للأسبوع الثاني أكتب عن الفنانين الذين فقدناهم فبعد الفنانة العظيمة نادية لطفي أجد نفسي اكتب بعد وفاة الكاتب الكبير فعلا لينين الرملي بعد كذا عقد من الزمن أمتعنا فيها بمسرحياته بداية من «وجهة نظر» التي قام ببطولتها محمد صبحي التي انطلق منها أيضا عدد من نجوم اليوم سواء في المسرح أو السينما.
كانت هذه المسرحية أو هذه الكتابة للمسرح هي التي أشعلت اسم لينين الرملي ليقدم بعدها أبدع ما قدمه مسرحنا.
لقد عرف بموهبته كيف يمتع المثقفين وأيضا البسطاء في وقت واحد.. المثقف يجد ما يمتعه بحق وكيف يتناول ما يعانيه مجتمعنا والبسيط أيضا ما يجعله يضحك ومن قلبه كما يقال عن الضحك القوي الذي يصدر من البسيط عندما يجد ما يستحق هذه الضحكات أو حتي الابتسامة التي تأتي في موقعها بالضبط.
لقد انتصر الكاتب هنا للمسرح لا أقول الجاد ولا أقول الكوميدي ولكن إنتصر للكلمة.. انتصر للعقل وانتصر بالموهبة الحقيقية التي قدمها الخالق له.. كان موهوبا باستمرار في معظم بل يمكن أن أقول في كل ما قدم للمسرح.. ذلك المسرح الذي كان حقيقة هو كل متعته الحقيقية وإلا لما كان هذا الانتشار لمسرح لينين الرملي في أماكن لم أتصور أن أجري أنا شخصيا لأشاهدها إما في المركز الثقافي الفرنسي أو مركز آخر في مجرد حديقة وكان أن ذهبت خلف مسرحياته في إحدي الكنائس في منطقة شبرا لأشاهد عرضا حيث أن الكنيسة كان بها مسرح ومكان للمتفرجين وكان العرض من إخراجه.
إذن كان يسعي الموهوب بعمله في أي مكان وكنا نجري خلفه هنا وهناك للاستمتاع بالعمل الذي لا نجد مثيلا له بسهولة في المسارح وذلك بالطبع في وقت كان المسرح الخاص وأيضا المسرح العام في تألقهما.
الإنفصال الذي تم بينه وبين المخرج محمد صبحي لم أعلم بالفعل السبب فيه لكن بالضرورة هناك مصالح متعارضة أدت إلي هذا الانفصال الذي غيب واحدا من أكبر كتاب المسرح أيضا ومن أبرع مخرجيه.. بالقطع هناك اختلاف مصالح وليس اختلافا في وجهات النظر.
أنعي واحدا من صاحب القدرات العبقرية في الكتابة للمسرح وهو ذلك الغول الذي لا يرضي مشاهدوه حقا إلا بالعمل الجيد وليس الجيد فقط ولكن العمل الذي يحترم عقل المثقف الواعي وأيضا الإنسان البسيط الذي يبقي متعته مشاهدة مسرح يضيف إليه ولا يخذله ولا يضحك عليه باللغة الدارجة.
رابط دائم: