، مع إعطاء اهتمام خاص لترجمة أهم الدراسات النقدية الأجنبية حول قصص وأدب الطفل، فبغير حركة نقدية واعية ومستمرة لن نجد تقدمًا حقيقيًّا يواكب تغيرات العصر وتحدياته.

كما أنصح كُتاب الأطفال بقراءة الروايات التى فازت بجوائز عالمية لأدب الأطفال، مثل جائزة «نيوبري» الأمريكية أو «كارنيجي» الإنجليزية، مع قراءة الدراسات النقدية للأدب بوجه عام. ودراسة علوم التربية وعلم النفس، والحرص على الالتقاء المُباشر للحوار مع تجمعات الأطفال. ثم القراءة فى العلوم الاجتماعية والمواد العلمية بوجه عام فالعلم أصبح الآن وراء كل إنجاز إنساني. وقبل كل هذا وبعده، على الكاتب ألا يتوقف عن الكتابة ولو كان ذلك لمُدة نصف ساعة كل يوم، فمن خلال تحويل المشاعر والأفكار إلى كلمات على الورق، سيكتشف كثيرًا من الأفكار والشخصيات التى تصلح لتكون موضوعًا لقصصه ورواياته.

من خلال متابعتك الأعمال الشبابية الخاصة بالطفل، ماذا رصدت؟ وهل هناك تقدم أم تراجع للخلف؟

بعد متابعتى سنوات طويلة كتابات الأجيال الجديدة من مؤلفى أدب الأطفال؛ من خلال مشاركتى فى لجان النشر الخاصة بكُتب الأطفال ولجان تحكيم أهم جوائز مسابقات أدب الأطفال المصرية والعربية والندوة الدائمة لأدب وثقافة الأطفال التى بدأتها عام 1984 ومستمرة حتى الآن أستطيع أن أؤكد أن العالم العربى من حقه أن يفتخر بعدد كبير من أهم الأقلام المبدعة فى مجال كتابة القصة والرواية للأطفال، والدليل على ذلك أن كتب الأطفال العربية بدأت تفوز بعدد من أهم جوائز أدب وكتب الأطفال العالمية، كما بدأت حركة لترجمة عدد من أهم أعمال الإبداع الأدبى للطفل العربى إلى اللغات الأجنبية المختلفة، لكننا ما زلنا فى حاجة إلى حركة نقدية أكثر نشاطًا، تتناول بالنقد والتقويم والتعريف بما يصدر فى الساحة العربية من أعمال أدبية للأطفال.

ماذا يحتاج طفل اليوم من عالم الأدب؟

يصعب إثارة اهتمام الأطفال بناحية من نواحى الثقافة إذا كان المناخ الثقافى العام فى المجتمع لا يهتم بهذه الناحية، والمثال ما نجده من صعوبة تقبل الأطفال المصريين والعرب للمادة العلمية التى تقدمها لهم المجلات والكتب مهما تكن جذابة، فالاهتمام بالعلم وتنمية أسلوب التفكير العلمى والرغبة فى البحث، أمور مهمة لكنها لا تحقق أهدافها إذا لم يتوافر المناخ الثقافى الجيد لاستقبالها. فالطفل يستخدم دائرة المعارف بسهولة إذا وجد الأب والأم والإخوة يستخدمونها، وإذا وجد مَن حوله يتعاملون مع الآلات بفهم وثقة فسوف يتعامل مع الآلة بنفس الفهم وبنفس الثقة.

على سبيل المثال نلاحظ إقبال أطفالنا على الموضوعات التى تتناول عالم الفضاء رغم صعوبة هذا الفرع، والسبب أن أجهزة الإعلام قد اعتادت أن تتوسع فى نشر أخبار وصور رحلات الفضاء، وهذا يدل دلالة واضحة على أن أجهزة الإعلام هى التى مهدت السبيل لتنمية شغف الأطفال بالتعرف على ما يتعلق بعالم الفضاء وما يرتبط به من معارف. وفى مقابل هذه الناحية الوحيدة من مجالات العلوم التى اهتمت بها أجهزة الإعلام فى السنوات الأخيرة، يندر أن نجد ناحية أخرى من نواحى العلوم قد حظيت بمثل هذا الاهتمام الواسع من هذه الأجهزة.

وتتأكد لنا هذه الظاهرة المؤسفة، عندما ندخل مكتبات الأطفال فنجد الكتب القصصية والروائية وكتب المغامرات قد استهلكتها أيدى الأطفال لكثرة تداولها، بينما كتب العلوم المبسطة مهما تكن جميلة ومشوقة، نجدها نظيفة سليمة لم تمسسها يد.

كيف نعيد علاقة الطفل بعالم الكتاب فى ظل سيطرة وسائل التكنولوجيا الحديثة على العقول؟

نُعيده بتنمية علاقة الطفل بالكتاب؛ فتربيتنا فى البيوت العربية لم تعتد على وجود الكتاب فى حياة الطفل إلا بعد دخول المدرسة، فى حين أن الطفل ينبغى أن يرتبط بالكتاب منذ شهوره الأولي، فهناك كُتب يستطيع الطفل أن يتعامل معها بكل حواسه منذ صغره. فبالإضافة إلى الصور، تُصدر أصواتًا وموسيقى أو أنوارًا أو رائحة، كما أنها ذات ملمس من القماش أو الفرو أو البلاستيك، وهناك كُتب بها صور مجسمة أو أجزاء تتحرك مثل شباك يفتحه الطفل بنفسه ليرى ما الذى خلفه، وكل هذه الكُتب تتعامل مع مختلف حواس الطفل، وهى الوسائل الطبيعية ليتعرف الطفل من خلالها على العالم من حوله.

هذا بالنسبة لطفل ما قبل المدرسة أما عن الأكبر سنًّا؛ فمن المهم أن تقوم الأسرة بدورها فى توفير الكتب والقصص لأطفالهم وتشجيعهم وتقديم القدوة لهم لقراءتها، كما يجب أن يعتاد الطفل على كيفية الاستفادة من المكتبة المدرسية ويصبح معتادًا على دخولها والبحث فيها عن عناوين جديدة، ومناقشتها مع مُدرسيه. فالطفل يقضى وقتًا طويلاً فى المدرسة بينما المناهج الدراسية فى بلادنا العربية لا تعتبر المكتبة جُزءًا من حياة الطلاب.

كيف ترى وضع أدب الطفل فى مصر والعالم العربى اليوم؟

منذ أن بدأ كامل كيلانى كتاباته للأطفال عام 1927 وحتى وفاته عام 1959 كان يحرص على تأكيد القيم الأخلاقية والدينية والتربوية العامة، كذلك الجيل التالى له فقـد اهتم أيضًا بـأن يُعبِّر عن القضايا المصرية والعربية، وعن الطفل المصرى والعربى المعاصـر وما يواجهه من تحديات كالاهتمام بالمستقبل، والتفكير العلمي، وحقوق الإنسان والطفل، والحق فى إبداء الرأى فى بيئة تشجع على الإبداع، وغيرها من الموضوعات التى باتت خلفية عدد كبير من قصص وروايات الأطفال.

هناك صحوة حقيقية فى العالم العربى للاهتمام بكتاب الطفل، فخلال العشرين سنة الأخيرة حصل عدد كبير من الكُتَّاب المصريين والعرب على جوائز أدب الأطفال المصرية والعربية والعالمية، وهذا دليل على تميز عدد كبير من كتابات مُبدعى أدب الطفل المُعاصرين وقُدرة أعمالهم على المنافسة داخل العالمين العربى والعالمي؛ بالإضافة إلى أن كل بلد عربى أنشأ جوائز متعددة ومهمة للإبداع فى مجال أدب الأطفال؛ كما توجد مشروعات كبرى لترجمة أدب الأطفال الأجنبى إلى العربية، مثل المركز القومى للترجمة فى مصر، وما يقوم به مشروع «كلمة» للترجمة الذى تشرف عليه منذ عام 2008 هيئة أبو ظبى للثقافة والتراث؛ كما تقام فى كثير من البلاد العربية معارض خاصة لكُتب الأطفال، من أهمها مهرجان الشارقة لكتاب الطفل، ومعرض صفاقس لكتاب الطفل بتونس. لكن يجب أن نذكر أيضًا أننا فى حاجة إلى تسليط الأضواء على الأعمال المتميزة واكتشاف الموهوبين من بين الكُـتَّاب الجُدد وتشجيعهم على الارتفاع بمستوى إبداعهم.

كما أتمنى أن يصبح أدب الطفل فى مصر على أجندة من يمنحون جوائز الدولة المصرية للتفوق والتقديرية والنيل، وأن تخصص جوائز أدب الأطفال لكتب الدراسات والنقد التى تتناول أدب الطفل العربي، مع تعزيز ميزانية تزويد المكتبات المدرسية بمزيد من الكتب الحديثة.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق