كانت أساطير العرب فى الجاهلية تتحدث عن قصر هائل للملك «النعمان»، تغنى به الشعراء، اسمه «الخورنق»، لذا لما شاهدوا تلك الصروح المقامة فى الأقصر لم يجدوا فى تراثهم سوى هذا الاسم ليطلقوه عليه، ولكن مع تعاقب القرون تحول «الخورنق» إلى «الكرنك».
«الكرنك» باللغة المصرية القديمة يعنى «إبيت إيسوت»، وهو «المكان الأكثر قداسة» أو «الحرم الأكثر اصطفاء»، وهو ليس معبدا واحدا وإنما مجموعة من المعابد التى توالى بناؤها بأوامر من ملوك وأباطرة مصر القديمة، وعندما زار العالم الفرنسى شمبليون الأقصر، فى أول زيارة له، عبر عن انبهاره بـ”الكرنك” قائلا: «كل شىء رأيته قبل الكرنك أصبح فى نظرى تافها». ومن المؤكد أن تاريخ قداسة «إبيت إيسوت»، التى تحوى مقبرة رمزية لـ«أوزوريس»، يعود إلى حقب موغلة فى القدم، ولا بد أن أرض «الكرنك» مازالت تخبئ الكثير، لكن ما ظهر منها حتى الآن قادر على أن يخلب الألباب. أما عن المائتى فدان التى يشغلها المعبد، أو بالتعبير الأكثر دقة «مجمع المعابد»، فهى كما تحمل أعظم آثار الدنيا فقد شهدت خطى أعظم أباطرة العالم القديم، وما بقى لا يكاد يذكر بجانب ما أفناه الزمان. وما نراه الآن من «الكرنك» ينتمى إلى الدولتين الوسطى والحديثة حتى الأسرة الثلاثين، ثم إلى البطالمة فالرومان، فكل من أراد خلودا شيد بناءً فى «الكرنك».
رابط دائم: